رئيس التحرير
عصام كامل

مصر تسترد أفريقيا وتتزعم القارة السمراء!


انعقاد قمة "الكوميسا" في مصر حدث مهم.. وانعقاده في شرم الشيخ مهم للغاية..الأولى تعني أن مصر تسترد أفريقيا التي وقعت مع إحدي بلدانها المهمة قبل يومين اتفاقيات تقتضي عودة مصر للمساهمة في تنمية الدول الأفريقية، وقبلها بأسبوع تفاهمات شبيهة مع دولة جنوب السودان، فضلا عن غيرها من العلاقات المتنامية التي بلغت ذروتها انتخاب مصر ممثلا لأفريقيا في مجلس الأمن بالمقعد غير الدائم ثم انتخابها في التنسيقية الدولية لحقوق الإنسان في أكتوبر 2015، وقبلها انتخاب مصر في محكمة العدل الخاصة بدول الكوميسا وكلها دلائل وإشارات على نجاح التحرك المصري في العامين الأخيرين، والذي يستهدف ليس فقط إزالة آثار الإخوان والمعركة على الإرهاب، وما أثير بعد 30 يونيو، وأدي إلى تجميد عضوية مصر في المنظمة الأفريقية، إنما يستهدف أيضا عودة مصر لدورها القديم كزعيمة للقارة تقودها نحو التقدم والتنمية.


أما انعقاد المؤتمر في شرم الشيخ فإقرار جديد بالاستقرار الأمني في مدينة السلام، التي هي أيضا إحدي مدن سيناء المهمة بما يؤكد ما قيل سابقا من أن الإرهاب منحصر في مدن وقري الشمال الشرقي من سيناء.. كما يمنح المؤتمر شهادة صلاحية لمطار شرم الشيخ الدولي وقدراته على استقبال وتأمين مؤتمر كبير ومهم !

مؤتمر الكوميسا في مصر يستهدف نقلة نوعية كبيرة لمستوي التجارة والاستثمار في الدول أعضاء المنظمة، والتي هي النواة الأساسية للسوق الأفريقية المشتركة والتي تستهدف ـ طبعا ـ زيارة صادرات مصر للدول الأعضاء، والتي تتوقف عند أقل من 3 مليارات دولار، وهو رقم لا يتناسب لا مع طموحات أفريقيا ولا المنظمة ولا مصر ولا مع تسع عشرة دولة أعضاء في المنظمة الكبيرة!

مصر تدرك أيضا انتباه دول عظمي لأفريقيا وتستعد لتكون بوابة أفريقيا وللاستثمار فيها كما تدرك مصر أن جزء من مكاسبها مرتبط بعوائد غير اقتصادية وغير منظورة مثل اعتبارات الأمن القومي، والتي لها بالضرورة نتائج جيدة ومباشرة على السياسة وعلي الاقتصاد معا !

كثيرون من أنصار التشويش على كل شيء سيتركون المؤتمر وما فيه وما به والمنتظر منه وسيحاولون إفساده بالحديث عن تعثر مصر في التعامل مع ملف سد النهض’ وهو ليس إلا ظنا سيئا في أذهان مروجيه، ليس فقط لعدم قدرة أي طرف على تهديد الأمن القومي المصري في أفريقيا، لأنها تمتلك حلولا لكل الاحتمالات، وإنما أيضا لأن تعثر المفاوضات انتهى الأسبوع الماضي بموافقة الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا على تقرير المكتب الفني الاستشاري الذي اتفقوا قبلها على الانصياع لتقريره، ويتبق احتفال التوقيع على نتائجه ليرجع من كان يحلم بدخول مصر إلى صراع مسلح أو أن تبقي في متاهة البحث عن حل لأزمتها مع إثيوبيا..إذن لنا أن نقول الآن ولاحقا إن شاء الله "وليخسأ الخاسئون" !
الجريدة الرسمية