استمرار القصف في سوريا وجهود دبلوماسية لوقف القتال
تتواصل الجهود في كل الاتجاهات من أجل تطبيق اتفاق وقف الاقتتال، في سوريا، والذي يبدأ منتصف ليلة السبت، وتوصلت إليه روسيا وأمريكا، فيما يناقش مجلس الأمن الجمعة مشروع قرار لدعم هذا الاتفاق.
وقصفت روسيا مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال غرب سوريا أمس الخميس، كما قصفت قوات الحكومة ضاحية في العاصمة دمشق، أيضًا قبل الوقف المزمع للقتال، والذي توقعت المعارضة المسلحة أن تتجاهله دمشق وموسكو.
وتركز القتال في الأيام الأخيرة على داريا، وهي ضاحية محاصرة بالعاصمة يسيطر عليها مقاتلون تصفهم الحكومة بأنهم متشددون، من جبهة النصرة، لكن مسلحي المعارضة يقولون إنهم من جماعات أخرى.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش أسقطت 30 برميلًا متفجرًا على الأقل على داريا أمس الخميس، فيما توقع متحدث باسم المعارضة المسلحة في الجنوب أن تكون ضاحية داريا أول مكان ينهار فيه اتفاق وقف القتال.
وفي المقابل، نقل التليفزيون السوري عن الحكومة القول إن جماعات مرتبطة بجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة، أطلقت ثلاث قذائف مورتر على مناطق سكنية في العاصمة فقتلت شخصًا واحدًا على الأقل.
ومع استمرار القتال في سوريا، قال موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن اليوم الجمعة سيكون يومًا في غاية الأهمية، بل حاسمًا، وسيعقد "فريق عمل لوقف الأعمال القتالية" يضم ممثلين عن الدول الـ17 المشاركة في المجموعة الدولية لدعم سوريا بقيادة واشنطن وموسكو، اجتماعًا بعد ظهر الجمعة للبحث في تدابير تطبيق الاتفاق، وبعد ذلك يعقد دي ميستورا اجتماعًا عبر الفيديو مع مجلس الأمن الدولي يقرر بعده إن كانت الظروف متوافرة لاستئناف مفاوضات جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريتين، الهادفة إلى إيجاد تسوية سياسية للنزاع، وذلك بعد تعثرها في يناير.
وأفاد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن مشاورات تجري حاليًا بين أعضاء مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يكرس الاتفاق، الذي توصلت إليه واشنطن وموسكو لإرساء وقف للعمليات القتالية في سوريا اعتبارًا من منتصف ليل الجمعة إلى السبت، وهم يأملون في إقراره الجمعة.
والتزم نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة والقوات الكردية باحترام وقف القتال في سوريا، ولو أن شكوكًا لا تزال تحيط بتنفيذه.
ويطرح استثناء تنظيم «داعش» وجبهة النصرة من اتفاق وقف النار تساؤلات جمة حول سبل وضع الاتفاق موضع التنفيذ، في ظل سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في البلاد.
ويعني الاستثناء الذي ينص عليه الاتفاق أن مواقع التنظيمين الجهاديين ستظل عرضة لعمليات النظام وضربات حليفه الروسي وغارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وما يزيد من التعقيد دعوة أنقرة إلى استثناء حزب الاتحاد الديمقراطي، أبرز حزب كردي سوري، ووحدات حماية الشعب، ذراعه المسلحة، من الهدنة لتصنيفهما من قبل أنقرة على أنهما «من المنظمات الإرهابية»، معتبرة أن وقف إطلاق النار غير ملزم لها.
وإزاء كل هذه التعقيدات، حرص الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إبداء حذره حيال فرص وقف القتال في سوريا، لدى استقباله العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأربعاء.
وفي واشنطن أعلن وزير الخارجية جون كيري، الخميس، أمام إحدى لجان الكونجرس أن إيران سحبت عددًا مهمًا من عناصر الحرس الثوري من ساحات المعارك في سوريا، مؤكدًا أن تدخل إيران المباشر يتراجع في هذا البلد، لكنه أضاف أن هذا لا يعني أنهم ليسوا ضالعين أو نشطين في تدفق الأسلحة عبر دمشق إلى لبنان.
ي ب/ ص ش (ا ف ب، رويترز)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل