سفراء وممثلو الكنائس يشهدون تجليس الأنبا أنطونيوس مطرانا للقدس.. «بفنتيوس» ينقل تهنئة البابا تواضروس الثاني وأعضاء المجمع المقدس.. «يسطس»: يوم تاريخي ويجعل الإيبارشية منارة
وسط نكبات الاحتلال والآلام لأراضي فلسطين، وتعالي أصوات الرصاص وعلو الصراخ؛ شهدت مدينة القدس أمس السبت حفلًا حاشدًا يندر تكراره وهو تجليس مطرانًا جديدًا لمدينة أورشليم مدينة السلام وميلاد المسيح، دوي أجراس الكنائس، وفرحة المسلمين والأقباط دليلًا على وحدة صفها بكوا معًا وحان وقت الفرح ولو قليلًا.
بحفاوة استقبل الجميع الأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى، طاف شوارع أورشليم وزار كنيسة القيامة، ووسط فرحة عارمة، ودخل دير الأنبا أنطونيوس بالمدينة القديمة «الخليل»، بحضور سفراء ومسئولي وممثلي الكنائس والعائلات.
تلى وفد المطارنة مندوبو البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لتجليس مطران القدس بدير الأنبا أنطوينوس بمدينة الخليل بالقدس، لوحة توصيات البابا على شعب الإيبارشية.
وأبرز ما حملت لوحة التوصيات أن يقبل شعب الإيبارشية الأنبا أنطونيوس مطرانًا على الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى، لأن من يقبله قد قبل الذي أرسله، وهو الله.
وحثت التوصيات شعب إيبارشية القدس بأن يحبوا مطرانهم، ونصها: «أحبوا مطرانكم كرئيس لكم جاء من الله، وافعلوا ذلك بفرح؛ لأن هذا نافع لكم، من يقبلكم يقبلني، ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني، والذي يسمع منكم يسمعني، اقبلوا مطرانكم بكل محبة، كقبول الأبناء للآباء، ولا تقصِّروا في واجباتكم نحوه».
تهنئة شعب سمالوط
ونقل الأنبا بفنتيوس مطران سمالوط تهنئة البابا تواضروس الثاني وأعضاء المجمع المقدس لأبناء القدس رسامة الأنبا أنطونيوس مطرانًا للكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى.
وقال مطران سمالوط خلال كلمته بمراسم تجليس مطران القدس الأنبا أنطونيوس: «إننى أبلغكم تهنئة شعب سمالوط، المكان الذي زارنا فيه المسيح والعائلة المقدسة، وهناك تآخٍ بين سمالوط جبل الطير وبين المكان المقدس بمدينة أورشليم».
وأضاف الأنبا «بفنتيوس» عندنا جبل الطير يكون زحامًا خلال الموسم السنوي، ويزورنا نحو مليونا شخص، وإن شاء الله تكون زحامًا عندكم، وأنقل تحية شعب سمالوط الذي قدم شهداء بليبيا وصورهم بالكنيسة هنا.
«غسيل الأقدام»
وأوضح أن البابا تواضروس خلال كلمته يوم سيامة الأنبا أنطونيوس قال البابا تحدث عن الخدمة الموكلة لرجال الإكليروس، وأنهم يتقدمون نحو غسيل الأقدام، ما يعني البذل والعطاء.
وأكد أن مفهوم غسيل الأقدام ليس بصورة شكلية، أو ما تعني انتقال الشخص للخدمة والعطاء، مشيرًا إلى أن مطران القدس نقل من دار المتعبدين بالدير لدار الخادمين، وهو مسئول عنكم، وعليكم بالصلاة من أجله.
وتابع: «حينما نقول البابا يرأس قداسًا أو مطران يرأس قداسًا ليست رئاسة بالمفهوم المدني، وحينما ينال أحد الكهنوت يكون الكاهن الخديم».
يوم تاريخي
وأكد الأنبا يسطس، أسقف ورئيس دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، أن يوم تجليس مطران القدس تاريخي، وفرحة كبيرة لدير الأنبا أنطونيوس تجليس ابن له مطرانًا للكرسي الأورشليمي.
وأضاف خلال كلمته بمراسم حفل تجليس الأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى، بدير الأنبا أنطونيوس بالخليل، المدينة القديمة: «إنني أقدم لكم ابني الحبيب، وهو تتلمذ على يد الأنبا أندراوس أسقف أبو تيج، وهو رجل صلاة، وتعلم منه الفضائل المسيحية».
وأشار إلى أن مطران القدس الجديد تتلمذ على يد شقيق الأنبا إبراهام، الأب ثائوفيلوس المحرقي وهو بركة بكل المقاييس وهو من قام بتلمذة عدد كبير من الشباب.
وتابع: «أن الأنبا الراحل إبراهام مطران القدس، كان قديس هذا الزمان، وكانت تحدث على يده العديد من المعجزات وتميز بروح الشفافية، والله اليوم أرسل خلفه للكرسي الأورشليمي، أصلي أن يباركه الله ويكون خير سلف لهذا القديس».
ووجه كلمته لمطران القدس: «إوعَى تنسى ديرك بالبحر الأحمر، فاذكر إخوتك والدير في صلواتك، فالدير عُرف بدير أبو الرهبان، وروح الدير هي في القدس، فليثبتك الله على كرسيك، ويجعل الإيبارشية منارة، ولتكن كنيستك الكنيسة التي يحل فيها السلام، وليحل السلام في القدس في حبريتك».