رئيس التحرير
عصام كامل

حقيقة خناقة مرتضى وعمرو!


أكثر ما أدهشنى هو ما سمعته من سياسي مشهور ومسئول سابق حول تفسيره تلك الخناقة التي نشبت مؤخرًا بين البرلمانى ورئيس نادي الزمالك مرتضى منصور والإعلامي عمرو أديب، والتي تستخدم فيها الآن كل أنواع الأسلحة المشروعة وغير المشروعة.. فقد علل ذلك السياسي الشهير والمسئول السابق تلك الخناقة بوجود صراع بين أجهزة سيادية أو حكومية أو أمنية، دفعت كل منها مرتضى منصور للدخول في هذه الخناقة وبهذا الشكل المثير الذي نراه ونتابعه الآن!


وهذا تفسير بالطبع يثير الدهشة لأن هناك بيننا من يتصورون أن أي شىء يحدث في مصر لا بد أن يكون مرتبًا ومخططًا وممنهجًا، ولا يتصورون أن هناك شخصيات في المجتمع يمكن أن تقوم بتصرفات من تلقاء نفسها ونتيجة لقرارات ذاتية أو تفكير خاص بها.. ناهيك بالطبع عن شخصيتي طرفى الخناقة وهما مرتضى منصور وعمرو أديب.. فكلاهما يفاجئنا يوميا تقريبا بمواقف وتصرفات وأقوال تثير الدهشة وتدعو للتساؤل.

ثم أليس ممكنا أن يثور خلاف بين كل من مرتضى منصور وعمرو أديب وزوجته الإعلامية لميس الحديدي، وأن يدفع هذا الخلاف كلاهما لتبادل الهجوم الحاد بينهما وبشتى الأسلحة المشروعة وغير المشروعة؟

ثم أيضًا ما هو هذا الخلاف بين المؤسسات السيادية أو الحكومية أو الأمنية الذي تقوم بتصفيته من خلال الحرب بالوكالة باستخدام كل من مرتضى منصور وعمرو أديب؟!

إن هذا التفسير العجيب هو بمثابة شطحة بعيدة لمن هو متربص بالحكم ومؤسسات الدولة ويريد النيل منها باستغلال أي تصرف أو موقف أو حتى أي خناقة وقعت بين برلماني وإعلامي كانت تربطهما من قبل علاقات تعامل، خاصة أن علاقات التعامل تفتح عادة باب حدوث الخلافات.. وكلاهما معروف عنه التمادي في الخلاف إلى أقصى مدى أو إلى مدى الدخول في خناقة!

هل نسيتم خناقة عمرو مع خالد صلاح التي حدثت فقط قبل أسابيع قليلة؟ وهل نسيتم خناقة مرتضى منصور ومحمود طاهر أيضًا منذ شهور قليلة؟

إن باب نقد الحكم مفتوح الآن على مصراعيه ولا أحد يمنع من يريد انتقاد أي مؤسسة سيادية أو حكومية أو أمنية.. ولذلك لا تلجأوا إلى هذه الأساليب الملتوية في النقد أو النيل من هذه المؤسسات، خاصة أن هذه الأساليب لا تكسب أصحابها أي شعبية!
الجريدة الرسمية