رئيس التحرير
عصام كامل

لبسونا السلطانية


استمعت إلى حوار الشاب الأزهرى الذي ادعى حصوله على جائزة في ماليزيا في القرآن الكريم، بدأ حديثه عن أعداء الإسلام وهو لا يدرى أنه بادعاءاته هذه هو أكبر أعداء الإسلام هو وكل من أتت أفعالهم معكاسة لخطاباتهم الدينية، «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون».


ثم أكمل أكاذيبه بصدق كى يحبك القصة حبكة قوية وكيف كان المتسابقون من البلاد الأخرى ينظرون له بغيرة، وهنا يأتينى صوت الدكتور شديد في فيلم عروس النيل، ما أبدعك ما أروعك دا إيه الفتوح دا كله دا إنت مهول.

وقد سبقه في طريق النصب الشاب الذي كرم في عيد العلم بعد ادعائه الحصول على الدكتوراه من مونتريال بكندا وتقاضى مبالغ مالية ليساعد طلاب في الحصول على الدكتوراه وسرعان ما انكشف أمره وضاعت فلوس الناس.

الملاحظ هنا أننا مستعدون لتصديق أي شخص يأتى من الخارج يدعى أنه عالم ومخترع عظيم وكل إنجازاته صفحة على فيس بوك يبث منها أكاذيبه ويأتينى هذه المرة صوت المعلم طربقها في مسرحية المتزوجون ينفع كدا يلبسنى السلطانية يا أستاذ مسعود.

والسؤال الآن لماذا تجرأ النصابون ولبسونا السلطانية، والإجابة هى بالطبع عودة ملحوظة إلى عهد الغناء والشعارات والأوبريتات الوطنية التي لا تتخطى الحناجر والواسطة والنفاق وحاملى الطبلة ففتحوا كل هؤلاء الأبواب لطمع النصاب.

الإهمال والتكاسل في البحث عن حقيقة وأصل المعلومات من ناحية وتفشى ظاهرة الأخبار الكاذبة التي لا أصل ولا سند لها وما أسهل التواصل مع سفاراتنا وقنصلياتنا بالخارج لمعرفة الحقيقة.

بالإضافة إلى تصدر الساحة لإعلاميين وسياسيين غير مؤهلين لا من الناحية المهنية ولا من الناحية الأخلاقية مما يجعل الساحة مستعدة لتقبل المزيد من العاهات..

كلمة عادى التي تتردد في كل موقف يكتشف فيه الناس أنهم خدعوا وهى كلمة واحدة بسيطة لكن تجرى فيها بحار اليأس وتقف عليها جبال الإحباط لأنها تعنى تعود القبح، وفيها يأس من رحمة الله وعدم ثقة في عدله فالخطأ يظل خطأ وإن اتبعه أغلب البشر وعدل الله نافذ مهما تأخر لحكمته.

السؤال الثانى لماذا نكذب؟ وربما الإجابة نجدها في عدة أسئلة أخرى..

هل نحن مجتمع ظالم يمجد الناجح ولا يقدر ظروف من تعرقل نجاحه فيلجأ للكذب واختراع نجاحات وهمية، هل نحن مجتمع يبجل ذوى المناصب ويدعى احترام الفقراء لكنه في قرارة نفسه لا يعيرهم اهتماما، هل نحن مجتمع يحسد صحيح الجسد ويشفق بإحسان جارح على المعوق فيزيد من إحساسه بالعجز، هل نحتفل شكلا بالأعياد الدينية وحياتنا ومعاملاتنا بعيدة عن الجوهر الحقيقى للدين ورسالة نبيه ذي الخلق العظيم بأننا متساوون أمام الله وما يصيبنا من غنى وفقر ومرض وصحة ومكانه كله زرق أو ابتلاء من عند الله فقط.
الجريدة الرسمية