رئيس التحرير
عصام كامل

تجليس مطران القدس «واجب.. أم تطبيع ».. البابا يوصي بحفظ تراث الكنيسة.. و«صليب» لـ«المزايدين»: «كفوا عن الهجوم وادعموا استرداد دير السلطان».. «فكرى»: ت

فيتو

«واجب.. أم تطبيع ».. تعالت الأصوات خلال الأونة الأخيرة لتهاجم الكنيسة القبطية وعلى رأسها البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بعد سفره للقدس المحتلة نوفمبر الماضي لإقامة شعائر الصلاة على جثمان الراحل الأنبا آبراهام مطران الكرسي الأورشليمى.


رحلة البابا
وتوالت الانتقادات الأمر الذي دفع بابا الكنيسة للخروج بفيديو يكشف خلاله أسباب سفره، قائلا «إنه واجب إنسانى ولمسة وفاء لإنسان خدم الوطن والكنيسة ووجب تعزية أبنائه، وعدم حضوره كان بمثابة تقصير يجب ألا يتم – وسفره للقدس لم يعد له مسبقًا».

وعقب رسامة مطران جديد للقدس، - الأنبا انطونيوس-، بيد البابا تواضروس الأيام الماضية، وتشكيل وفد من مطارنة الكنيسة للسفر معه لإقامة مراسم تنصيبه اليوم السبت بمدينة القدس، لم يخل الأمر أيضا من انتقادات ومزايدة البعض.

موقفنا ثابت
رغم تأكيد بابا الكنيسة القبطية مرارا وتكرارا التزام الأقباط والأبقاء على قرار عدم زيارة القدس إلا بعد تحريرها، بدأت تخرج أصوات لتنتقد الكنيسة وتزعم بان تلك الزيارة "تطبيع".

ممتلكات الأقباط بالقدس

الكنيسة القبطية لها بأرض أورشليم أديرة وكنائس وممتلكات من مبان خدمات ومدارس وغيرها، ويرعاها مطران الكرسي الاورشليمي إلى جانب الرعاية الروحية للرعايا المتواجدين هناك.

وصايا للمطران الجديد
ولعل توصيات البابا تواضروس لمطران القدس الجديد حملت الكثير من هذه الأمور، أكد عليه إقامة علاقات طيبة مع جميع الكنائس والطوائف التي ستتعامل معها فإن أورشليم وبلاد فلسطين بها طوائف كثيرة وعليك التعامل مع الجميع وكسب ود وصداقة الكل بلا استثناء.

حفظ التراث
وقال البابا، إن مطران القدس ووجهة الكنيسة الأم الحاضنة للجميع، عليك الحافظ على التراث القبطي وخاصة في فلسطين التي هاجر إليها أقباط مصريون منذ فترات طويلة ويعيشون بالضفة الغربية والناصرة ويافة وأورشليم وأريحا.

متابعا: "إن الكنيسة القبطية لها أديرة وكنائس ومدارس ومبان خدمات مع باقى الطوائف، وعليه الحفاظ على التراث من كل ناحية قانونيا وصيانة هذه المواضع المقدسة، وأوصيه بأن يدعم كل العلاقات القوية مع المسئولين بتلك الدول الرؤساء والحكام والملوك والأمراء".

إيبارشية قديمة

القمص صليب متي ساويرس، راعي كنيسة مارجرجس الجيوشي بشبرا، عضو المجلس الملي العام، قال في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، إن مراسم احتفال تنصيب مطران القدس الجديد دينية بالدرجة الأولى، ويقوم بهذه المهمة وفدا كنسي ويعودوا بعدها للقاهرة وليست زيارة بل مهمة دينية.

وأوضح أن الكنيسة القبطية لها ممتلكات ورعية بالقدس من مئات السنين، وللكنيسة مطران لتلك الإيبارشية منذ عهود، ومدينة القدس إيبارشية عريقة لما فيها من مقدسات روحية قبل 1948 بسنوات طوال، ولهذا الكنيسة تعتبر مطرانها يتحل المكانة الثانية بعد البابا.

منشآت كنسية
والمح إلى أن الكنيسة لها منشآت تتبع الكنيسة المصرية ولذا فإنها أرض مصرية بالقدس يجب الحفاظ عليها ورعايتها والاهتمام بها.

دير السلطان

وأكد أن الكنيسة القبطية لها دير السلطان المغتصب من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهو الدير الذي وهبه السلطان صلاد الدين للكنيسة لمؤازرتها له في الحرب ضد "الفرنجة"، وتابع:" على المزايدين أن يكفوا عن الحديث ويدعموا موقف الكنيسة في استرداد دير مصري محتل".

صفقة يهود الفلاشة

وتابع:" أن الكيان الصهيوني ابرموا اتفاق مع إثيوبيا، ليمنحوا دير السلطان لصالح رهبان اثيوبيين في مقابل تسليمهم يهود الفلاشة،ورغم حصول الكنيسة القبطية على احكام بإسترداد دير السلطان الأ أن اليهود لم يسلموا الكنيسة اياه".
الكنائس سفارات للبلاد

وأشار إلى أن الكنيسة القبطية لها إيبارشيات وكنائس على مستوى العالم حتى باليابان والصين، والكنيسة تمثل سفارة لبلادنا تنادى بالحق وتدافع عن البلاد حينما يتطالب الأمر، مستشهدا بموقفها عقب ثورة يونيو وتصحيح الصورة المغلوطة التي صدرها جماعة الإخوان الإرهابية.

ومن جانبة قال القس رفعت فكري، رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية، إن وجود مطرانا بالقدس أو تجليس المطران الجديد ومرافقة وفدا كنسيا لأداء مراسم التنصيب أمرا ديني لاعلاقة له بالتطبيع، وإنما هي أمور كنسية بالدرجة الأولى، لينظم الأمور الروحيه للرعية والشعب هناك.

وأضاف، فكري في تصريحات خاصة لـ" فيتو" اننى أري وجود زيارات من المصريين للقدس المحتلة يرفع من الروح المعنوية للشعب المحاصر ويشعرهم بمؤازرة المصريين لهم، وخاصة بان القدس تحتوى أماكن ومقدسات ولا يحق لاى ما كان منع زيارتها.

قال كمال زاخر، منسق التيار العلمانى القبطى، إن موقع مطران القدس كنسي مستقر لدى الكنيسة منذ القرن الرابع الميلادى وبالتالى له ترتيبات معينة تنظمها القوانين والإجراءات الكنسية أولها رسامة المطران بيد البابا البطريرك، ويتمتع بعددا من المميزات التي لا تتوافر لباقى اساقفة المجمع.

مشيرا إلى أنه حال رسامة مطرانا للقدس ينال درجة المطران " المتروبوليس" دون النظر لمدة خدمتة في الأسقفية، ووفق الترتيب الكنسي يعتبر الرجل الثانى بالكنيسة بعد البابا.

وأضاف زاخر في تصريح لـ" فيتو"، أنه حال اجتماع جلسات المجمع المقدس يجلس مطران القدس عن يمين البطريرك مباشرة، ولو كان هناك مطارنة أقدم منه بالرسامة وذلك تقديرا لتوليه الكرسي الأورشليمي المدينة التي ولد فيها المسيح.

وتابع: "إن إجراءات تجليس مطران القدس تستوجب أن تكون على مستوى الكرسي الاورشليمي ونظرا للظروف التي تمر بها المنطقة أوفد البابا 7 من المطارنة للقيام بمراسم التجليس وفقا للقواعد الكنسية المستقرة على مدى 16 قرنا من الزمان".
الجريدة الرسمية