السيسي في حواره مع وسائل الإعلام.. يشيد بالتجربة الكورية الجنوبية.. يؤكد الوضع في مصر آمن ومستقر..يطالب بعودة التدفقات السياحية الكورية.. يدعو لتكاتف المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب
أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم عددًا من اللقاءات والحوارات مع مختلف وسائل الإعلام المرئية والمقروءة في كوريا الجنوبية.
واستهل الرئيس أحاديثه الإعلامية بتوجيه تحية تقدير للشعب الكوري، معربًا عن سعادته بزيارته الأولى إلى كوريا الجنوبية، ومنوهًا إلى التجربة الكورية التي قدمت مثالًا للنشاط والإخلاص واحترام قيمة العمل.
"رؤية مصر 2030"
وأشار الرئيس إلى أن مصر سبق أن استقبلت بعثة كورية في أوائل حقبة الستينيات للتعرف على تجربة مصر في التنمية آنذاك، مشيدًا بما حققته كوريا الجنوبية في الوقت الراهن، ومعربًا عن تطلعنا للتعرف على التجربة الكورية والاستفادة منها في تحقيق أهداف إستراتيجية مصر للتنمية الشاملة "رؤية مصر 2030"، سيما فيما يتعلق بقطاع الشباب وأهمية تنمية مهاراتهم وإعدادهم للقيادة وتوفير فرص العمل لهم ومنحهم أملًا في المستقبل.
الفرص الاستثمارية
وأشار الرئيس السيسي إلى الفرص الواعدة التي يوفرها الاقتصاد المصري في الوقت الحالي سيما من خلال المشروعات التنموية التي تدشنها وتنفذها مصر، وفي مقدمتها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، وما يضمه من مناطق صناعية ومراكز لوجستية وموانئ، مؤكدًا أن مصر ترحب بالاستثمارات والشركات الكورية للعمل والاستثمار بها وتوسيع أنشطتها، أخذًا في الاعتبار أن مصر اتخذت العديد من الإجراءات والتشريعات لتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار، فضلًا عن كونها مركز تصدير المنتجات التي يتم تصنيعها في مصر إلى أسواق أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، التي ترتبط مصر باتفاقيات للتجارة الحرة مع العدديد من دولها.
وضع مصر آمن ومستقر
وأكد الرئيس السيسي أن الوضع في "رؤية مصر 2030"ومناسب تمامًا للعمل والاستثمار، مشيدًا بتجربة الشركات الكورية العاملة في مصر وما تحققه من نجاحات وأرباح، ومشيرًا إلى تعدد مجالات التعاون بين البلدين مثل الطاقة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
التدفقات السياحية
وأكد الرئيس اهتمام مصر بإعادة التدفقات السياحية الكورية إلى سابق عهدها، مؤكدًا أن مصر وشعبها يرحبون بالسائحين الكوريين، ويوفرون لهم كافة وسائل الراحة والأمان.
اتفاقيات ومذكرات
وأشار الرئيس إلى أن زيارته إلى كوريا الجنوبية ستشهد التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في الكثير من المجالات، ومنها اتفاق إطاري لتنظيم إتاحة القروض الكورية إلى مصر، وإنشاء الكلية المصرية الكورية للتكنولوجيا، والتعاون بين وزارة التعليم العالي المصرية ووزارة التعليم الكورية، والتعاون المشترك بين وزارتي العدل، وكذا بين وزارتي الصناعة والتجارة في البلدين، ومشروع تطوير ميناء الإسكندرية، واتفاق القرض بين سكك حديد مصر وبنك التصدير والاستيراد الكوري كما سيتم التوقيع على عدد آخر من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم على هامش اجتماع مجلس الأعمال المصري الكوري المشترك.
إرادة المصريين حرة
وردًا على استفسار بشأن التطورات التي شهدتها مصر خلال السنوات الخمس الماضية، ذكر الرئيس أن مصر شهدت تغييرًا حقيقيًا، مشيدًا بالشعب المصري وإرادته الحرة وخياراته المستقلة، التي انحازت لها وحمتها القوات المسلحة من أجل الحفاظ على الدولة المصرية.
