«6 معلومات عن مرض كرون».. يسبب التهابات الجهاز الهضمي.. يصيب 2% من المصريين.. سببه غير معلوم حتى الآن.. علاجه الوحيد أدوية المناعة.. الحقن تحت الجلد للتحكم في أعراضه.. وينصح بتغيير نظام حياة
قال الدكتور عمرو فطين أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد بطب عين شمس، إن مرض كرون ومرض التهاب القولون التقرحي، يعدَّان من أهم العوامل وأخطرها، التي تسبب التهابات الجهاز الهضمي، وتبلغ نسبة الإصابة بهما في مصر نحو 2%، أي نحو مليون وثمانمائة ألف مصاب.
الإصابة
وأضاف "فطين" خلال كلمته في مؤتمر تدشين مبادرة "عيش متخليش كرون يعطلك"، أن مرض كرون قد يصيب أي جزء من الجهاز الهضمي، من الفم وحتى فتحة الشرج، أما التهاب القولون التقرحي فيصيب القولون بشكل رئيسي، لافتًا إلى أن مرض كرون يعد أكثر شراسة من مرض التهاب القولون التقرحي، وكلاهما يتشابه في كثير من الأعراض وطرق العلاج كذلك، ويتم تأكيد التشخيص باستخدام منظار القولون لمعرفة ما إذا كان ما يعاني منه المريض هو كرون أم التهاب القولون التقرحي، وكلاهما يمكن أن يصيب كل الأعمار، ويكون الإنسان أكثر عرضة للإصابة بأي منهما في العقد الثالث من العمر.
وأضاف "فطين"، أن رفع الوعي الصحي لدى فئات المجتمع بمرض كرون والتقرحي بات ضرورة مُلحَّة، حيث إن زيادة الوعي والتعرف على أعراض المرض يعدان أول خطوة على طريق العلاج وتحسين جودة حياة المريض وإنتاجيته وممارسة دوره الطبيعى في المجتمع.
أدوية بيولوجية
وأكد أن المصاب بأمراض التهابات القولون المناعية يعاني من ارتفاع أسعار العلاج، حيث يضطر المريض لاستخدام أدوية بيولوجية عن طريق الحقن باهظة الثمن بعد فشل الأدوية المثبطة للمرض، أو في الحالات الشديدة من المرض، وهذه الأدوية لا يستطيع المريض تحمل نفقاتها.
سبب مجهول
وأكدت الدراسات التي أجريت أن سبب مرض كرون والتقرحي غير معروف حتى الآن، حيث إن هناك عدة أسباب قد تتضافر معًا لظهور هذا المرض، منها: عوامل وراثية، عوامل بيئية، جراثيم معوية، وقد يتأخر تشخيص مرض كرون والتقرحي أو يتم تشخيصهما بالخطأ، وذلك لتشابه أعراضهما مع كثير من أمراض الجهاز الهضمي.
أعراض المرض
وأوضح أن نسبة وعي المجتمع بأعراض المرض ومسبباته ليست كبيرة بما يكفى للتوجه للطبيب المختص في مرحلة مبكرة من المرض، حيث تختلف أعراض داء كرون والتقرحي من شخص لآخر، الأمر الذي يستدعي رفع التوعية بهما للتعرف على سبل التغلب عليهما، وكيفية التعايش مع المرض وطرق علاجه.
وقد يشمل داء كرون والتقرحي، أيضًا أعضاء من خارج الأمعاء مثل: الجلد، المفاصل، العينان، حصى الكلى، حصى المرارة، واضطرابات شتى في الكبد، وعندها تزيد فرصة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة (سرطان القولون أو سرطان الأمعاء الدقيقة).
وتتراوح الأعراض التي تصاحب داء كرون والتقرحي ما بين المعتدلة والحادة جدًا، وقد تظهر هذه الأعراض بصورة تدريجية أو بشكل مفاجئ دون سابق إنذار، وتكون الأعراض في صورة ألم بالبطن مع حدوث إسهال ونزيف في الجهاز الهضمي، وأحيانا ارتفاع في درجة الحرارة مع شعور بالتعب والإرهاق بجانب فقدان الشهية والوزن، وتقرحات حول فتحة الشرج، وهناك أيضًا مضاعفات ثانوية مثل الالتهابات في العين ومشكلات في الجلد والتهاب الفم والتهابات المفاصل.
أقل نشاطًا
وأثبتت الدراسات أن المريض المصاب يكون أقل نشاطًا في عمله مقارنة بالأصحاء، فأثناء فترة نشاط المرض يتغيب المريض عن عمله أو دراسته إذا كان طالبًا، بسبب الحرج الذي يشعر به المريض، إضافة إلى الأعراض الجسدية، حتى أنه في بعض الأحيان قد يتغيب عن مناسبات اجتماعية بما ينعكس بالسلب على نمط حياته واندماجه في المجتمع، بالإضافة إلى التأثير على الطاقة الإنتاجية والاقتصادية، حيث إن معظم المصابين في العقد الثالث من العمر وهي الفئة العمرية الأكثر إنتاجًا في أي مجتمع.
نصائح
وكما أن إجراء بعض التغييرات في نظام حياة المريض من شأنه أن يخفف من حدة الأعراض، كالتغيير في النظام الغذائي، والمحافظة على الترطيب السليم والإقلاع عن التدخين، إذ قد يؤدي التدخين إلى زيادة في داء الكرون لذا ينصح بعدم التدخين.
كما ينصح بتناول وجبات صغيرة متكررة بدلاً من تناول وجبات كبيرة، مما يساعد في حال انخفاض الشهية، وضرورة اتباع نظام غذائي متوازن مع التحكم في كمية الطعام المتناولة، مع ممارسة الرياضة بانتظام.
الأدوية
وتعتبر أدوية رفع ودعم المناعة هي الأساس في علاج مرض كرون والتقرحي، وقد توصل العلم الحديث إلى أن أحدث طرق العلاج التي تؤخذ عن طريق الحقن تحت الجلد بسهولة للتحكم في أعراض المرض، وجرى تصميمه لاستهداف جزء من الجهاز المناعي المسمى عامل نخر الورم (تي. إن. إف)، حيث إن زيادة عامل نخر الورم (تي. إن. إف) هي العامل الرئيسي في عملية الجهاز المناعي التي تؤدي إلى التهاب الأمعاء في حالة كرون والتهاب القولون التقرحي.
وأشار إلى أن من ضمن علاجات المرض عقار "هيوميرا"، ويعالج به المريض طيلة الحياة، ويبلغ سعره 3600 جنيه للعبوة، لمدة 15 يومًا، وتم توفيره في منظومة العلاج على نفقة الدولة منذ أيام.