رئيس التحرير
عصام كامل

«سيف اليزل» يرث «الجنزوي» ويقود «حب مصر».. استطاع جمع القوى السياسية تحت مظلته.. القائمة تفوز في جميع الدوائر الانتخابية.. والانشقاقات تحرمه من إعلان الائتلاف بشكل رسمي

اللواء سامح سيف اليزل
اللواء سامح سيف اليزل

 الراحل الذي ظهر نجمة السياسي قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية ظهر مطلع عام 2015، بعدما كان خبيرًا يقتصر دوره على التحليل، نظرًا لمنصبه السابق بجهاز المخابرات، ليتسلم راية القيادة لائتلاف «في حب مصر» الانتخابي، وبعده ائتلاف «دعم مصر» أو «دعم الدولة» البرلماني.


 قائمة الجنزوري
 بدأ المسيرة الدكتور كمال الجنزوري، المستشار الاقتصادي لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الأسبق، مطلع العام الماضي، حينما اعتزم تشكيل قائمة وطنية لتخوض الانتخابات البرلمانية، وتمثل فيها القوى المدنية والشخصيات العامة والفئات المهمشة.

 سرعان ما انتشر الأمر وتزايدت علامات الاستفهام وتأويل الأمور أكثر مما تحتمل، بعدما ردد البعض بأن القائمة تهدف لدعم النظام، ورغم المساعي المضنية للتوافق بين القوى ليكون هناك قائمة موحدة وسط زخم الائتلافات التي دشنت من الوفد المصري والجبهة الوطنية وغيرها.

 توارى الجنزوري قليلًا بعدما روج البعض فكرة أن القائمة لها أبعاد وأغراض أخرى، وتنصل عدد من ممثلي الائتلافات الأخرة عنها بعدما توافقوا على المبدأ والأسماء، ولاحت في الأفق فرصة ذهبية للأحزاب الدينية في المنافسة بعدما تدمرت قائمة الجنزوري.

 ظهور سيف اليزل
 عقب ساعات قليلة ظهر في أوائل شهر فبراير عام 2015 أفراد كانوا من الموجودين ضمن مرشحي قائمة الجنزوري ليقودوا دفة المركب، ورفعوا شعارًا جديدًا «حب مصر»، وعقدوا عدة اجتماعات قادها سيف اليزل، وشاركها عدد من الشخصيات الموجودين بالقائمة التي فازت بالعملية الانتخابية.

 في خطوات متتالية عقدوا اجتماعات متتالية بعدد من الفنادق الشهيرة، ليخرجوا معلنين ائتلافًا جديدً تحت اسم «في حب مصر»، ليجمع القوى تحت مظلته في منافسة انتخابية، وتوزيع حصة لكل حزب مشارك به.

 الرعاية الأمنية
 شهدت القائمة انسحابات واستقالات مبكرة، منهم حازم عبد العظيم الذي التزم الصمت طويلًا لما بعد انتخابات مجلس النواب ليفتح خزانة أسرارة ويضرب طلقات من العيار الثقيل، ويكتب مقالًا يشرح خلاله بأن القائمة أُعِدت بأيدي أمينة.

 الفارق بالأمر عدم وجود رؤية مشتركة أو قاعدة واحدة للائتلاف الذي جمع تيارات متنوعة الأيديولوجيات، مما يجعلة متناحرًا، يمسك بزمامه رجل مخابرات سابق ومحلل استراتيجي بارع، وإنما لم يترك بصمات بالعمل السياسي.

 فسَّر عدد من القوى السياسية الأمر بأن فكرة «حب مصر» قائمة بديلة للجنزوري بعدما تعرضت للهجوم المضني من كل فج عميق، الأمر الذي دفع لإيجاد بديل، وإعادة تدوير الشخصيات لتوليف قائمة وطنية في ثوب جديد ويقودها وجه جديد أيضًا.

 كان قائد «في حب مصر» يمنح المسكنات للقوى السياسية من أصحاب الائتلافات الأخرى ما بين مقبولين ليكون لهم ممثلون، وبين مرفوضين لأسباب لايعلمها إلا الله.

 وأخذ الأمر حالة من الشد والجذب؛ ما جعل عددًا كبيرًا من الائتلافات تنهار قبل أن تظهر للنور، وأخرى ظلت تنتظر أمل الدخول تحت مظلة «في حب مصر»، لتخلو الساحة من أي منافس، وتكون الحصان الأسود دون منازع.

 وبعد انتهاء الانتخابات وحصد مقاعد القائمة بكل القطاعات لصالح ائتلاف اليزل، ووسط غياب اسم الدكتور الجنزوري نهائياً، بات الاتجاه الجديد هو إحكام القبضة على مقاليد الأمور تحت قبة البرلمان.

 انشقاقات التحالف
 وفشل الائتلاف في تحقيق مآربه، وخسر منصب وكيل المجلس؛ الأمر الذي كشف انشقاق التحالف وإقالة أو استقالة مصطفى بكري منه، ولم ينجز أيضًا تمرير قانون الخدمة المدنية رغم إعلانهم دعم القانون باعتبارهم صاحب صوت الأغلبية، ليسقط الستار، ويظهر التصويت قوى الاتجاهات تحت القبة.

 وعاد «سيف اليزل» مجددًا ليحتوي الائتلاف رغم استقالة مصطفى بكري وغيره من أتباعه من «دعم مصر»، واستطاع وضع بند باللائحة الداخلية لمجلس النواب لتكوين الائتلاف بنسبة 25%، ليخدم اتجاهات دعم مصر، ساعيًا ليكون زعيم أغلبية عقب إقرار اللائحة واعتزام نشر وإعلان الائتلاف بصورة رسمية .. إلا أن القدر كان أسرع من مجريات الأمور.
الجريدة الرسمية