حصاد 48 ساعة للسيسي بكازاخستان.. الرئيس يستعرض تطورات الأوضاع السياسية المصرية.. يرحب بالاستثمارات الكازاخية بالقاهرة.. يبحث تعزيز التعاون ومكافحة الإرهاب.. يوقع في الكتاب الذهبي
48 ساعة قضاها الرئيس عبد الفتاح السيسي في كازاخستان استهلها بالتوجه إلى القصر الرئاسي، وكان في استقباله الرئيس الكازاخي نورسلطان نزارباييف، وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، بعزف السلامين الوطنيين للبلدين.
قمة ثنائية
وعقد السيسي لقاءً ثنائيًا مع الرئيس نزارباييف بحضور عدد محدود من الوزراء في البلدين استمر لأكثر من ساعة، أعقبته جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين.
ورحب نزارباييف بالرئيس في أول زيارة له إلى كازاخستان وكذا لمنطقة وسط آسيا، منوهًا إلى أن هذه الزيارة تتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين لاستقلال كازاخستان.
وأعرب الرئيس الكازاخي عن تقدير بلاده واعتزازها بعلاقاتها مع مصر، التي كانت من أوائل الدول التي اعترفت بكازاخستان فور استقلالها عام 1991.
تنمية العلاقات
وأكد الرئيس نزارباييف حرص بلاده على تنمية علاقاتها مع مصر في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية.
وأشاد الرئيس الكازاخي بالجهود التي تبذلها مصر وبحكمة ودور القيادة السياسية المصرية من أجل دعم أمن واستقرار مصر، التي تُعد بمثابة دعامة رئيسية لمنطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن دورها الريادي في العالمين العربي الإسلامي.
خطاب السيسي أمام البرلمان
وأشاد الرئيس الكازاخي بخطاب الرئيس السيسي أمام مجلس النواب المصري، مشيرا إلى أنه تابع إطلاق مصر لإستراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030" والتي تعكس جهود الدولة المصرية لدفع عملية التنمية الشاملة، فضلًا عما تشهده مصر من جهود جارية للارتقاء بمستوى معيشة المواطنين وتحسين جودة الحياة في مصر وأشاد الرئيس نزارباييف بالإنجازات التي نجحت مصر في تحقيقها خلال فترة وجيزة.
الدول الصديقة
ووجه السيسي الشكر للرئيس نزارباييف على دعوته لزيارة كازاخستان، مؤكدًا حرصه على تلبيتها باعتبار كازاخستان من الدول الصديقة التي تعتز بها مصر كثيرًا، وتحرص على تنمية علاقاتها معها على جميع الأصعدة.
تهنئة كازاخستان
ووجه الرئيس التهنئة لنظيره الكازاخي بمناسبة مرور خمسة وعشرين عامًا على استقلال كازاخستان، مشيدًا بما حققته من نمو اقتصادي وإنجازات على مختلف الأصعدة.
وأعرب الرئيس عن تقدير مصر لمواقف كازاخستان الداعمة للإرادة الحرة للشعب المصري، وتفهمها لحقيقة الأوضاع التي جرت في مصر.
تطورات الأوضاع
واستعرض الرئيس السيسي مجمل تطورات الأوضاع التي شهدتها مصر على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث أوضح الرئيس أن الشعب المصري استطاع أن يصوب مسار ثورته وأن يحافظ على هويته الوطنية المعتدلة في مواجهة دعاوى الغُلو والتطرف، وتوافقت القوى الوطنية المصرية على خارطة المستقبل التي تم استكمال كافة استحقاقاتها بتشكيل مجلس النواب الجديد.
التعاون المشترك
وتناول اللقاء استعراض مختلف مجالات التعاون بين البلدين، وأعرب الرئيس عن تقدير مصر لدعم وتأييد كازاخستان لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي "الأوروآسيوي"، وتطلعنا لتعزيز التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات في الفترة القادمة، تمهيدًا لتفعيل تلك الاتفاقية عقب التوقيع عليها.
العاصمة الجديدة
وأعرب الرئيس السيسي عن تطلعه للاستفادة من تجربة كازاخستان في إنشاء العاصمة الجديدة أستانا، وذلك في ضوء الجهود المصرية الجارية لإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة وفقًا لأعلى المعايير العالمية.
