رئيس التحرير
عصام كامل

دستور للشريعة أم دستور يحمل روح شريعة


..ومن الصدف في موضوع الشريعة خبر لفت نظري الأسبوع الماضي في فرنسا ذات القانون "العلماني – الكافر والعياذ بالله"، حيث قرآت خبرا عن احتمالية أن تمثل المرشحة السابقة للرئاسة مارين لوبن أمام القضاء لإصدارها تصريحات عنصرية عن الإسلام والمسلمين.. عذراً فيبدو لي أنه أحيانا ما يكون الدستور العلماني والعياذ بالله يحمي حرية المعتنق ويحمي الدين أكثر من دستور يتحدث عن الدين في مادتين ويغفل جوهره في بقية المواد ضارباً عرض الحائط بحرية المعتنق والفكر والرأي وحتى في حقوق العمال والفقراء لصالح الأغنياء..

-    اه نسيت أقول إن رئيس فرنسا اليساري اللي من بني ليبرال والعياذ بالله، ينسق حالياً لتطبيق قانون الضرائب التصاعدية التي تعلو مع علو مستوى الدخل حتى لا يتساوى محدود الدخل مع المليونير فيما تقتطعه الدولة منه.. في نفس الوقت الذي نحيا فيه في شد وجذب على ارتفاع أسعار السلع والمنتجات في مصر التي أعلن عن ارتفاع ضرائبها ثم سحب القرار ثم القول بأنه تأجيل.. ولكن الجانب المشرق هو أننا في مصر قريباً يبدو وأنه لن يكون لدينا قطاع من محدودي الدخل بتاتاً.. فسيختفي هذا القطاع بشكل واضح.. ح يروح فين مش مهم قوي.

ولكن كل هذا يهون طالما أن الدستور يذكر أن مرجعيته الشريعة حتى لو ضرب بعرض الحائط بجوهر الأديان جميعاً..

قد أكون أبدو لكم متشائماً ولكنني مع العكس.. أعرف أن التاريخ كيان متغير طوال الوقت ومثلما عانت الثورة الفرنسية من حكم أسوأ من النظام الملكي في السنوات القليلة التالية على يد من حولوا صوت الثورة إلى ديكتاتور يرهب الشعب الذي قام بها  وظلت تترنح حتى كوميونة باريس وربما لبعد ذلك.. فكما رأينا المجتمع الفرنسي ينهض بعد ذلك إلى ما آل إليه لاحقاً.. ولكن للأسف لابد من ثمن يدفع.. ولكن التغيير هو المصير الدائم.. من كان يظن أننا سنزيل نظام مبارك.. ومن كان يظن أنه بعد يوفوريا الثورة التي عشناها في الشهرين الاوائل سنرى ما رأيناه إلى أن يتحول رمز الثورة في أذهاننا من صورة سالي زهران الملائكية إلى وجه شخص مجهول غاضب طويل الذقن يحمل سلاحاً ضد مواطن آخر شريكاً له في الوطن.. لو كانت كل تلك التغيرات ممكنة بما أنها حدثت.. فلنثق في إمكانية تغيير الصورة الحالية..


 

 

الجريدة الرسمية