الرسائل الـ 16 من خطاب السيسي !
هو بلا جدال خطاب الصراحة المطلقة والآمال العظيمة والانفعالات الكبيرة؛ ولأن رسائل السيسي تكون أحيانا واضحة صريحة في كلماته المباشرة أو تكون غير مباشرة ويترك لنا تفسيرها وفهمهما.. وفي خطاب الأمس الذي وصفناه قبلها بأنه "ربما كان الأهم بين خطاباته" وبعيدًا عن الشكليات والتي كنا نتمنى معها أن تكون بدلة الرئيس مبهجة بلون المناسبة إلا أننا يمكن قراءة عدة رسائل مهمة من الخطاب هي:
-الرئيس يمتلك رؤية شاملة للانطلاق بالبلاد وليس صحيحًا على الإطلاق أنه بلا برنامج !
-عودة مصر للتخطيط الشامل الذي توقف منذ الستينيات بانتهاء عصر الخطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل والتي حققت وقتها أعلى معدل نمو في دول العالم الثالث كله بالرصد والحصر الدقيق لمواردنا وتحديد أهدافنا واحتياجاتنا.. وهذا إعلان كبير لانتهاء عصر عشوائية الدولة !
-النقطة السابقة تنهي الجدل تمامًا حول خضوع مصر لتعليمات من أي نوع.. لا من البنك الدولي ولا من صندوق النقد أو غيرهما!
-تجديد الثقة بالحكومة الحالية وإدراكه فكرة اتحاد المسئولية بينه وبين حكومته!
-إدراكه أن الهجوم على البرلمان يتم بقصد تشويهه وهو تشويه للمرحلة لها وليس للبرلمان وحده !
-رغبته في إعطاء الفرصة للبرلمان مع النظر إلى إيجابيات كثيرة به يتجاهلها الكثيرون ويتوقفون عند سلبيات بسيطة لا دخل للدولة بها !
-التزامه بمدة الرئاسة المقررة في الدستور حين قال "إنه سيظل يعمل لوطنه حتى انقضاء الأجل أو انتهاء مدته" وهو نفي ضمني لسعيه إلى أي مساس بالدستور على عكس ما أشيع سابقا !
-إدانته للنظام الأسبق واختلافه معه وكانت الاتهامات واضحة وصريحة.. نصف مصر عشوائيات وفشل في مشروع "ابني بيتك" وأكذوبة تطوير الطرق أو بناء موانئ جديدة وديون كبيرة حتى 2011!
-رفضه المطلق استخدام مصطلح "نواب أقباط" وهي الدعوة التي تستحق التعميم لحصار كل التعبيرات والمصطلحات الطائفية التي كانت نتيجة لإفراز مناخ طائفي سابق!
-محاربة الفساد لا تعني فتح ملفات من عصور سابقة فحسب إنما أيضا وقف نهب المال العام في المشروعات الحالية!
-سؤاله لوزير الشباب بعد انتهى الوزير من إلقاء بيانه عن خططه للشباب في الصيف تعكس إلمامه بالملفات المطروحة وخصوصا ملف الشباب كاملا وإن كان السؤال يعكس فشلا كبيرا للوزير الذي أسقط الشباب من حساباته في الصيف وهي أصلا الأشهر الأصعب لهم لأنها فترة الفراغ الكبير!
-التأكيد أن المشروعات الصغيرة ليست على حساب المشروعات القومية العملاقة بل تتكامل معها وتسير إلى جوارها وهي الملحوظة التي أضافها إلى كلمة محافظ البنك المركزي وكان الأولى أن تأتى على لسان المحافظ كونه مختصًا بالشأن الاقتصادي!
-الشكر الموجه للدول العربية التي ساعدت مصر وهو شكر مستحق لكنه يعني أيضا في مضمونه أن هذا الدعم لم يعد موجودا !
-غضب عارم من بعض وسائل الإعلام وإدراك أن الحل يكمن في إعلام وطني يتصدى لإعلام الشر لكن الالتزام بالدستور يقيد ذلك نظرًا لإلغاء وزارة الإعلام وهو الأمر الذي يحمل الإعلام "الوطني" "غير الرسمي" مسئولية كبيرة!
- وعيه بخطورة تجاوزات بعض أفراد الشرطة وضرورة وقفها ـ وليس تحجيمها ـ والتصدي لها بتشريع حاسم ولكنه يشير إلى أن التجاوزات موجودة في كل المهن ولا تعني انحراف جميع أبناء هذه المهن !
-الرئيس يؤكد أنه على اطلاع بملفات مصر منذ فترة طويلة ولم تبدأ بعد ترشحه أو فوزه بالرئاسة وهو نفسه ما قاله أثناء الدعاية الرئاسية!
يتبق الإشارة إلى بعض انفعالات الرئيس وهي مكعبة الشكل سيراها الكثيرون وفق مواقعهم فمنهم من سيحمد له انفعاله بأنه مستعد "أن يبيع نفسه من أجل مصر" باعتبارها جملة لانفعال شخص محب لبلده بينما سيراها آخرون غير منطقية وهكذا جملة "أنتوا مين" وسيراها البعض غضبا محمودا ضد من يريدون وقف استنهاض مصر من جديد بينما سيراها آخرون غير منطقية أيضًا.. وهكذا.. كل حسب موقعه من خدمة الوطن أو حسب بطحات الرأس الموجودة بكثرة فوق رءوس كثيرة!