خطاب السيسي.. وهلع المرجفين !
ما زال خطاب السيسي الذي ألقاه بمناسبة طرح رؤية مصر 2030 يشغل بال الكثير، وما زالت الكلمات الدالة فيه تدفع الكثير لتفسيرها وتأويلها حسب رؤية من يفسر ويحلل، وما زال نشاط رواد شبكة التواصل الاجتماعي قائما بين مؤيد ومعارض لهذه التفسيرات والتحليلات، وفي كل الأحوال يكون مقبولا بعض التفسيرات من هؤلاء الذين يتعاملون مع العبارات والكلمات حسب فهمهم المتواضع دون أن يتعاملوا مع الخطاب كوحدة واحدة، أو حسبما وقعت عليه أعينهم في صفحات الفيس من عناوين مجتزئة من سياقها دون النظر لما قبلها أو بعدها من كلمات وعبارات، فتأتي التعليقات قاصرة ومبتسرة !
لكن عندما يكون التفسير والتأويل من بعض النخبة -أو ما نطلق عليهم نخبة مجازا- على طريقة ( ولا تقربوا الصلاة ).. هنا تكون المصيبة ويكون الغرض، إذ لا يتصور أن تصدر تحليلات بهذه السطحية والسخف منهم إلا إذا كان في الأمر شيء..
الخطاب كان فيه العديد من الرسائل التي كان طبيعيًا أن يطلقها الرئيس في هذا التوقيت سواء لأعداء الخارج أو للمرجفين في الداخل، وكان من الضروري أن يكون الخطاب مرتجلا، وليس مقروءا من نص مكتوب، وكان من الأهمية بمكان أن يبدو الرئيس معبرا عن حالته وحالة الغالبية العظمى من الشعب وعن حالة الخطر الذي يتعرض له الوطن بصرف النظر عن هؤلاء الذين يستمتعون بالنغمة النشاز والتغريد خارج السرب !
قال البعض إن كلمات الرئيس قدمت (اعترافا رئاسيا مصريا بأن الطائرة الروسية أسقطت فوق سيناء بعمل إرهابى استهدف ضرب السياحة والإساءة إلى العلاقات مع روسيا وإيطاليا).. الذي قال ذلك كان يطالب الدولة بالشفافية في تناول القضية ويعيب عليها عدم الاعتراف بأن سقوط الطائرة عمل إرهابي وهذا لا يعيب ! ونحن نعلم أن الحادث أثر بشكل مباشر فى السياحة بهدف حصار مصر اقتصاديا.. الغرض مرض !
البعض قال عن حديث الرئيس عن مشروعات المياه (إن الكشف عنها مبكرا يوحى أن مصر أخفقت في حفظ حقوقها التاريخية في مياه النيل، بينما المفاوضات مع إثيوبيا لم تصل إلى هذه النقطة) ولم يتعرض لمسئولية رئيس مطالب بتبديد خوف المصريين وطمأنتهم فيما يتعلق بالمياه، وأغفل تماما أننا نحتاج مياه فوق حصتنا الحالية التي لا تكفينا الآن فما بالنا بالزراعة والصناعة المستهدف إقامتها إلى جانب الزيادة السكانية.. كان يجب أن يقول الرئيس ذلك للشعب.. لكن في التأويل.. الغرض مرض !
وتندر البعض على عبارة ( والله لو ممكن أتباع لأبيع نفسي ) وهؤلاء بالقطع لا يعرفون معنى حب الوطن ولا يعرفون عقيدة المقاتل الذي يبيع نفسه من أجل الوطن.. هؤلاء يبيعون الوطن ويقبضون الثمن بضمير مقبور من سنين، ومن الأسف لم يفسر أحد من النخبة أو يلتقط المعنى الحقيقي للعبارة التي سقطت بعدها دموع الرئيس.. قلوبهم حجارة بل أشد قسوة.. وهؤلاء لا يعول على كلامهم ولا يلتفت إليه، والبعض قال: إن التعميم في إطلاق عبارات أراد أن يؤكد فيها قوة الدولة وعزمها على المضي في بناء ما تهدم أعطى صورة بالغة السلبية مثل ( اللى هيقرب من مصر هشيله من على وجه الأرض ) وأن التعميم فيه احتمالات متعددة من بينها أن يكون القصد جهات دولية بعينها أو معارضيه المفترضين في الحياة السياسية المصرية..
المرجفون أسقطوا العبارة على أنفسهم.. اللي على رأسه بطحة.. المرجفون تناسوا مطالبات الشعب بالكشف عن الأعداء في الخارج والداخل، ورغم أن الرئيس ألمح فقط للأمر.. أسقط في أيديهم وغشيهم الخوف.. تعبير الرئيس جاء في وقته.. العالم لا يعرف غير لغة القوة.
كلمات كثيرة التقطها البعض من السياق العام لا يتسع المجال للرد عليها حملوها معاني لا تحتملها ولم تكن في عقل الرئيس، ومن يستمع للخطاب من جديد يدرك بقليل من الجهد والاستيعاب تفسير هذه الكلمات والعبارات من السياق ذاته مثل متسمعوش كلام حد غيري، وإذا لم تكن معنا اسكت من فضلك.. وكلها كلمات تحمل معاني واضحة لا لبس فيها بعد حالة السيولة التي سادت وما زالت من أخبار مغلوطة ومعلومات ناقصة وكلام ترهات على الشاشات والمواقع الخبرية !
لو كان البعض من النخبة –كما يزعمون– يحبون هذا الوطن لقدموا للمشاهد والقارئ والمستمع والمتابع الحقيقة، ولكانوا تحدثوا في إنجازات تغاضوا عنها بقصد، ولكانوا بينوا الحقيقة في قضية البناء والبقاء الذي تقوم به الدولة.. لكن أظن –وليس كل الظن إثما– هذه بضاعتهم وهذه سوقهم وهذا حالهم، ولو تغير الحال والسوق لبارت سلعتهم، وسوف تبور بإذن الله.