خديعة عكاشة! «٣»
بدلا من أن يسهم عكاشة في حل مشكلة سد النهضة بالنسبة لنا كما ادعى، فإنه كاد أن يسهم في تعطيل إيجاد حل لها عندما أثار شكوك الإثيوبين وقلق بقية دول حوض نهر النيل التي وجدت في مصر من يتجاهلها ويتفاوض مع إسرائيلي لتوصيل مياه النهر إلى إسرائيل بدون التشاور معها.
غير أن ذلك لم يكن يهم عكاشة أو يكترث به لأن الذي كان يهمه شيء آخر، كان يهمه مصالحه الشخصية.. لقد تصور للأسف في حدود فهمه أنه بهذا يغيظ الإدارة المصرية ويسجل هدفا في شبكتها، وفي ذات الوقت يحقق شعبية تتجاوز حدود دائرته الانتخابية التي جمع فيها عشرات الآلاف من الأصوات في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
لقد تصور عكاشة في حدود إدراكه أنه بهذه الخطوة الشاذة سياسيا ووطنيا يقدم نفسه لعموم المصريين، وليس أبناء دائرته فقط، بوصفه الحريص على مصالحهم والمهتم بحل مشكلاتهم، أو بالأصح الأكثر حرصا من غيره، وفي مقدمتهم من يحكمون البلاد، على ذلك.
وهذا ليس استنتاجا خياليا، ولكنه استنتاج يهدينا إليه تشخيص الحالة التي آل إليها عكاشة في الأشهر الأخيرة، وهي الحالة التي جعلته يتصور أنه ليس فقط قادرا على المنافسة على منصب رئيس البرلمان، وإنما أنه الأجدر بهذا المنصب.
إذن، عكاشة بما فعله كان يخدم عكاشة نفسه، ولا أحد غيره، بطريقته وأسلوبه.. أما من ادعى خدمتهم فقد أساء إليهم.