خديعة عكاشة ! (1)

بعيدًا عن الصخب وبلا خناقات أو صراخ وضجيج ودون استخدام أحذية أو شتائم تعالوا نناقش مبررات توفيق عكاشة لدعوة السفير الإسرائيلى على العشاء وتكبده نحو عشرة آلاف جنيه من أجل بلده كما يقول..

سوف نستبعد كل الدوافع التي أثارها البعض وسوف ننحى كل الشكوك التي طرحها البعض في نوايا عكاشة الحقيقية من هذه الدعوة وسوف نصدق ما ادعاه حول دوافعه الوطنية الخالصة من هذه الدعوة، والتي تتمثل كما قال في حماية مصر من الأضرار التي ستلحق بها جراء بناء سد النهضة الإثيوبى والتي تتمثل كما قال في نقص تدفق مياه نهر النيل علينا في مصر ونقص حصتنا من هذه المياه.

وسوف نتغاضى هنا عن المعلومات الخاطئة التي يرويها ويروجها عكاشة خاصة حول أننا نحصل على 55% حصتنا في مياه النيل من إثيوبيا وليس 85% كما هو ثابت، وحول أن زراعات عديدة ذبلت في مصر لنقص مياه الرى.. وسوف نغض الطرف عن الأكاذيب التي يرددها وينسبها لوزير الرى مثل أن الوزير يطالب المصريين بالدعاء على سد النهضة.. ولن نتحدث هنا عن الأذى الكبير لمشاعر الأغلب الأعم من المصريين الذين رغم مرور نحو أربعة عقود على إبرام معاهده "كامب ديفيد" مازالوا يرفضون التطبيع الشعبى مع إسرائيل، وهذا ما دفع سفيرًا إسرائيليًا سابقًا في القاهرة إلى أن يطلب إنهاء خدمته لإحساسه بحالة العزلة التي يعيشها في مصر.

وإنما سنناقش فقط الدوافع التي أعلنها عكاشة من دعوته السفير الإسرائيلى للعشاء وسنسأل هل إسرائيل راغبة في حل مشكلة سد النهضة بالنسبة لنا وإذا كانت راغبة هل هي قادرة؟ والإجابة غدًا.