تداول السلطة
وأشار الرئيس إلى أن تداول السلطة في مصر الآن أضحى مكفولًا بموجب الدستور ولا يمكن لأي رئيس مصري أن يتواجد على رأس السلطة ضد إرادة المصريين.
ونوه الرئيس إلى الانتخابات البرلمانية التي أجريت بنزاهة وشفافية مشهود لهما على الصعيدين الداخلي والدولي، وصولًا إلى تشكيل مجلس النواب الذي يخوض نصف أعضائه الحياة النيابية للمرة الأولى، كما يضم أكبر نسبة لتمثيل المرأة والشباب في تاريخ البرلمان المصري.
التجربة الديمقراطية
وأكد الرئيس على أهمية إتاحة الوقت لنضج التجربة الديمقراطية المصرية وعدم الحكم عليها مبكرًا، مشيدًا بما أنجزته مصر وشعبها حتى الآن على الرغم من دقة الظروف الإقليمية التي تحيط بها.
وفيما يتعلق بالأوضاع في شبه الجزيرة الكورية والتجربة النووية الكورية الشمالية، أكد الرئيس اهتمام مصر ومتابعتها للأوضاع في شرق آسيا وشبه الجزيرة الكورية، ولا سيما في ضوء عضويتها الحالية بمجلس الأمن، حيث تدعم مصر الحلول السلمية التي تكفل تسوية تلك الأوضاع عبر الحوار.
التفجير النووي
وأشار الرئيس إلى موقف مصر الذي عبرت عنه إزاء تجربة التفجير النووي التي قامت بها كوريا الشمالية في يناير 2016، حيث اعتبرت مصر ذلك تهديدًا صريحًا لجهود منع انتشار أسلحة الدمار الشامل وللسلام العالمي، مؤكدًا على ضرورة العمل على تخفيف حدة التوتر في العالم ووقف سباق التسلح بين الدول.
الشرق الأوسط
وحول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، أكد الرئيس على أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تواجه دول المنطقة للحفاظ على سلامتها الإقليمية وسيادتها على أراضيها وصون مقدرات شعوبها.
أمن الخليج العربي
وأكد الرئيس أن الأمن القومي المصري جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، مؤكدًا أنه إذا تعرضت دول الخليج العربي لتهديد مباشر فإن مصر ستقف إلى جوار أشقائها للذود عن أمنهم.
ونوه الرئيس إلى مخاطر الإرهاب التي تضاعف من معاناة دول المنطقة، مؤكدًا أنه على الرغم من اختلاف مسميات الجماعات الإرهابية مثل داعش وغيرها، فإن كافة هذه الجماعات تستقي أفكارها المتطرفة والمغلوطة من ذات المصدر.
مكافحة الإرهاب
وأكد الرئيس السيسي على أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب من خلال مقاربة شاملة لا تقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمني ولكن تمتد لتشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للقضاء على الظروف الصعبة التي تمثل بيئة خصبة لنمو الإرهاب، علاوة على أهمية الأبعاد الفكرية والدينية من خلال تصويب الخطاب الديني وتنقيته من الأفكار المغلوطة التي علقت به ونشر تعاليم الإسلام السمحة التي تحض على التسامح والرحمة وقبول الآخر.
السياسة الخارجية
وردًا على سؤال حول علاقات مصر الخارجية، أكد الرئيس أن مصر تنتهج سياسة خارجية متنوعة ومتوازنة ومنفتحة على العالم، ولا يمكن احتساب سياستها مع طرف على أنها تأتي خصمًا من علاقاتها مع طرف آخر، مشيرًا إلى أن مصر تتمتع بعلاقات متميزة ووثيقة مع مختلف القوى العالمية.
زيارة مصر
وفي ختام لقاءاته الإعلامية، وجه الرئيس دعوة للشركات الكورية للعمل والاستثمار في مصر، ودعوة أخرى للسائح الكوري لزيارة مصر بسلام وأمان.