رئيس التحرير
عصام كامل

انتحار توفيق عكاشة !


لن يمر الأمر بسلام.. أربع دوائر أساسية مرشحة كلها أو بعضها لاشتعال أزمة توفيق عكاشة في الساعات المقبلة.. الأولى في البرلمان وقد بدأت بالفعل.. كثيرون بداخله سيرفعون شعار رد اعتبار المجلس الذي أهين باستقبال أحد أعضائه إرهابيًا عتيدًا يمثل دولة مجرمة.. والمجلس هو في الأصل مجلس نواب الشعب والمنطق يقول إن المجلس الذي يمثل الشعب المصري عليه أن يكون أمينًا في تمثيله.. يقبل ما يقبله المصريون ويرفض ما يرفضونه وأن لكل بيت في مصر ثأرًا عند دولة العدو..


الجميع يرفع شعار أن للدولة المصرية مبرراتها لتقبل في السياسة ما تقبله لكن ليس بالضرورة أن ينصرف ذلك على الشعب والذي لم يقبل ما قبلته حكوماته كلها منذ اتفاقيات السلام وحتى الآن.. وأجهض بالفعل كل محاولات التطبيع مع دولة العدو وممثليه طوال سنوات السلام السابقة حتى وصف بالسلام البارد بل ضرب ـ الشعب ـ المثل في التصدي لذلك.. فبابا الأقباط العظيم يمنع من أجل وحدة الوطن ما شرعه الدين، ويطارد المصريون المطبعين ويعزلونهم ويذبحونهم معنويًا وحولوهم واحدًا بعد الآخر إلى عبرة لمن يعتبر.. وكان ذلك لمن دعا للسلام أو لمن زار دولة العدو أو سفارته فما بالكم بمن استقبل في بيته سفير الإجرام نفسه؟!

اعتقادنا أن الشعار نفسه سيرفعه عدد من النواب سيرون أنه لا حل لرد اعتبار المجلس إلا بوجود عكاشة خارجه !

الدائرة الثانية ربما كانت محافظة عكاشة نفسه التي سيرفع مثقفوها ونقابيوها وأدباؤها ونشطاؤها وقيادات أحزابها بل عدد من نوابها شعار رد الاعتبار للمحافظة الكبيرة، ومن المؤكد ـ وبدرجات مختلفة ـ سيتضامن معهم كثيرون من أهالي مركز نبروه التابعة لها قرية ميت الكرما وبها عائلة عكاشة وله في كل من القرية والمدينة والمحافظة وبدرجات مختلفة أيضا.. خصوم وأعداء!

الدائرة الثالثة ستكون غرفة صناعة الإعلام.. ورغم أن "الفراعين" ليست عضوا بالغرفة فإن كثيرين سيرفعون شعار تطهير الإعلام وضرورة معاقبة توفيق عكاشة لأنه من وجهة نظرهم أساء لصورتهم جميعًا، فضلا عن توقعاتنا بلجوء عدد من المحامين إلى القضاء الإداري لطلب إلغاء ترخيص الفراعين أو منع عكاشة من الظهور على الشاشة وسيدفعون بمخالفته للضمير العام للمصريين وتعامله مع أعداء الشعب المصري وهو عرف عام عند جموع المصريين والعرف جزء من مصادر التشريع المصري وبما لا يستقيم معه بقاؤه على شاشات الإعلام المصري !

الدائرة الرابعة ستكون حملات لمحاصرة القناة إعلاميًا وإعلانيًا.. الأولى بحصار ضيوفها أو من تبقى منهم من الشخصيات العامة والثانية عقاب من تبقى معلنًا فيها !

المؤسف أن توفيق عكاشة لم يكن في حسبانه مطلقًا في أي خطوة يقدم عليها أسرته وعائلته ولا العاملون معه في القناة.. القناة التي تفتح باب الرزق لعشرات الأسر وكل مرة يقدم على تصرفاته غير المحسوبة وبحساباته غير الدقيقة يدفعون الثمن قبله لكن قد تكون هذه المرة كغير كل مرة !

السؤال: هل للموضوع أبعاد أخرى؟ الإجابة:نعم.. للموضوع أبعاد أخرى وقد يكون ممتدًا بأطرافه هنا وهناك! لكن المؤكد الوحيد في الأمر حتى اللحظة أن توفيق عكاشة أقدم أمس على الانتحار وتبقى فقط في انتظار إعلان النتيجة!
الجريدة الرسمية