رئيس التحرير
عصام كامل

أخطر رسائل إسقاط عكاشة !


نقلب صفحة أزمة توفيق عكاشة كلها.. كلها.. بتفاصيلها وأجوائها.. فقد انتهى تقريبا الأمر كله.. بل علينا أن نرحم إنسانيًا أسرة طيبة لا ذنب لها في شيء غير أنها تعاني الآن معاناة مرة ومعهم العاملون في قناة الفراعين وهم بالمئات خلفهم مئات الأسر انقطع اليوم مصدر رزقهم ورزق أبنائهم وفي ظروف مضطربة وقاسية ويجب أن يتكاتف الجميع للبحث عن حلول لهم..!


نتوقف الآن عند الرسائل المهمة من الأزمة ورغم أن أولها هو أنه قد حان وقت الانضباط وثانيها أنه لا أحد من اليوم بعيد عن العقاب وثالثها أنه لا أحد كبير على الحساب ورابعها أن سلوك النائب خارج المجلس جزء من حاصل حسابه بداخله وخامسها أن الدولة المصرية كبيرة وعريقة بل كبيرة جدًا وعريقة جدا تعرف ما لها وتدرك أبعاد أمنها وأمان شعبها ولا تقبل أن يقال -مطلقا- إن كيانا مغتصبا اسمه إسرائيل لم يكمل عامه السبعين أن يردد توفيق عكاشة أو غيره أنه يتوسط لمصر عند الولايات المتحدة، وسادسها أن ثورة 30 يونيو ثورة شعب عظيم استشعر غربته على أرضه وأدرك أن بلاده إلى الضياع فخرج مصححًا مساره ووجه حركته إلى الوجهة الصحيحة في حماية جيشه العظيم في تلاحم أسطوري لم ولن يشهد العالم مثيلا له أدى -بدعم أشقاء وأصدقاء وبقيادة شجاعة وبدبلوماسية عاقلة وهادئة -إلى فرض الاعتراف بثورته على العالم أجمع بدعم وليس كما قال عكاشة إنه تم بتوسط نتنياهو لدى أوباما !!

وسابعها أن شعب مصر يقبل أن تحترم حكوماته تعهداتها وخصوصا في وقت تتركز الحملة الإعلامية الدولية على بلادنا بعد 30 يونيو أننا يحكمنا انقلاب عسكري لا عهد له ولا التزامات، ولكن ورغم كل ذلك فإن من حق الشعب أيضًا أن يقول كلمته ويرفض التطبيع مع شعب غاصب يعيش في كيان مغتصب فربما قالت أجيال قادمة كلاما مختلفا في ظروف قادمة يوم ما وقد تكون -قد تكون إن شاء الله- الظروف فيها مختلفة وحالنا أفضل اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا واجتماعيا بما يسمح وقتها لأمتنا وشعبنا فرض كلمتهم على العالم!

أما الدرس الأخطر الذي نريد أن نتوقف عنده فهو الخطأ الذي يقع فيه كل مرة "العباقرة" من نشطاء الغبرة.. إذ كل مرة يسرحون بخيالهم الخائب الفاشل ويذهبون بتحليلاتهم السياسية إلى آفاق مدهشة..غريبة..عجيبة.. وكانت في الأزمة السابقة ليست إلا موجات من التخلف العقلي وتهيؤات مريضة عن بالونات -قال إيه- الاختبار التي صنعتها بعض الأجهزة وعن الدولة التي دفعت بعكاشة كي تفتح باب التطبيع مع العدو ! ولم تجد الدولة إلا هذه الطريقة لاختبار الرأي العام وإخراجها لنا وللعالم بهذه الصورة ! وكأن -قال إيه- دولتنا تحتاج إلى مثل ذلك ورئيسها يصارح شعبه كل حين بكل صغيرة وكبيرة..

المدهش أن الدولة التي زعموا أنها دفعت بعكاشة كي يفعل ذلك لم يقولوا لنا هل هي أيضا التي طلبت منه أن يهاجم السيسي ويتوعده وبشكل خارج عن الحدود ؟! وهي التي طلبت منه إهانتها وإحراجها بإبرازها غير قادرة على إدارة ملفاتها وأزماتها المهمة ؟!

على كل حال مسلسل الكعبلة في إفرازات أصحاب العقد النفسية لن ينته وليس علينا إلا التصدي له وبكل الطرق الممكنة..المرئية والمسموعة والمكتوبة وأن يقف الشرفاء خلف بلدهم في وقت تحيط المخاطر به وبهم من كل جانب وفي وقت لا يعرف رئيسهم طريق الراحة من أجلهم ومن أجل مستقبلهم !!
الجريدة الرسمية