المشاريع الزراعية
كما بحث الرئيسان إمكانية إقامة عدد من المشاريع الزراعية المشتركة، وخاصةً في مجال الغلال، حيث رحب الرئيس بمقترحات تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الأمن الغذائي على ضوء قرار مصر بالانضمام لمنظمة الأمن الغذائي التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، التي تم اقتراح إنشائها بمبادرة من الرئيس نزارباييف.
السياحة
كما أعرب الرئيس السيسي عن تطلعه لزيادة ومضاعفة أعداد السياح الوافدين من كازاخستان، ورحب الرئيس بتسيير خط طيران مباشر بين أستانا وشرم الشيخ اعتبارًا من شهر مارس المقبل.
و أكد الرئيس الكازاخي اهتمام بلاده بمصر كمقصد سياحي كبير، نظرًا لما تتمتع به من حضارة عظيمة ومناخ معتدل، فضلًا عما تزخر به من تراث أثري عظيم، مؤكدًا تشجيعه لمواطنيه على السفر إلى مصر.
التنمية الاقتصادية
كما أكد الرئيسان أهمية التعاون في مجال تجارة الترانزيت، مؤكدين على إمكانية التكامل بين مشروع "الطريق المضيء" الذي أطلقه الرئيس الكازاخي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبين مشروع التنمية في منطقة قناة السويس وذلك في إطار الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الجديد الذي يدعمه البلدان ويساهمان فيه.
صناعة الدواء
وأشاد الرئيس الكازاخي خلال اللقاء بصناعة الدواء المصرية، منوهًا إلى أن هناك 40 دواءً مصريًا مسجلًا في كازاخستان، ومعربًا عن تطلع بلاده لإنشاء شركات مشتركة مع مصر في مجال تصنيع الأدوية، وهو الأمر الذي رحب به الرئيس.
الفضاء
كما تطرقت المباحثات إلى موضوعات التعاون في مجال الفضاء، لا سيما أن مصر أطلقت أول قمر صناعي لها من كازاخستان، بالإضافة إلى سبل التعاون بين البلدين في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
السلاح النووي
وأكد الرئيسان أهمية مواصلة الجهود الدولية والتعاون فيما بين البلدين من أجل إنشاء مناطق خالية من السلاح النووي.
مكافحة الإرهاب
وتوافق رؤى الرئيسين كذلك على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في المحافل الدولية، ومواصلة الجهود من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف، ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا من خلال التعريف بصحيح الدين الإسلامي وقيمه السمحة النبيلة التي تحض على التسامح والرحمة، والتعارف وقبول الآخر.
الأزهر الشريف
وفي هذا الصدد أشار الرئيس إلى الجهود المقدرة التي يقوم بها الأزهر الشريف باعتباره منارة للفكر الوسطي المعتدل.
كما رحب الرئيس بمبادرة الرئيس نزارباييف لعقد مؤتمر "الأديان ضد الإرهاب" الذي تستضيفه كازاخستان العام الجاري باِعتباره خطوة هامة لتعزيز الحوار بين الأديان والحضارات.
الجامعة المصرية
وفي سياق متصل، نوه الرئيسان إلى دور الجامعة المصرية الكازاخية للثقافة الإسلامية في تخريج أئمة وعلماء ينشرون مناهج الفكر الإسلامي المستنير بوسط آسيا.
وأشاد الرئيس الكازاخي بالدور الذي يقوم به الأزهر الشريف والجامعات المصرية في تعليم أبناء كازاخستان في مصر.
الشرق الأوسط
وأكدت المباحثات بين الزعيمين تقارب الرؤى تجاه عدد من قضايا منطقة الشرق الأوسط من واقع اتساق مواقفهما الداعمة لجهود إحلال السلام والاستقرار حول العالم، ولا سيما التوصل إلى حلول سياسية للأزمات الإقليمية الراهنة، بما يحفظ وحدة الدول وسيادتها على أراضيها ويصون مقدرات شعوبها ويضع حدًا لتدهور الأوضاع الإنسانية الذي تشهده بعض دول المنطقة، فضلًا عن أهمية تعزيز جهود المجتمع الدولى لوقف إمدادات المال والسلاح للتنظيمات الإرهابية.
