رئيس التحرير
عصام كامل

حزب الله يواصل «فصل» لبنان عن واقعه العربي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعد مرور أسبوع على قرار المملكة العربية السعودية بوقف المساعدات العسكرية للبنان، وإصدارها لائحة بأسماء شخصيات وشركات تتعاون مع حزب الله ضمن لوائح الإرهاب لديها، يتخوف مراقبون من أن يواصل حزب الله أخذ لبنان رهينة لسياسات إيرانية.


فحزب الله لم يتعظ من قرارات السعودية ودول الخليج الأخيرة، بل ذهب بعيدا في مواقفه وهجومه عليها، وآخر هذه المواقف مطالبة نائب أمين عام الحزب، نعيم قاسم، المملكة بالاعتذار من اللبنانيين قائلا: "فليتصرفوا كما يحلو لهم وليفعلوا ما يشاءون".

وبعد إبعاد عدد من اللبنانيين العاملين في السعودية، وغداة إدراج الرياض 4 شركات و3 لبنانيين في القوائم السوداء لصلاتهم بحزب الله، يقول متابعون إن لبنان ينفصل عن واقعه العربي يوما بعد يوم وبات بحكم السيطرة الإيرانية الكاملة.

من جانبه، يقول الكاتب السياسي أحمد العياش لـ"سكاي نيوز عربية": "حزب الله يسقط حكومات ويؤخر الرئاسة ويفرض وقائع أمنية ويدخلنا في حروب ويذهب إلى القتال في سوريا".

وأضاف: "لا أعتقد أن قرار السعودية جاء من فراغ، إنه من واقع"، وتساءل: "هل هناك وراء هذا القرار معطيات جعلت السعودي يتخذ هذه الإجراءات المرة والصعبة؟"

وتابع: "لا بد من الانتظار، لكن الواقع اللبناني مقبل على أحداث تؤكد صواب قرار المملكة..فلننتظر لنرى".
وتزداد المخاوف من أن يتحول مئات الآلاف من اللبنانيين العاملين في الخليج إلى ضحايا لسياسات حزب الله وإيران في المنطقة.

إلى ذلك، يقول رئيس جمعية تنمية العلاقات اللبنانية السعودية، إيلي رزق، إن حزب الله في البداية أخذ أكثر من 4 مليون لبناني رهائن لمشاريعه التوسعية في سوريا وغير سوريا، واليوم يدفع أكثر من 560 ألف لبناني يعملون في الخليج رهائن لمشاريعه التوسعية في اليمن وغير اليمن.

وأضاف: "نحن نتوقع المزيد من المقررات بحق أي لبناني أو أي مواطن خليجي له علاقة مع حزب الله".

ويعمل أكثر من 560 ألف لبناني في دول الخليج، 350 ألف منهم في السعودية وحدها، وتطالب الجاليات اللبنانية في تلك الدول الحكومة اللبنانية باتخاذ موقف حاسم من شأنه تصحيح العلاقة مع الرياض وإعادة لبنان إلى موقعه الطبيعي في المنطقة، عوضا عن الارتماء في أحضان قوى الأمر الواقع في البلاد.

وفي وقت تتنظر الحكومة رد القيادة السعودية على الرسالة التي نقلها رئيس الوزراء تمام سلام إلى العاهل السعودي الملك سلمان، يقول متابعون إن الأمور تجنح نحو الأسوأ، وإجراءات المملكة ستستمر في الأيام المقبلة في حال لم يوقف حزب الله حملاته وتدخلاته التي وصلت إلى حد التخطيط لعمليات ضد السعودية من الخاصرة اليمنية.
الجريدة الرسمية