رئيس التحرير
عصام كامل

نوداي البكاء حول العالم.. تخصيص غرف بفندق ياباني للنواح بـ10 آلاف ين في الليلة.. 12 مليونا رواد مواقع الأسى بأمريكا.. «الخسارة» أشهر نوادي بريطانيا لذرف الدموع.. وخبير نفسي: البكاء يطيل العم

فيتو

«إذا كانت لديكم دموع فتهيأوا لذرفها»، هكذا قال شكسبير، موضحًا ضرر حبس الدموع بداخلنا، كما نرى علاقة الدموع بالحب في نظر العرب، يقول جبران خليل جبران: «الحب الذي تغسله العيون بدموعها يظل طاهرًا وجميلًا وخالدًا»، ولهذا قامت العديد من الدول بتخصيص أماكن للبكاء بانفراد، لاعتقاد الكثيرين أن البكاء أمام الناس ضعف.


فنادق باليابان للدموع
وظهرت آخر صيحة للبكاء في اليابان، وذلك من خلال إتاحة الفرصة الكاملة للبكاء من أجل تخفيف الضغوط والأعباء التي يشعر بها رجال الأعمال وخاصة سيدات الأعمال، بتخصيص فندق يُسمى ميتسوي، ومخصص لذلك الفندق حديقة يوتسويا في شينجوكو.

يقدم الفندق أماكن خاصة مصممة للبكاء، حتى تتغلب السيدات على التوتر والقضايا العاطفية التي قد يمررن بها، وقد تم تصميم الغرفة من أجود الخامات التي تستخدم في الديكور، أيضا تمت إضافة المناديل الورقية الفاخرة لمسح الدموع، كذلك يوجد بالغرفة قناع العين بالبخار، وذلك لتجنب وجود انتفاخات حول العيون، كما يقدم الفندق مجموعة مختارة من الكتب الهزلية والقصص الروائية التي تساعد على البكاء مع عرض بعض الأفلام اليابانية التي تساعد في البكاء أيضا.

غرف البكاء
الغرف هي جزء من مبادرة لمساعدة العملاء على التخلص من التوتر والتغلب على المشكلات العاطفية، هذا ما قالته إدارة الفندق، في إشارة إلى أنه تُتاح غرف البكاء في الفندق بعشرة آلاف ين يابانى في الليلة الواحدة، وتلك الغرف المخصصة للبكاء مصممة خصيصا للسيدات، وبالتالي فإن الرجال عليهم البحث عن مكان آخر للحزن والبكاء.

أندية البكاء
أندية البكاء، يتم فيها عرض أفلام سينمائية حزينة وأفلام تسجيلية ووثائقية تصور أحداثًا مأساوية حقيقية، وتتم إذاعة أغاني الفراق والهجر والحب المستحيل لمساعدة رواد النادي على البكاء.

مكتبات يابانية للبكاء
ولم تكتفِ اليابان بتخصيص غرف بالفنادق للبكاء، حيث تقوم بعض المكتبات العامة بتخصيص أقسام لكتب يطلق عليها «كتب البكاء»، وهي كتب يقبل عليها الشعب الياباني بشدة.

جلسات بكاء
ومن جهة أخرى، اختار «تكاشي ستاجا» أن يقود فكرة البكاء في اليابان، عام 2014، حيث أطلق هذا الرجل الياباني على نفسه لقب «ساقي الدموع» لمساعدة الناس على التخلص من التوتر والضغط، عبر البكاء.

وينظم "تكاشي" ندوة مرتين في الشهر، تحت عنوان «روسكاتسو»، أي البكاء من أجل الفرحة، ويقول إنه عندما يبكي الشخص فهمومه وتوتره واكتئابه تتلاشى.

مواقع للبكاء بالولايات المتحدة
ومن "اليابان" إلى "الولايات المتحدة الأمريكية"، حيث قامت بتخصيص مواقع على شبكة الإنترنت العالمية لغرض البكاء، ويتردد على هذه المواقع الإلكترونية 12 مليون شخص لمشاهدة القصص الحزينة والمناظر المأساوية المؤلمة.

نوادٍ حزينة
وﻔﻰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ لندن، أسس عدد ﻣﻦ الأشخاص نوادي لهذا الغرض، ويعد نادي «لوس» أي «الخسارة»، أشهرها، والذي يعرض الأفلام السينمائية الحزينة وأغاني معانيها قاتمة، فضلًا عن عرض أفلام تسجيلية تصور أحداث حقيقية كلها مآسٍ، وهدفها مساعدة رواد النادي على البكاء.

حائط المبكى
وإذا تحدثنا عن الأماكن المخصصة للبكاء، لا نغفل «حائط المبكى»، أو حائط البراق، وكلها أسماء للحائط الذي يحد الحرم القدسي الشريف من الناحية الغربية، وسُمي بحائط المبكى لأن اليهود يعتقدون أن هذا الحائط هو الأثر الوحيد المتبقي من هيكل النبي سليمان عليه السلام، وأنه محرم عليهم دخول الحرم المقدسي منذ خراب الهيكل، لذا فهم يعتبرون هذا المكان قبلة صلاتهم الأخيرة ويؤدون طقوس الصلاة والحداد أمام ذلك الحائط، ويكون من ضمن تلك الطقوس إظهار الندم والتباكي حدادًا على هيكل النبي سليمان عليه السلام.

خط دفاع للنفس
البكاء خط دفاع للنفس، عندما يضيق بها الحال، هذا ما أكده أنور حجاب، أستاذ الطب النفسي، بجامعة عين شمس، حيث إن الإنسان يهدأ بشكل مؤقت، حين ذرفه للدموع، مشيرًا إلى أن الدموع تُمثل بالهموم، فعندما يذرفها الإنسان، كأنه يسكب الهموم خارج جسده.

وأشار أستاذ الطب النفسي إلى أن البكاء يكون بمثابة مسكن للهموم، وليس من مرة واحدة للبكاء ينتهي الحزن، في إشارة إلى أن الدموع تتكرر على حسب حدة المشكلات، مضيفًا أن النساء تعد أكثر صحة من الرجال لكونهن يبكين بكثرة عن الرجال.

الجريدة الرسمية