رئيس التحرير
عصام كامل

نتحدي «النواب» ولميس جابر في فتح هذا الملف!!


بدلا من مشكلاته اليومية مع نفسه، وبدلا من اعتداء أعضائه على الصحفيين أثناء تأدية عملهم، نخاطب اليوم مجلس النواب ونبحث عن نائب شجاع يطرح هذه القضية العادلة أمام العالم.. نفتح هذا الملف وندعو واحدا أو أكثر من أعضاء المجلس الموقر لتبني استعادة حقوق ومستحقات نصف مليون شهيد مصري! وحتى لا يعتقد أحد بخطأ الرقم نكرره مرة أخرى.. نعم نصف مليون شهيد مصري دفنوا جميعا بالخارج بعيدا عن بلادهم وعن أهلهم بعد أن سيقوا بالسخرة لحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. ولا صديق لهم فيها ولا عدو!


التفاصيل تقول إننا فوجئنا العام الماضي باحتفال الجيش المصري بمرور مائة عام على مشاركته في الحرب العالمية الأولى التي بدأت عام 1915.. اللواء جمال شحاته رئيس هيئة البحوث العسكرية المحترم قال معلومات مدهشة هي عنده وعند "دفاتر" جيشنا العظيم موثقة بكل تأكيد..اللواء شحاتة قال إن الجيش المصري شارك في حروب في ثلاث قارات، وكان ترتيبه الثامن في الحرب العالمية الأولى، من حيث عدد القوات المشاركة، حيث تعدت المليون والمائتي ألف مقاتل ثم أضاف سيادته المعلومة التالية..

"عدد من استشهدوا من الجيش المصري في أوروبا ودفنوا هناك ومقابر الحرب العالمية بلغ نصف مليون جندي مصري" !

نعود لنناقش الأرقام فنجد أكثر من مصدر للمأساة الكبري، ونعرف أيضا أن الحرب التي استمرت أربع سنوات وقضت على ما يقرب من عشرة ملايين شخص، كان نصيب مصر نصف مليون، في وقت كان عدد سكان مصر فيه اثني عشر مليونا فقط، وبحسبة بسيطة نجد أن هذا العدد يعادل بنسبتهم اليوم إلى عدد السكان ثلاثة ملايين ونصف المليون، وهو يبرز حجم الكارثة على سكان مصر وقتها، ومقدار المأساة التي تقريبا لم تترك أسرة مصرية إلا وطالتها!

الآن.. وبعد سنوات من الإفك والكذب والتضليل لتبييض وجه فترة ما قبل ثورة يوليو، وسيرة أبناء وأحفاد محمد على وتشويه فترة ما بعد رحيلهم، وسقوط الملكية على أمل تشويه الجيش المصري وترسيخ لفكرة خبيثة مفادها أن مصر إلى الاسوأ منذ تدخل الجيش في السياسة على عكس الحقيقة.. يحدث ذلك بالشائعة تارة وبالمعلومة غير الصحيحة تارة مثل "أننا كنا ندين بريطانيا بعدة ملايين من الجنيهات الاسترليني" دون أن يقولوا إنها لم تكن قروضا إنما خدمات بالسخرة قدمتها حكوماتنا للجيش البريطاني في الحرب العالمية دون أن يسددوها، ودون أن يجرؤ أحد أن يطالب بريطانيا بتسديدها.. إلى آخر حواديت الأطفال عن القاهرة النظيفة دون أن يقولوا إنهم يقصدون شوارع الأجانب في قلب القاهرة وحدها، بينما كل مصر كانت تعاني من الأمراض والفقر والجوع والحفاء والعمل بالسخرة في مشاريع وأعمال الكبار..

ونقول الآن: من يفتح ملف تعويض هؤلاء وأمامنا دول تبحث عند غيرها عن حق مواطن واحد؟ هؤلاء أحفادهم من صلبهم أو من صلب أشقائهم موجودون فهل نجد نائبا يناقش قضية تعويضهم؟ هل تتقدم النائبة والمؤرخة العظيمة لميس جابر التي تخصصت في تبييض وجه هذه الفترة وتشويه ما بعدها أن تطالب هي بفتح هذا الملف؟ أم أن دماء المصريين لا تعنيها أو لا يعنيها إلا دماؤهم بعد الثورة فقط؟! ثم ومن يحاكم أدبيا من أرسلهم؟ ومن يحاكم من سكت عن حقوقهم؟ ومن يكتب تاريخ بلادنا من جديد بغير هوي وبالمعايير العلمية للكتابة التاريخية؟!

المياه تكذب الغطاس..والملف موجود واليهود أمامنا يطالبون برفات جندي واحد حتى لو مر عشرات السنوات ويحصلون على تعويضات بابتزاز ألمانيا حتى الآن على ما يسمونه جرائم هتلر..الملف موجود ووثائقه عند القوات المسلحة ووزارة الخارجية فهل من متقدم؟!
الجريدة الرسمية