رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. أهالي «هربيط الشرقية» يطالبون بتخفيض إيجار أراضي الأوقاف

فيتو

 يعيش أكثر من ثلاثة آلاف أسرة بقرية "هربيط" التابعة لمركز أبوكبير في محافظة الشرقية، حالة من الرعب والفزع، عقب تهديدهم من قِبل مسئولي الأوقاف بحبسهم والطرد من الأراضي التي استثمروها من هيئة الأوقاف المصرية، إذا لم يدفعوا القيم الإجارية المطلوبة منهم رغم أن الأراضي لا تأتي لهم بنصف هذه القيم الإيجارية؛ ما حولهم ضحايا لارتفاع المصاريف الخاصة بزراعة الفدان الواحد من مبيدات وأسمدة وتقاوى وعماله وتجهيز الأرض.


 قال الحاج عبدالرحمن عثمان، أحد أهالي قرية هربيط التابعة لمركز أبوكبير، إن مساحة الأراضي المستأجرة من هيئة الأوقاف بالشرقية تبلغ 700 فدان يستأجرها ثلاثة آلاف فرد كل منهم يعول أسرة كاملة، تم توزيعها على المزارعين في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما أصدر قرارات الإصلاح الزراعي وتسلم المزراعون الأرض معتقدين أنها أرض خاصة بالإصلاح الزراعي، وعقب مرور عشر سنوات فوجئوا أن الأرض ملك لهيئة الأوقاف، ودفعنا قيمة إيجارية للأرض 50 جنيهًا آنذاك، وفي عام 1967 فوجئنا برفع قيمة الإيجار إلى 250 جنيهًا للفدان.

 واستطرد قائلاً: "عقب ذلك استمرت القيمة الإيجارية في الارتفاع حتى وصلت قبيل ثورة يناير إلى 1000 جنيه للفدان الواحد، وكان المزارعون لا يدفعون لعدم قدرتهم على الدفع، فالمحصول لا يكفي المصاريف الزراعية واستصلاح الأرض، بالإضافة إلى حياتهم المعيشية، ولكن الأوقاف ظلت تٌطالب بدفع القيم الإيجارية المتأخرة، فقام المزارعون بحرق مبنى الجمعية الزراعية اعتراضًا على ارتفاع القيم الإيجارية، وأنهم لا يملكون الأموال للدفع.

 وتابع: "عقب ذلك قامت قوات الأمن بالقبض على 150 من أهالي القرية بينهم سيدات، وبالمحكمة حكمت بحبس 40 منهم ستة أشهر، ولكن قام أحد أعضاء مجلس الشعب بالتدخل لدى وزارة الأوقاف، وتمت المصالحة بدفع الإيجارات المتأخره، ولم تكتفِ بذلك، بل تم رفع قيمة الإيجار للفدان الواحد إلى أكثر من 2500 جنيه".

 وقاطعه محمود شحاتة: "أنا وأشقائي مستأجرين فدانًا ونصف فدان مقسمة على أربع عائلات كل عائلة مكونة من 12 فردًا، وملناش مصدر رزق غير الأرض، واحنا أكتر ناس مظلومين بنشتغل في الحر والبرد والمطر، وحرام نتحمِّل فوق طاقتنا لأن الأرض دلوقتي بتجيب مصاريفها بالعافية، ومانقدرش ندفع الآلاف المطلوبة مننا دي".

 وأضاف: "وزارة الأوقاف هي للفلاح والمزارعين وقف حال ليس أكثر، فكل حاجة خاصة بالزراعة غالية وأسعارها مرتفعة، مبقناش بنقدر نصرف على الأرض زي زمان، تيجي الأوقاف ترفع القيمة الإيجارية وتهددنا بالحبس لو مدفعناش؟ والله حرام اللي بيحصل فينا ده".

 من جانبه، قال جمال ضلام: "أنا واحد من الناس لا أستفيد أي شيء من أراضي الأوقاف، وليس لي أرض بها، ولكن أرى يوميًا معاناة الأهالي هنا وكيف أنهم يحاولون العيش في ظل ارتفاع أسعار كل شيء حولهم".

 واستطرد قائلًا: "إن قرار الرئيس بتخفيض سعر إيجار الفدان الزراعي لأرض الأوقاف من أربعة آلاف جنيه إلى 2500 جنيه لا يفيد الفلاح بشيء، فالفلاحون يتكبدون مصاريف عالية جدًا في إنتاجية الفدان من مبيدات وأسمدة وتقاوى وحرث وتجهيز الأرض والعمالة المكلفة، وكل هذا مع تدني أسعار الحاصلات الزراعية".

 وطالب أهالي هربيط الرئيس عبدالفتاح السيسي وجميع المسئولين بالنظر اليهم بعين من الرحمة، فهم لا يمتلكون من متاع الدنيا شيئًا، حتى الأراضي يقومون باستئجارها وليست ملكًا لهم، مطالبين بانخفاض القيمة الإيجارية لأراضي الأوقاف بالقرية، مع إسقاط ما عليهم من ديون رأفة بهم وبأسرهم.
الجريدة الرسمية