زيارة مصر
وفى نهاية المباحثات وجه الرئيس الدعوة للرئيس نزارباييف لزيارة مصر خلال عام 2017 بمناسبة مرور 25 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهو ما رحب به الرئيس الكازاخى ووعد بتلبية الدعوة في ضوء المكانة التي تحظى بها مصر لدى كازاخستان وشعبه.
بيان مشترك
كما صدر عن لقاء الرئيسين بيان مشترك حيث وقعا على اتفاقية المشاركة المصرية في معرض "إكسبو 2017" الذي سيقام في كازاخستان، وهو أكبر معرض على المستوى العالمي.
ووقعت مصر على الانضمام للنظام الأساسي للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، والتي تم إنشاؤها بمبادرة من الرئيس نزارباييف.
كما عقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا استعرضا من خلاله تفاصيل المباحاثات.
اليوم الثاني
وأجرى الرئيس السيسي في اليوم الثاني بمقر إقامته بكازاخستان، جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء الكازاخي كريم ماسيموف.
ترحيب بالسيسي
في البداية، رحب رئيس الوزراء الكازاخي بالرئيس السيسي، في زيارته الأولى إلى كازاخستان، مؤكدًا أن هذه الزيارة سيكون لها عظيم الأثر في دفع وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
الإنجازات المصرية
وأكد "ماسيموف" على اعتزاز بلاده بعلاقاتها مع مصر، منوهًا إلى أن اعتبارات البعد الجغرافي لم تحُل دون التقارب الثقافي والتاريخي والديني بين البلدين.
ووجه رئيس الوزراء الكازاخي التهنئة للرئيس والشعب المصري على الإنجازات التي تم تحقيقها في مصر، وفي مقدمتها مشروع قناة السويس الجديدة، معربًا عن ثقته في أن مصر ستواصل طريقها نحو المستقبل وستحقق مزيدًا من النجاحات والإنجازات.
تنمية العلاقات
ومن جانبه، أعرب الرئيس السيسي عن تقدير مصر واعتزازها بعلاقات الود والصداقة التي تربط بين البلدين على المستويين الحكومي والشعبي، وتطلعنا لتنمية هذه العلاقات على جميع المستويات، ولا سيما التعاون الاقتصادي والعلمي والثقافي.
طفرة حقيقية
وأعرب الرئيس السيسي عن ارتياحه وسعادته لمباحثاته أمس مع الرئيس "نورسلطان نزارباييف"، والتي عكست تطلع الجانبين لتحقيق طفرة حقيقية في علاقاتهما الثنائية.
اللجنة المشتركة
و اتفق الجانبان على أهمية تنشيط عمل اللجنة المشتركة بين البلدين، وعقد اجتماعها المقبل في سبتمبر 2016 بالقاهرة.
المشروعات المشتركة
كما تم الاتفاق على الإعداد الجيد للجنة المشتركة من أجل إنجاحها، وتحقيق أهدافها المرجوة في متابعة وتنفيذ المشروعات المشتركة بين البلدين في العديد من المجالات الحيوية.
مجالات التعاون
وركز اللقاء مع رئيس وزراء كازاخستان، على تفعيل العديد من مجالات التعاون التي تباحث الرئيس بشأنها أمس مع الرئيس "نزاربايييف"، والتي سيتم تناولها تفصيليًا خلال الفترة المقبلة، وفي مقدمتها إقامة عدد من المشاريع الزراعية المشتركة في كلي البلدين والتعاون في مجال الغِلال، وإنشاء شركات مشتركة لصناعة الدواء، فضلًا عن ترحيب الجانبين بتبادل الاستثمارات بين البلدين.
الاستثمارات الكازاخية
وفي هذا الصدد، أشار الرئيس السيسي إلى ترحيب مصر بالاستثمارات الكازاخية في مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس كمركز هام لعبور التجارة الدولية، وإمكانية استفادة كازاخستان من إقامة مناطق خاصة لها بمنطقة القناة.
