رئيس التحرير
عصام كامل

«مؤامرة» إبراهيم عيسى.. حديث الأسئلة المدهشة !


يحيرنا الأستاذ إبراهيم عيسى حتى لا تعرف هو مع من أو ضد من أو ماذا يريد أو ماذا لا يريد أو ماذا يغضبه أو ماذا لا يغضبه.. هل هو -مثلا- مع استقلال القضاء أو ضده.. وإن كان معه فكيف يطلب باستمرار من الرئيس السيسي التدخل في شئونه ؟ بل إهانته حيث يطلب من الرئيس إصدار قرارات رئاسية في قضايا منظورة وأخرى لم يبت فيها بعد ؟


وإن كان يؤمن بدولة الفصل بين السلطات فلماذا يطالب بتدخل السلطة التنفيذية في شئون السلطة القضائية ؟ وهل يؤيد تدخل السلطة التنفيذية في شئون القضائية في مسائل أخرى ؟ ثم أننا لا نعرف هل يؤمن إبراهيم عيسى بدولة القانون والدستور ؟ إن كان يؤمن فلماذا يطالب الرئيس بمخالفة القانون والدستور ونصوصهما في طريقه وخطوات وإجراءات الطعن على الأحكام واضحة ومحددة وصريحة ؟ هل لا يعرف الفرق بين دور السلطتين التشريعية والقضائية ؟ ولا يعرف أن الأولى تشرع القوانين فقط ولا تحكم بها في حين تحكم بها الثانية ولا تشرعها ؟

وإن كان يعرف فلماذا يحمل القضاء مسئولية القوانين التي يصدر بها أحكامه ؟ وإن كانت لا تعجبه القوانين فلماذا لا يطالب البرلمان الجديد بتعديل بعضها وإلغاء البعض الآخر ؟ وإن كان طالب بذلك فعلا فلماذا هذه القوانين تحديدا يريدها بين يوم وليلة ؟ هل هو مع مناقشة القوانين بجدية واستفاضة كما يفعل مع قوانين أخرى ؟ أم الاستعجال في مثل هذه القوانين تحديدا ؟ وإن كان يؤمن بالحرية جديا فلماذا يريد الحجر على البعض ومنعهم من استخدام حقهم في التقاضي ضد خصومهم ؟ فإذا حصلوا على أحكام هاجمهم وهاجم القضاء ؟

وإن كان هناك من يسب الآخرين ويهاجمهم ثم لا يقاضيه الآخرون.. فلماذا يتركهم هم وهم أصحاب الحق في التقاضي ويهاجم الدولة؟ ولماذا يقلب الدنيا على الدولة بعد كل حكم قضائي ابتدائي دون انتظار باقي درجات نظر الحكم.. ثم يصمت تمامًا عند إلغاء الحكم في الدرجة التالية؟ ثم كيف يسأل -كما فعل في حلقة الأمس-مندهشا مستغربا رافعا جبينه بمحتواه إلى أعلى الشاشة ويسأل:

"أي مؤامرة تلك التي تدبر على مصر"؟ هل فعلا هذا سؤال للأستاذ إبراهيم عيسى ؟ أمال كنت بتقول إيه للناس طوال حكم الإخوان ؟ وبعد حكم الإخوان ؟

وهل لأن لجنة في الكونجرس طلبت اعتبار الإخوان كجماعة إرهابية تكون أمريكا لا تتآمر على مصر؟ ولماذا لجأنا إلى إعادة علاقاتنا مع روسيا سريعا سريعا ؟ ألا يعرف تفاصيل زيارة وفود الإخوان إلى واشنطن؟ ثم عندما نحصل على السلاح من فرنسا ينفي فكرة المؤامرة على مصر؟ ألم يقل هو نفسه إن الغرب ليس شيئا واحدا ؟ ثم ماذا عن التفجيرات والاغتيالات من النائب العام إلى جنود غلابة في العياط إلى الواحات إلى الغردقة إلى سيناء؟

وماذا يفعل الإخوان في قطر؟ وماذا يفعلون في تركيا ؟ أيفعلونه بغير رضا أمريكا؟ يا أستاذ إبراهيم للمرة الرابعة.. ارحمنا وارحم نفسك.. واذهب في إجازه وأرح أعصابك ثم عد لبرنامجك.. وصدقني ستكون إجازة سعيدة.. لمتابعيك !
الجريدة الرسمية