رئيس التحرير
عصام كامل

«إدراج مجلس التعاون الخليجي لحزب الله ضمن المنظمات الإرهابية يثير جدلا».. «نافعة»: يزيد وتيرة الخلاف الطائفي.. «العزباوي»: يصب في صالح إسرائيل.. «المهدي»: يقود

مجلس التعاون الخليجي
مجلس التعاون الخليجي

أصدرت دول مجلس التعاون الخليجي، اليوم الأربعاء، قرارًا بإدراج حزب الله اللبناني - المقاومة اللبنانية - منظمة إرهابية، تهدد الأمن والسلام الدولي، واتهم المجلس في بيان رسمي، حزب الله الشيعي باتباع سياسة تخريبية حيال دول الخليج العربي، من خلال تجنيد الشباب لتنفيذ أعمال إرهابية بالدول الست المطلة على الخليج، فضلًا عن تدخلها بشكل سافر لدعم نظام بشار الأسد في سوريا، والحوثيين في اليمن، والشيعة في العراق، إضافة إلى مساندته للسياسة الإيرانية تجاة القطر العربي.

غضب سياسي
وكان لهذا القرار صدى واضح بين الأوساط السياسية المصرية التي انتقدت القرار، لما له من تداعيات وخيمه على الإقليم، فيري البعض أن هذا القرار يصب لصالح إسرائيل لمزيد من لإضعاف والتنكيل بقوى المقاومة العربية، فيما يرى البعض الأخر أنه يتجه نحو ارتفاع وتيرة الخلاف الطائفي والتناحر بين المذاهب الإسلامية، مما ينذر بحرب دينية طاحنة ربما تشهدها المنطقة العربية جراء هذه القرارات.

تفاقم الخلاف الطائفي
وفى هذا الصدد يقول الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن قرار مجلس التعاون الخليجي بإدراج حزب الله ضمن المنظمات الإرهابية، من شأنه أن يرفع وتيرة الخلاف الطائفي في المنطقة العربية، لافتًا إلى أن الخريطة السياسية للمنطقة في طريقها للانقسام ما بين سنة وشيعة.

وأضاف نافعة، في تصريح لـ"فيتو"، أنه من غير المعقول إدراج كافة الكيانات والتنظيمات المختلفة سياسيًا مع الأنظمة العربية على أنها جماعة إرهابية، مؤكدًا أن على الدول العربية قبول الرأي والرأي الأخر دون تخوين أو ترهيب.

وأرجع أستاذ العلوم السياسية، السبب وراء قرار مجلس التعاون الخليجي بشأن حزب الله إلى موقفهم الواضح المعادي تجاه الدول الشيعية والتي تتبنى الفكر الشيعي.

يصب لصالح إسرائيل
وأوضح الدكتور يسري العزباوي، الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إن تداعيات إعلان دول التعاون الخليجي حزب الله منظمة إرهابية، يصب في صالح إسرائيل، للتنكيل بقوى المقاومة في المنطقة، سواء حزب الله اللبناني، وحركة حماس في فلسطين وإضعافها وملاحقتها.

تدخلات الحزب
وأشار «العزباوي»، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، إلى أن هذا القرار نتيجة طبيعية لتدخل حزب الله في شئون عدد من الدول العربية، مثل لبنان والعراق وسوريا تحديدًا، بالإضافة إلى علاقته المتجذرة بإيران العدو التقليدي لدول التعاون الخليجي.

ضد الشيعة
وأكد الباحث السياسي أن دول الخليج انتقلت من اتباع السياسة الناعمة إلى الخشنة، لافتا إلى أن إسرائيل ستتدخل في الدول بشكل مباشر لملاحقة حزب الله، بعدما أصبح جماعة إرهابية باعتراف العرب.

بوادر حرب دينية
فيما أشارت الدكتورة عالية المهدي، عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الأسبق، بجامعة القاهرة، إن قرار دول مجلس التعاون الخليجي باعتبار حزب الله اللبناني منظمة إرهابية هو بداية لحرب دينية في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الشرق الأوسط منقسم ما بين سنة وشيعة.

ألعوبة في يد الأمريكان
وأوضحت " عالية"، في تصريح لـ"فيتو"، أن دول مجلس التعاون الخليجي تبني مواقفها على أسس دينية، وهو ما قد يجعلنا ألعوبة في يد أمريكا، مشددة على أن القرار لن يؤثر على مصر، نظرا لكون القيادة المصرية أكبر من أي صراعات دينية، لكنه من الممكن أن تدخل دول مجلس التعاون الخليجي في صراعات بسبب هذا القرار.

وأشارت "عالية" إلى أن دول التعاون الخليجي لديها مشكلات، وهناك دول كثيرة منها يوجد بها شيعة، وحزب الله شيعي، مما يعد قرارا غير صائب.
الجريدة الرسمية