السياحة
وأكد الرئيس السيسي اعتزازنا بالسياحة الكازاخية إلى مصر ورغبتنا في مضاعفة أعداد السائحين الكازاخيين إلى مصر، ولا سيما في ضوء تسيير خط طيران مباشر بين أستانا وشرم الشيخ اعتبارًا من مارس المقبل.
وقد أشاد رئيس الوزراء الكازاخي بالجهود المصرية المبذولة لمكافحة الإرهاب، مثنيًا على ما حققته مصر على صعيد إرساء الأمن والاستقرار.
معرض "إكسبو 2017"
ووجه الرئيس السيسي التهنئة لرئيس الوزراء الكازاخي على فوز بلاده باستضافة معرض "إكسبو 2017" الذي يُعد أكبر معرض دولي على مستوى العالم، معربًا عن ثقة مصر في قدرة كازاخستان على إنجاحه وتنظيمه بالشكل اللائق، والتأكيد على عزم مصر المشاركة فيه بفاعلية، حيث وقعت مصر بالأمس اتفاقية المشاركة في المعرض.
النجاح لمصر
وقد أعرب رئيس الوزراء الكازاخي عن تمنياته لمصر بالنجاح والتوفيق في إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، معربًا عن ترحيب بلاده بتبادل خبرتها مع مصر ونقل تجربتها لإنشاء العاصمة أستانا.
منتدي الأعمال
كما حضر الرئيس عقب تلك الجلسة، منتدى الأعمال المصري الكازاخي المشترك، وذلك بمشاركة رئيس الوزراء الكازاخي، حيث ألقى السيسي كلمة تضمنت استعراضًا للمشروعات الاقتصادية التي تدشنها وتنفذها مصر، والجهود الجارية لجذب الاستثمار وتعزيز دور القطاع الخاص، وتحسن مؤشرات الاقتصاد المصري، فضلًا عن آفاق التعاون الواعدة اقتصاديًا وتجاريًا بين مصر وكازاخستان.
وألقى كل من رئيس الوزراء الكازاخي، ورئيسا الجانبين المصري والكازاخي في منتدى الأعمال المشترك، كلمات تناولت فرص التعاون المتعددة بين مصر وكازاخستان، وأهمية الاستفادة منها لتحقيق المنفعة المشتركة للشعبين المصري والكازاخي.
وزار الرئيس السيسي المتحف الوطني لجمهورية كازاخستان،وقام الرئيس بجولة تفقدية بالمتحف الوطني الذي يُعد المتحف الأحدث والأكبر مساحة بمنطقة وسط آسيا، وقد أنشئ في عام 2013، كجزء من برنامج الدولة للحفاظ على التراث الثقافي الكازاخستاني.
وقد استمع السيسي إلى شرح تفصيلي عن المتحف، الذي يضم عدة قاعات لعرض المقتنيات التي تسجل تاريخ كازاخستان وتراثها الحضاري.
واطلع الرئيس على مخطط تفصيلي للعاصمة أستانا، وأحيائها المختلفة والطرز المعمارية التي تم اتباعها لإنشائها، سواء فيما يتعلق بالمباني السكنية أو الحكومية والإدارية.
جامعة نزارباييف
وزار الرئيس السيسي، اليوم السبت، جامعة نزارباييف، التي تم إنشاؤها عام 2010 وفقًا لأعلى المعايير الدولية بمبادرة من الرئيس الكازاخي نزارباييف، لتمثل صرحًا تعليميًا كبيرًا ومركزًا بحثيًا فريدًا ومتطورًا في منطقة وسط آسيا.
كبريات الجامعات
وترتبط الجامعة بدولة كازاخستان باتفاقيات شراكة مع عدد من كبريات الجامعات العالمية، وتضم كليات الهندسة، والعلوم والتكنولوجيا، والتعليم، والعلوم الإنسانية والدراسات الاجتماعية، والطب، والسياسات العامة.
وألقى الرئيس كلمة في جامعة نزار باييف، أعرب فيها عن سعادته، وقال: "يسعدني أن أتحدث إليكم اليوم من هذا البلد الصديق الذي تجمعنا به أواصر وروابط تاريخية تعود إلى عقود عديدة شهدت تواصلًا مستمرًا بين الشعبين في مختلف المجالات، خاصة في المجال الثقافي والتعليمي".
