رئيس التحرير
عصام كامل

يوسف الحبوب: القمع الأمني وراء فرار المثقفين من السودان

الشاعر السودانى يوسف
الشاعر السودانى يوسف الحبوب


معاناة المثقفين في العالم العربي أصبحت مشهدًا متداولًا في كثير المنابر الإعلامية، مما جعل حرية المثقف العربي قاب قوسين أو أدنى من الاختفاء.


وتأتى السودان في مقدمة مجموعة من الدول العربية التي يمارس فيها مجموعة من الضغوط وقمع الحريات بشكل يجعلهم يفرون خارج وطنهم وآلت مشاريعهم إلى الفقدان أو تهميش دورهم، وفشلهم واغترابهم عن الواقع.

تحدث الشاعر السودانى يوسف الحبوب عن أزمة المثقفين السودانيين لـ«فيتو»، واستعرض تفاصيل الأزمة، قائلًا إنه غادر السودان خاصة بعد تعرضه للاضطهاد السياسي وانتقل للعمل بعمان منذ سبعة عشر عاما، فالسودان منذ زمن تعانى من عدم وجود أرض خصبة لتنمية فنون الثقافة ورعاية الأدب والأدباء بل على العكس فالسلطة السياسية تحارب الأدباء والشعراء وتسير تمامًا في خط أيدلوجى وحيد وتخاصم الآخر مما يؤدى إلى تفريغ المشهد الثقافى من المثقفيين الذين يمثلون " ملح الأرض "، فمعظم المثقفين إما هجروا الكتابة تمامًا أو هاجروا من السودان تمامًا لإصرارهم على استكمال مشوارهم الأدبي فكيف تكون الصورة حين تقرر الدولة غلق اتحاد الكتاب برسالة من الأجهزة الأمنية.

وذكر: «فمشكلات النشر ظلت هي أهم هذه المشكلاتات التي تواجه الكتاب والمثقفين فبدائيات النشر ليس لها وجود لأن أدوات الطباعة والنشر هي أغلى أدوات تدخل إلى السودان وظلت تتوارد الأسئلة في أذهان أغلب المثقفين في السودان».

وتساءل الكاتب: «كيف ينشر الكُتاب بدون ورق وأحبار ومطابع مجهزة، وكيف يستطيع الكاتب أن يتنفس برأتين أكيد لا بد أن يتنفس برئة واحدة تمكن هذا الهواء للخروج إلى مصاف الحريات حتى الصحف التي نكتب فيها تتعرض للمصادرة في صباح كل يوم، ووزارة الثقافة السودانية لا تدعم الثقافة نهائيًا ولم تساهم في طباعة أي كتاب حتى للكتاب المعروفين على مستوى الوطن العربى الآن».

وذكر «الحبوب» أن هناك صعوبات حقيقية تواجه الوسط الثقافى خاصة بعد تقسيم السودان وأصبح حتى في جنوب السودان بعض من الكتاب يتحسرون على الواقع الذي يعيشونه ويحنون إلى الزمن الجميل الذي كان فيه السودان موحد ليس شمالا وجنوبا، وظلت بارقة الأمل الوحيدة في حل أزمة النشر وخلق الإبداع بفضل الشباب ونشاطهم في النشر بالطرق المختلفة سواء كان هذا عبر الميديا أو غيرها من الطرق التكنولوجية الحديثة.

وتابع: «لو ظلت الأزمات تلاحق الوسط الثقافى العربي سيظل الوضع العربي محزنا وسخيفا وإن لم ننظر برؤية ثاقبة لمستقبلنا سنضيع تماما لأن الفكر المضاد للإنسان ولجوهر الحياة ينتشر بسرعة فلا بد أن ننقذ نفسنا بنظرة ثاقبة وتوحد أفكار وأعتقد أن المثقف هو المطالب بهذا التغيير أكثر من الساسة وأكثر ممن سواه».
الجريدة الرسمية