رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا يجري سرا من أمناء الشرطة بالضبط؟


ماذا يعني أنه حتى الآن يوجد ما يسمى ائتلاف أمناء الشرطة ؟ كيف يمكن في بلد منضبط أن يوجد إتلاف بهذا الشكل يحمل هذا الاسم ؟ وكيف يمكن أن يصدر بيان من الائتلاف المذكور يقول بالنص: نتواصل مع الداخلية لمعرفة حقيقة القبض على بعض الأمناء؟


هذا تنظيم غير شرعي ينبغي التصدي له بكل حسم وبالقانون.. فحتى وإن كان الدستور ينص على أن الشرطة هيئة مدنية إلا أنها هيئة انضباطية في المقام الأول وضعها يختلف عن أي مؤسسة مدنية أخرى وبما لا يصح معه أي خروج عن الانضباط لا شكلا ولا مضمونا ولا سلوكا.. وإن كان أيضًا التصدي واجبًا لهذا الكيان الذي لا يصح وجوده في جهاز الشرطة على الأقل لانتفاء الهدف الذي تأسس من أجله في ظروف سابقة تاهت فيها الدولة وتاه مضمونها وغاب فيها القانون وخصوصا من رأس الدولة صاحب الإعلان الدستوري المجنون الشهير إلا أنه أيضا يجب عند التصدي لأي تحرك غير قانوني لهؤلاء ينبغي مراعاة الآتي:

-تأكيد أن أي تحرك هو ضد الخارجين على القانون من بين أمناء الشرطة وليس كل أمناء الشرطة.

-تأكيد أن الغضب الشعبي ضد إمبراطورية الأمناء هو أيضا غضب ضد المتجاوزين منهم وليس ضدهم جميعا.. وهؤلاء تجاوزاتهم فاقت الحد ليس فقط في الاعتداءات على المواطنين إنما تخطت كل حدود القانون في سلوكيات كثيره تمارس يوميًا في أقسام الشرطة يخضع لها الكثيرون لقضاء حواجهم.. من تنفيذ الأحكام إلى بلطجة البعض منهم على الغلابة ومشاركتهم الحرام في أكل عيشهم الحلال.. وهي أمور يعرفها الكل ومن المفيد للشرفاء من الأمناء التخلص من غير الشرفاء منهم!

-مراعاة.. في ظل الاقتناع الكامل بوجود أيدٍ خفية تعبث هنا وهناك.. تفويت أي فرصة.. وكل فرصة يوظفها البعض للانفلات بعيدًا عن القانون !

-كتلة أمناء الشرطة كبيرة واختراقها وارد والقاعدة تقول إن أي اختراق قادر على تحريك أي كتلة غاضبة والتحكم فيها وتحديد مطالبها!

-مراعاة ظروف أمناء الشرطة في مناطق ملتهبة بحكم تقدمها في مواجهة الإرهاب ويجب أن يكون لمطالبهم المحتملة.. لاعتبارات العدل والمنطق.. وضع خاص !

-الاستعداد لكل الاحتمالات الممكنة بما فيها أسوأها.. فلا يبق أي شيء للصدفة.. وهي الطريقة التي نعرف أن الرئيس السيسي يفكر بها.. بقي أن يفكر بها كل من حوله!

وأخيرا.. كثيرون ينتظرون الفرصة في الداخل والخارج لإشعال الموقف.. الموقف كله.. السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. وليس من الذكاء.. أبدا.. التبرع للأعداء بأي خدمات.. بقي استعداد الشعب. كتلته الشريفة الكبيرة الكاسحة تحديدا، لأي احتمالات وخصوصا أن أي حسم مع المتجاوزين في كل مكان هو مطلب شعبي في المقام الأول ينبغي الدفاع عنه وحمايته !
الجريدة الرسمية