رئيس التحرير
عصام كامل

مبادرة الرئيس والنشطاء !


في غضون ثلاثة أيام بلغت حصيلة (صبح على مصر) التي أطلقها الرئيس السيسي نحو 2،7 مليون جنيه.. وهكذا إذا قلنا تجاوزا إن معدل الحصيلة اليومى نحو مليون جنيه وإذا تصورنا أن الحماس للمبادرة سيظل موجودًا طوال عام كامل فإنه من المتوقع أن تصل الحصيلة إلى 365 مليون جنيه في نهاية هذا العام.. وهذا مبلغ بالتأكيد ليس بالقليل، ولكنه مع ذلك لا يفى إلا بقدر محدود من احتياجاتنا التي صارت تقدر بمليارات الجنيهات لتمويل مشروعات مختلفة وخدمات متنوعة سواء في البنية الأساسية من طرق وكبارى وصرف صحى ومياه أو خدمات أساسية مثل الصحة والتعليم.


ولا شك أن الرئيس السيسي يدرك ذلك بالفعل، خاصة أن له تجربة مع صندوق تحيا مصر الذي كان يستهدف جمع مائة مليار جنيه ولم يجمع سوى 4،7 مليارات جنيه، أي أقل من 5% من المستهدف.. ومع ذلك فقد أطلق الرئيس مبادرته الجديدة ليس فقط استنادًا إلى ما نردده دومًا (النواة تسند الزير)، وإنما لأنه رأى في ذلك محاولة لحشد وتعبئة الجماهير والمواطنين العاديين حول هدف واحد هو العمل والجهد من أجل تجاوز مشاكلنا الاقتصادية وإعادة بناء بلدنا.. أي أن هدف مبادرة الرئيس ليس في الأساس ماليا أو اقتصاديا وإنما هو هدف سياسي في الأساس.. هدف تعبوى استراتيجي بلغة القوات المسلحة، وهذا للأسف ما لم يدركه نشطاء التواصل الاجتماعى والإعلام.
الجريدة الرسمية