خديعة عكاشة ! (2)
من أجل كيلومتر مربع واحد من أرض مصر في سيناء خاضت مصر جولات وجولات من المفاوضات الصعبة مع إسرائيل ثم التحكيم الدولى قامت بحشد كل قواها من أجل أن تكسبه، واستغرق ذلك عدة سنوات.. فهل يمكننا تصور أن دعوة عشاء تكلفت كما قال توفيق عكاشة نحو عشرة آلاف جنيه كفيلة بحل مشكلات سد النهضة مع إثيوبيا ؟
لقد تحدث وتحدث طويلا عكاشة عما قاله للسفير الإسرائيلى، ولكن الأخير لم يقل شيئًا اكتفى فقط بكلمة مقتضبة بالغة العربية يدافع بها عن الأول دون أن يفصح عن رد فعل حكومته تجاه طلبات عكاشة وعرضه.. طلباته بتدخل الحكومة الإسرائيلية لحل مشكلة سد النهضة وعرضه يمنح إسرائيل مليار متر مكعب من المياه.
بل العكس هو الذي حدث فإثيوبيا ازعجها ما قاله عكاشة ودول حوض نهر النيل ازعجها أيضا عرض عكاشة بالتصرف في مياه نهر النيل خارج دول الحوض دون موافقة منها أو بالصح من وراء ظهرها.
إذًا.. عكاشة يخدع عموم المصريين.. أنه بتصرفه لا يسهم في حل مشكلة سد النهضة ولا يحميهم من العطش ونقص المياه كما ادعى وقال، وإنما هو يعقد مشكلة سد النهضة ويزيدها حدة ويعكر علاقتنا مع إثيوبيا التي فعلنا وما زالنا نفعل من أجل تحسينها والارتقاء بها باعتبار أن نسج علاقات مصالح قوية معها ضرورة للأمن القومى المصرى..
والأغلب أن عكاشة أخفى دوافعه الحقيقية من دعوة السفير الإسرائيلى على العشاء وإعلانه عزمه الذهاب مع وفد إعلامي إلى إسرائيل.. وهذه الدوافع شخصية بالكامل.. ونكمل غدًا.
