رئيس التحرير
عصام كامل

«عفشة» الوطن عاوزة تربيط !


سيارة الوطن بعافية شويتين.. الكركبة والأصوات الغريبة فيها كثيرة وصاخبة، البارومة سرحت في أساساتها ووصلت إلى الشاسيه.. سرعة السيارة تراجعت وأخشي أن تخرج من السباق.. المراهنون في السباق يعولون عليها كثيرا.. ينتظرون فوزها لتحقيق الأرباح.. المراهنون يشجعون قائد السيارة ويدفعونه للأمام.. القائد يستجيب.. لكن السيارة لا تساعده.. القائد ألمح كثيرا وقال أكثر.. السيارة بها مشكلات وأعطال كثيرة..الميكانيكي والكهربائي والسروجي والعفشجي لا يؤدون عملهم كما ينبغي.. تركوا السيارة لعوامل التعرية تأكل فيها، وللصغار يتنططون عليها ويعبثون بها، وللواد بلية وأمثاله فك وتركيب أجزاء منها!


العفشة تحتاج تربيط.. تحتاج ربط صامولاتها المفكوكة جيدا.. السيارة تسير في طريق وعر، وغير ممهد.. المطبات فيه أكثر من الأجزاء الممهدة !

كذلك الوطن.. فيه من المشكلات والقضايا التي تحتاج معالجة سريعة الكثير.. ليس على طريقة وفهلوة الواد بلية.. لكن على طريقة الأسطى الكبير والمعلم صاحب الخبرة.. والفاهم صاحب الرؤية..

قضايا الوطن تحتاج حلولا تحدث تغييرا حقيقيا وليس وقتيا أو مسكنات.. الطريق طويل والتوقف له تكلفة عالية.. في السباق لا أحد ينظر إلى من يسقط.. النظر دائما إلى من يستمرون في السباق للفوز عليهم.

عندما يكون الوطن في أزمة، وليس أمامه غير القفز من دائرة النار للنجاة من الحريق.. لا يجب أن نزيد النار اشتعالا، ولا يجب أن نضع بجوار طوق النار المزيد من البنزين والمواد القابلة للاشتعال !

في الوطن فريق نطلق عليه الحكومة مهمته الأساسية هي توفير الماء اللازم لإخماد أي حريق لا قدر الله، وتأمين مصادر ثابتة للمياه لتكون بردا وسلاما على الوطن وتمنع اشتعال الحرائق مقدما!

بعض عناصر هذا الفريق تركوا مهمتهم الأساسية في إطفاء الحريق وتفرغوا لتبريره، والبعض الثاني أخطأ الطريق إلى الماء وذهب إلى البنزين، والبعض الثالث مولع بإشعال أعواد الثقاب بجوار طوق النار والمواد الملتهبة والبعض الأخير-وهو ما رحم ربي–يسعي بكل طاقته وقوته لتأمين عملية القفز من طوق النار ليمر الوطن سالما من هذه الدائرة المشتعلة !

من أزمة الأطباء مع أمناء الشرطة.. إلى أزمة رفض قانون الخدمة المدنية لإصلاح حالة الترهل الإداري الذي نشكو منه.. إلى الجدل حول رفع الجمارك عن بعض السلع الاستفزازية أو التي لا لزوم لها.. إلى ارتفاع سعر الدولار وارتباك السياسة النقدية.. إلى توحش شركات الصرافة وما حولها من شبهات ارتباطها بالجماعة الإرهابية.. إلى ارتفاع أسعار السلع بشكل غير مبرر ومنها السلع المحلية التي لا علاقة لها بالدولار.. إلى تجاوزات بعض أفراد أمناء الشرطة إلى درجة القتل العمدى، وكأن الأمر يبدو ظاهرة بينهم إلا ما رحم ربي.. إلى هوجة تكوين ائتلافات داخل أجهزة الدولة السيادية..إلى انفلات شباب الألتراس وممارسة البلطجة على الدولة..إلى..وإلي الكثير!

ثغرات وعورات ونتوءات وبثور في جسد الوطن تحتاج إلى علاج وتشريعات حقيقية لها.. تحتاج إلى كل صاحب سلطة في موقع أن يتحمل مسئوليته ويمارس وظيفته دون انتظار توجيهات أو تعليمات من المستوي الأعلى.. تحتاج معالجة بالقانون وميزان العدالة الذي لا يفرق ولا يري غير الحق.

سيارة الوطن تتجه إلى الاصطدام بكرات الثلج المتدحرجة في الطريق.. السيارة تحتاج قطع غيار أصلية وليست مضروبة.. قطع الغيار الأصلية تكلفتها عالية لكنها تضمن سلامة السيارة وركابها، وعلي رأي المثل(إدي العيش لخبازه ولو أكل نصه)..أهل الخبرة والصنعة أولى بحل مشكلات سيارة الوطن.. وإبعاد بلية وأمثاله علاج ووقاية حتى لو كان دمهم خفيف !
حتى يصل الوطن إلى بر الأمان مطلوب سيارة بحالة جيدة وطريق ممهد وركاب عقلاء حريصين على الحياة.

الجريدة الرسمية