رئيس التحرير
عصام كامل

وكيل الأزهر يستقبل وفدا كنسيا من الدنمارك

فيتو

أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، أن الشريعة الإسلامية كرمت المرأة ومنحتها حقوقا لم تكن تحصل عليها قبل الإسلام، فقد كانت مضطهدة وليس لها الحق في أمور كثيرة مثل الميراث والعمل والخروج وغير ذلك، وجاء الإسلام وجعلها تقف جنبا إلى جنب بجوار الرجل بل في كثير من الأحيان منحتها حقوقا ومميزات عن الرجال أنفسهم.


وانتقد وكيل الأزهر خلال استقباله وفدا من كنائس الدنمارك المهتمين بشأن الحوار بين الأديان، الآراء التي يحاول البعض ترويجها لمنع المرأة من الخروج والعمل، قائلا: "إن المرأة في الإسلام شريك أساسي ولها الحق في اختيار زوجها، وإنهاء الزواج إذا وقع عليها الضرر، الذمة المالية المستقلة فهي تملك قرارها ولها الحق في العمل والوظائف بما يناسب طبيعتها ولا يعرضها للابتذال".

وقال عباس شومان: إن كثيرا من المشكلات التي يعاني منها الإسلام في الغرب ترجع إلى أن القائمين على أمر الدعوة لهم أفكار تخالف طبيعة وسطية واعتدال المنهج الإسلامي فهم يميلون إلى تيارات تمتلك فكرا متشددا، فعدم خروج المرأة للعمل مثلا قيد ليس موجودا في شريعتنا فالمرأة في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم كانت تداوي الجرحى في أرض المعركة وتقاتل إذا لزم الأمر فلم تكن هناك وظائف حكومية، أما الآن فهناك تطور كبير وهناك مهن كثيرة لا يجيدها إلا النساء فيجب أن نتعامل مع متطلبات العصر بما يناسب شريعتنا.

وأضاف وكيل الأزهر أن المجتمعات اليوم تعاني بشدة من انهيار لمنظومة القيم الأخلاقية تحديدا مع التطور التكنولوجي المعاصر فارتفع سقف المطالب وقلت القناعات فانهارت المقومات، أضف إلى ذلك الظلم الذي انتشر نتيجة سوء توزيع للمقدرات مما أفسد العلاقة بين الحكام والمحكومين، والأخطر من ذلك مطامع الدول الكبرى التي تمتلك القوة في الحصول على مقدرات الدول الضعيفة، في وقت من المفترض أن تكون تلك الدول ميزانا لتحقيق العدل، إلى جانب سياسة الكيل بمكيالين فإذا كان الأمر على سبيل المثال يخص إسرائيل تجد القرار التهدئة وضبط النفس في وقت يقتل فيه الأبرياء وإذا تعلق الأمر بدول أخرى شرق أوسطية تستنفر الجيوش في لحظات وما يحدث في العراق وسوريا وغيرهما من دول المنطقة يؤكد أن تلك السياسة لن تحل المشكلة فالأذى يقع على الضعفاء فقط فكيف يتحقق العدل.

وأوضح أن الخروج من ذلك يجب أن يتم برفع سقف القناعات والرضا بين أصحاب الأديان فلا مكان للحياة الهادئة إلا بالقناعة والتعايش السلمي بين أتباع الأديان المختلفة والتخلي عن مطامع التوسع والاستعمار، وبدلا من الإنفاق على صناعة الأسلحة ننفق على الفقراء.
الجريدة الرسمية