رئيس التحرير
عصام كامل

عمرو رمضان.. المصري الذي صفع أمريكا في جنيف !


لا يمكن -عقلا- أن يقرر مندوبنا الدائم في الأمم المتحدة بجنيف السفير عمرو رمضان الرد بقوة يستحقها تمامًا المندوب الأمريكي عند الحديث عن أحوال حقوق الإنسان إلا بمراجعة وزير الخارجية السيد سامح شكري.. والسيد سامح شكري الملقب الآن بأسد الخارجية المصرية لا يمكن له -عقلا أيضًا- اتخاذ أو تقرير أمور الخارجية المصرية إلا بمراجعة الرئيس السيسي أو مجلس الأمن القومي أو كليهما..


المراجعه لا تعني بالضرورة المراجعة الحرفية للمواقف والكلمات والخطب والتعبيرات والجمل والألفاظ إنما يكفي جدًا الإدراك الجيد للرؤى والمواقف والسياسات كي يتم التعبير عنها تلقائيًا دون الرجوع كل مرة لمراجعة كل شيء حرفيًا..

بالمعنى الأخير فما قاله عمرو رمضان لمندوب أمريكا هو موقف سامح شكري وهو أيضًا موقف الرئيس السيسي وهو أيضًا موقف مصر..

مصر الآن مندوبها يقول لمندوب أمريكا ما معناه "اخرس".. "مش انتوا اللى تتكلموا عن حقوق الإنسان".. "روحوا شوفوا سجن جوانتانامو الرهيب المخالف لكل حقوق الإنسان في الدنيا".. "روحوا شوفوا ظلمكم وكيلكم بأكثر من مكيال في قضية حقوق الإنسان العربي في فلسطين المحتلة اللي جايين كمان ترفعوا ضماناتها من مناقشات المجلس".. و"حقوق إنسان إيه وانتوا بتطردوا مواطنا مصريا لمجرد أنه كتب كلمتين على "فيس بوك" قال فيهما رأيه في أحد مرشحي الرئاسة الأمريكية"!

راح عمرو رمضان يكيل اللكمات للمندوب الأمريكي.. كانت موقعة كبيرة.. كانت موقعة للكرامة.. المصريون مرتاحون جدًا وفخورون بما فعله عمرو رمضان والاحتفاء به في كل مكان إلا في إعلام العار الذي يتآمر على كل ما يمكنه أن يسعد المصريين ويشعرهم بأجواء غير الأجواء وأحوال غير الأحوال !

إعلام العار تجاهل تقريبًا واقعة الأمم المتحدة أمس وتجاهل أصلا نتائج زيارات الرئيس الأخيرة وتجاهل سقوط عصابة التجارة في أراضي الدولة في الوكر الرئيس للتجارة الحرام لأراضي الدولة وهو محافظة البحر الأحمر المحافظة الجميلة المنهوبة بفعل فاعلين.. وإعلام العار يتجاهل عروض الــ 120 مشروعًا بمشروع تنمية القناة ويتجاهل زيارة محلب لتوجو ووزير التموين للنوبارية ويتجاهل معجزات مجدي يعقوب وغيرها وغيرها !

على كل حال ما فعله رمضان يتسق مع ما فعلته مصر من قبل مع ضابط أمن السفارة الأمريكية الذي قبضت عليه ومع طرد مواطنين أمريكيين من مطار القاهرة رأينا -نحن مصر- أنهم غير مرغوب فيهم ويتسق مع تحذير أمريكا من استقبال وفود الإخوان بل تم استدعاء السفير الأمريكي وتم توبيخه بمقر الخارجية المصرية ومع غيرها من المواقف.. وكلها تنبئ أن الزمن تغير.. وأن الحال لم يعد كما كان.. وأنه لا أحد توسط لدى أمريكا لتحسين علاقتها بمصر وأن أي كلام غير ذلك ليس إلا هلوسات لا معنى لها..

كل التحية لعمرو رمضان ولكل ما عبر عنه والتحية لمن منح رمضان فرصة التعبير عن المصريين ولمن منح من منح رمضان هذه الفرصة!  تحيا مصر..
الجريدة الرسمية