رئيس التحرير
عصام كامل

الإسرائيليون والإخوان يشتمون عبد الناصر.. شرف يستحقه!


الحمد لله والشكر لله.. نتذكر الآن احتفالا سياسيًا تم قبل سنوات طويلة بمقر حزب التجمع بذكرى رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر.. كان على المنصة الرئيسية كبار قادة التيارات والأحزاب السياسية الوطنية في مصر.. فجأة نلمح المستشار الدمرداش العقالي الكاتب والمفكر الإسلامي والذي أصبح فجأة وبغير مقدمات نائبًا لرئيس حزب العمل المهندس إبراهيم شكري وقتها.. ودارت دورة الكلمات حتى وصلت إليه.. كان الرجل خطيبا مفوها لا يشق له غبار ولم ينافسه وقتها إلا وجود القطب الناصري الراحل فريد عبد الكريم.. اندفع العقالي وبطريقته المميزة يروي قصة خروجه من الإخوان وكيف أصبح ناصريًا..


كانت جنازة عبد الناصر وهي الشهادة الختامية لشعبه له وفيه وهي أكبر وأعظم جنازة في تاريخ البشرية حتى اللحظة.. ويروي العقالي كيف وقتها تذكر الحديث النبوي وهو الحديث الذي يحمل البشري من الله الذي يقول: "(ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئًا إلا شفعهم الله فيه) وهو الحديث الذي رواه مسلم..

يكمل العقالي: فما بالكم برجل يسير خلف جثمانه وحده في مدينة واحدة ستة ملايين مواطن، فضلا عن الجنائز الرمزية في كل بلاد العالم! كانت لحظة فارقة نسفت عنده كل شيء.. فليس الرجل أذن بالسارق وليس بالديكتاتور.. الديكتاتور هو من يبق في السلطة رغمًا عن الناس ولم تكن هناك شعبية لأحد كشعبية عبد الناصر..

والديكتاتور يبقى في السلطة رغمًا عن الناس ليسرق أو ليعيش في القصور أو ليوفر لأهله أو لعائلته أو لقبيلته أو لقريته تميزا بغير حق أو ليورث أبناؤه السلطة ولم يكن الرجل شيئًا من ذلك كله إنما اختار الحسم والحزم لينجز تحولات تاريخية للأغلبية الكاسحة من شعب مصر بالشرعية الثورية لا يمكن إنجازها بالشرعية الدستورية!

نتذكر المؤتمر الآن.. وبمفهوم المخالفة كنا سنحزن جدا إن كان الإخوان يحبون الزعيم الخالد.. كنا سنحزن جدا إن مدحته إسرائيل وقادة إسرائيل وعملاء إسرائيل ورجال إسرائيل وأصدقاء إسرائيل.. كنا سنحزن جدًا إن مدحه الإرهابيون الذي انطلقوا إلى تماثيله في ليبيا يحطمونها فور استيلائهم على البلد الحبيب ويرفعون اسمه من على الشوارع دون أن يعرف الأغبياء أنه في المكان الأكثر أمنًا في كل بقاع الأرض وهو قلوب الناس.. كنا سنحزن جدا أن مدح الأمريكان عبد الناصر.. كنا سنحزن جدا أن مدحه اللصوص وأثنوا عليه وأشادوا به وشجعوا على ترديد عبارات نهب مصر من كون "اللي ما غنيش في عهده مش هيغتني".. وهذا لا يعني أن كل من يختلف حول سياساته يجتمع مع هؤلاء في معسكر واحد إنما نميز بين الاختلاف والكراهية والفرق كبير!

ويبقى أن نسأل: أي رجل هذا يظل يشغل الناس ويكون محلا للجدل السياسي والاجتماعي وهو عند ربه منذ خمسة وأربعين عامًا كاملة وجاء بعده خمسة رؤساء بخمسة عهود؟ أي رجل هذا الذي يجتمع على كراهيته كل من يكرههم الشعب المصري ؟ بل أي شرف هذا الذي يتوج به وأي تكريم لروحه ولسيرته وهو في رحاب ربه حين يكرهه كل من يكرههم الشعب المصري ؟!
الجريدة الرسمية