رئيس التحرير
عصام كامل

عمرو خالد ملاك أم شيطان


من المؤكد أن قارئ هذا المقال عندما قرأ العنوان بدأ يقفز بين السطور في القراءة دون تدقيق وتأنٍ في متن المقال ليبحث عن النتيجة وعن رأي القائم بالاتصال (الكاتب) في عمرو خالد شيطان أم ملاك وذلك لكي يؤكد اعتقاده أو يختلف مع الكاتب أو يغير رأيه ويتخذ قرارًا ويكون وجهة نظر وإدراك ويبني في خياله وعقله الباطن صورة ذهنية عن هذا الشخص ومع تكرار الكاتب رأيه وتعرض متلقي الرسالة الإعلامية من أكثر من كاتب وأكثر من وسيلة إعلامية لنفس الرأي مع استخدام كل وسائل الإقناع والمؤثرات البصرية والسمعية وطرق الإقناع الإعلامية المبهرة ليتشكل وعي المتلقي ويصبح تصنيف هذا الشخص والإدراك والمعلومات المترسخة في الأذهان عنه حقيقة مسلمًا بها بصرف النظر عن دقة هذه المعلومات..


فالعقل البشري بطبيعته لديه ميل فطري لوضع أحكام ورموز وتعريفات ثابتة وصورة ذهنية عن الأشخاص والأماكن وهذا يسمى في علم النفس القولبة والتنميط والتعميم وخلق الصورة الذهنية.. فعندما تسمع اسم شخص أو مكان يظهر في لحظات رابط يذكرك به فمثلا هتلر: ديكتاتور أهوج.. الحزب الوطني: فلول وفاسدون.. الإخوان: إرهابيون خونة.. ألمانيا: الدقة والإتقان في العمل.. الصين: المنتج الرخيص قليل الجودة.. وحتى أبناء البلد الواحد يطلق عليهم أيضًا تصنيفات وقوالب وصور ذهنية مثل المنوفي، الصعيدي، الشرقاوي، الدمياطي، البورسعيدي...إلخ.

وتختلف الصور الذهنية والقوالب والتصنيفات من فرد لآخر طبقًا لثقافته ونشأته وتعليمه وتربيته والأهم ما تعرض له من غزو إعلامي وطريقة حصوله على المعلومات طوال حياته والتي قد تكون شكلت إدراكه ووعيه ومعتقداته وتوجهاته ووجهه نظره في الكثير من الموضوعات والحكم على الأشياء والأفراد وكثيرا تكون معلومات مغلوطة تم بثها وتكرارها وتنوع مصدرها وطريقة عرضها ووضع مؤثرات جذابة عليها لترسيخها مما ترتب عليه اعتقادات خاطئة مبنية على معلومات بعضها غير صحيح وتعميمها..

نعود إلى عنوان المقال وهو عمرو خالد ملاك أم شيطان ؟ لكي نجاوب عن هذا السؤال بطريقة مفيدة لنا مستقبلًا يجب أن ننحي جانبًا عمرو خالد ونعيد السؤال بطريقة أخرى وهو فلان ملاك أم شيطان؟ وللإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعيد القراءة والتفكير والتحليل المنطقي لتاريخ وكلمات ومواقف وأفعال فلان بمنظورنا نحن وليس بتوجيه أو تقييم من أحد مهما كانت مكانته أو ثقافته أو فكره أو شهرته مع تجاهلنا التام الحملات الإعلامية التي قد تكون موجهة لمدح أو تشويه فلان.. وأخيرًا تستطيع أيها القارئ أن تمسح كلمة فلان وتضع أي اسم آخر مهما كان حتى لو كان.. فلانًا.
الجريدة الرسمية