بالصور.. اجتماع مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات بالجامعة العربية
أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعتبر عنصر كسب الوقت هدفًا استراتيجيًا يتيح لها الاستمرار في سياستها التوسعية عبر الاستيطان وخلق حقائق جديدة على الأرض، ويحقق لها تطلعاتها في الاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية.
وقال العربي في كلمته خلال الاجتماع التاسع لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، والذي استضافته جامعة الدول العربية بالقاهرة اليوم، أنه لابد من اللجوء مرة أخرى إلى المجتمع الدولي وإلى الأمم المتحدة وإلى مجلس الأمن تحديدًا لطرح تنفيذ القرار رقم 242 وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلها عام 1967، والعمل على دعم المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي يقوم على أساس المرجعيات الدولية التي تم التوافق عليها، شريطة أن يتم ذلك ضمن إطار زمني محدد، وهذا تحدٍ كبير علينا أن نواجهه كمجموعة عربية قبل أن نطرحه على الآخرين، وهذا التحدي يستدعي توظيف كافة الإمكانيات العربية لبلورة تحرك دبلوماسي عربي مشترك على أعلى المستويات يتجه نحو الأمم المتحدة والعواصم المؤثرة في القرار الدولي لتحقيق هذا الهدف، وتحقيق التسوية الشاملة وطرحها على أجندة الأمم المتحدة لاتخاذ القرار المناسب، ويتطلب نجاح هذا المسعى أن يكون الهدف واضح للجميع بما في ذلك الدول المؤثرة ومنها الولايات المتحدة الأمريكية التي تعلم إن إسرائيل تطبق سياسة عنصرية بحيث أصبحت آخر معاقل الأبارتايد والعنصرية في العالم المعاصر.
وأضاف أنه لا بد من طرق جميع الأبواب المفتوحة وأيضًا الأبواب المغلقة، وهنا أوجه النظر إلى أهمية دعم حركات المقاطعة BDS التي يمكن أن يكون لها تأثير فعال على وقف الأعمال الاستيطانية، كما يجب أن نخرج من الإطار التقليدي Out of the Box والتفكير جديًا في حملة مقاطعة مدنية سلمية Civil Disobedience كما فعل غاندي في الهند للتخلص من الاستعمار البريطاني. وأشاد بالإنجازات التي تحققت في السنوات الأخيرة بدءا من اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة مراقب بأغلبية كبيرة ورفع علم فلسطين لأول مرة مع أعلام باقي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وارتفاع عدد الدول التي تعترف بفلسطين والمواقف التي اتخذتها برلمانات عدة دول وغير ذلك من الإنجازات والشواهد الإيجابية التي تؤكد أن الرأي العام الدولي يناصر القضية الفلسطينية وأن الحق لابد أن ينتصر في نهاية المطاف.
وأكد العربي دعمه ومساندته للمؤسسة ولمسيرة هذا القائد الاستثنائي المكافح تيمنًا واستلهامًا وفاءً وعرفانًا فإننا اليوم نستذكر كفاحه وعزيمته وشجاعته وحنكته وحكمته وأيمانه بقضية شعبه وإخلاصه وتفانيه حتى أصبح القائد الرمز للقضية الوطنية والهوية الفلسطينية عنوانًا للنضال والتضحية والكفاح لاسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس باذلًا روحه في سبيلها. وحيا الصمود الصلب وهذا الكفاح الفلسطيني المستمر دفاعًا عن المقدسات الإسلامية والمسيحية دفاعًا عن الحرم القدسي الشريف وفي مواجهة السياسات والممارسات الإسرائيلية وإرهاب المستوطنين، وقال، إنني على ثقة من وقوف كافة الدول العربية والإسلامية ودول العالم وتضامنها الراسخ ودعمها القوى لصمود الشعب الفلسطيني ونضاله وبسالته في الدفاع عن أرضه ومقدساته وحقوقه وإصراره على إنهاء الاحتلال واستكمال بناء دولته التي باتت تحظى رغم كل المعوقات ورغم كل السياسات والممارسات الإسرائيلية بدعم وشرعية دولية واسعة النطاق.
واستعرض أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات امام الاجتماع، مجمل الأوضاع في فلسطين مستذكرا اجتماعاته مع الشهيد الرمز ياسر عرفات في "كامب ديفيد" بالإضافة إلى الخطوات المهمة التي تبذلها القيادة الفلسطينية من أجل عقد مؤتمر دولي للسلام، وضرورة إنهاء الانقسام والرجوع إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية لأهميتها في هذه المرحلة الحساسة. وأكد عريقات، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لمواجهة ما تنتهجه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع إجراءات تعسفية بحقه.
وأكد سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية السفير جمال الشوبكي، أهمية الاجتماع احتفاء بالقائد ياسر عرفات الذي جسد النضال والقيم الإنسانية عبر الزمان، مشيرا إلى أن الراحل الرئيس كان رجلا استثنائيا دافع عن مثل وقيم حتى الرمق الأخير. وقدم الشوبكي الشكر إلى جمهورية مصر العربية لوقوفها ودعمها للقضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية. وحضر الاجتماع، وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، ووزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي، ووزير الخارجية السوداني السابق مصطفى عثمان، ورئيس الوزراء السابق سلام فياض، بالإضافة إلى عدد كبير من الشخصيات الفلسطينية والعربية.
وتخلل الاجتماع عرض فيلم وثائقي عن مواقف وبطولات الرئيس الرمز ومفجر الثورة أبو عمار ومدى التزامه وحرصه للوحدة الوطنية. يذكر أن مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات يضم نحو مائة من كبار الشخصيات الفلسطينية والعربية ورئيسه الفخري هو الرئيس محمود عباس.