رئيس التحرير
عصام كامل

التنمية 2063 ومشاركة إسرائيل في ضرب اليمن!


من الطبيعي أن يتصدى للعمل العام متخلفون عقليًا مصابون بمشكلات كثيرة في مراكز الفهم والإدراك.. ومن الممكن أن يتصدى للعمل العام معقدون نفسيًا يكرهون أنفسهم قبل أن يكرهوا غيرهم.. ومن الجائز أن يتصدى للعمل العام محبطون لصدمة هنا وأخرى هناك.. ومن المتوقع أن يتصدى للعمل العام جهله ومغفلون.. وكل ذلك ممكن ومحتمل، فلا توجد سلطة رقابية على المتقدمين للعمل العام توافق على هذا وتمنع ذاك.. لكن السؤال.. وهو محير إلى أقصى درجة.. هو كيف يسير المدرس والإعلامي والصحفي والمهندس والطبيب والمفترض أنهم جميعا متعلمون ومثقفون وأسوياء خلف كل هؤلاء ويصدقونهم ويسيرون خلفهم وينشرون إنتاجهم المتخلف والمريض؟!


هنا على شبكات التواصل الاجتماعي بتنويعاتها المختلفة من مواقع إلكترونية وصفحات فيسبوكية وحسابات تويترية تجدون عنوانا مثيرا يقول "السيسي تنمية مصر ينتهي عام 2063" وفيديو آخر عنوانه "إسرائيل تشترك في الحرب على اليمن سرًا حتى لا تفضح بعض الدول العربية"! ورغم التحذيرات المتكررة من عدم تصديق مثل هذه العناوين حتى التأكد منها إلا أن الكثيرين تستهويهم حالة الاستغفال التي يعيشون فيها ويتعرضون لها، بل بعضهم يستمتع بها فيقوم بالنشر دون التأكد مما ينشر رغم منطقية وعدالة وصحة فكرة رؤية الفيديوهات كاملة أولا ومعرفة المصدر ثانيا وتاريخ النشر ثالثا لأن بعض ما ينشر يكون قديمًا ويكون استدعاؤه لغرض خبيث وشرير!

الفيديو الأول وحقيقته أن الرئيس السيسي لا يتكلم بتاتًا عن تنمية مصر بل عن التنمية في أفريقيا والكلام في الموضوع ليس كلامه هو وإنما توصية بل مخطط ورؤية من الاتحاد الأفريقي.. وهنا يسأل البعض لماذا 2063 تحديدا ؟! منذ أمس وتخمينات وتفسيرات كثيرة عن الموضوع وسر اختيار هذا التاريخ تحديدًا إنما رؤيتنا الخاصة أن عام 2063 هو الذكرى رقم 100 لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية التي تأسست بقيادة مصر وبعض الدول الأفريقية في 25 مايو عام 1963 قبل أن يتبدل اسمها ويتقدم خطوة للأمام على غرار أوروبا ويتبدل عام 2002 ويصبح "الاتحاد الأفريقي" !

المائة عام في عمر الإنسانية وفي تاريخ الشعوب لا تعتبر فترة طويلة فأوروبا ذاتها احتاجت أربعمائة عام كاملة حتى تصل إلى ما هي عليه في حين انتقل التقدم مع الأوربيين جاهزًا إلى الأمريكيتين.. فالتقدم يتم بالتراكم ولا يمكن تحقيق التنمية ولا الديمقراطية بقرار فوقي إنما بتطور المجتمعات !

أما الفيديو الثاني فلن تجد كلمة واحدة فيه عن اليمن بل -فيه- كله يتكلم رئيس الموساد الإسرائيلي المجرم عن التحالف ضد داعش ويتحدث طوال اللقاء مستخدما مصطلح "الدولة الإسلامية" أي تنظيم داعش ولكنه يصر ككل الصهاينة على وضع الإسلام في جملة مفيدة فيقول "الدولة الإسلامية" ولا يقول داعش !! وحتى عن ذلك لم يقل إنهم يشاركون في القصف إنما يقول إنهم يمدون التحالف بالمعلومات ! وكلنا يعرف أن هذا كله كذب في كذب !

في الفيديو الأول أرادوا تشويه الرئيس السيسي وفي الثاني أرادوا تشويهه أيضًا فلا تجد للفيديو أثرًا في أي صفحات إلا في صفحات الإخوان ومواليهم وحلفائهم وخدامينهم.. وما أكثر وما أحقر خدامينهم !!
الجريدة الرسمية