دراسة: فيروس زيكا يمكنه عبور المشيمة وإصابة الجنين
ذكرت دراسة برازيلية أن فيروس زيكا يمكنه عبور حاجز المشيمة وإصابة الجنين عند المرأة الحامل، لكن لم يثبت بعد ما إذا كان يسبب حالة صغر حجم الرأس لدى المواليد، فيما قالت روسيا إنها نجحت في إنتاج عقاقير تجريبية ضد المرض.
فيما وصفه خبراء بأنه دليل جديد يربط بين الإصابة بفيروس زيكا وخطر حدوث تشوه في الأجنة والمواليد أعلن الباحثون أمس الأربعاء (18 فبراير 2016) عن رصد الفيروس في السائل الأمنيوسي لامرأتين من الحوامل تم تشخيص حمل كل منهما بحالة صغر حجم الرأس. وقال العلماء في البحث الذي أوردته دورية (لانسيت) للأمراض المعدية إن نتائج دراستهم تشير إلى أن فيروس زيكا يمكنه عبور حاجز المشيمة لكن لم يثبت أنه يسبب حالة صغر حجم الرأس لدى المواليد وقالوا إن الأمر يتطلب إجراء مزيد من البحوث لفهم هذه العلاقة.
وقالت أنا دي فيليبس المشرفة على هذه الدراسة التي جرت في معهد ازوالدو كروز في ريو دي جانيرو بالبرازيل "لم تبرهن الدراسة على ما إذا كان فيروس زيكا الذي رصد في الحالتين هو سبب صغر حجم الرأس لدى الأطفال". وأضافت "حتى نفهم الآلية البيولوجية التي تربط فيروس زيكا بصغر حجم الرأس لن نتيقن من أن الأولى تسبب الأخرى". ويرى كثير من العلماء أن فيروس زيكا الذي ينقله البعوض ويجتاح الأمريكتين حاليا ربما يمثل عامل الخطر لصغر حجم الرأس لدى المواليد علاوة على اضطرابات عصبية خطيرة أخرى لدى البالغين تسمى متلازمة "جيلان-باري".
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن زيكا وباء يستفحل انطلاقا من البرازيل وأنه يشكل طارئا عالميا يتعلق بالصحة العامة وطالبت بإجراء أبحاث عاجلة للوقوف على علاقته بارتفاع أعداد حالات الاشتباه في تشوه الأجنة والمواليد.
وأشارت دراسة دي فيلبس إلى أن عدد حالات الاشتباه في إنجاب مواليد يعانون من صغر حجم الرأس بالبرازيل عام 2015 تضاعف بواقع عشرين مرة بالمقارنة بالأعوام السابقة في الوقت نفسه أعلنت البرازيل عن زيادة أعداد حالات الإصابة بزيكا. وهؤلاء المواليد عرضة لخطر عدم اكتمال نمو المخ.
وسبق أن تم ربط هذه الحالة بعدة عوامل منها الاضطرابات الوراثية والتسمم بالعقاقير أو المواد الكيميائية وسوء تغذية الأم والعدوى البكتيرية أو الفيروسية التي يمكنها اجتياز حاجز المشيمة مثل الهربس (القوباء) والايدز أو أمراض أخرى ينقلها البعوض ومنها التشيكونجونيا.
وفحص الباحثون ضمن هذه الدراسة حالتي المرأتين وعمر الأولى 27 عاما والثانية 35 عاما وهما من ولاية باريبا في شمال شرق البرازيل. وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل عانت المريضتان من أعراض زيكا ومنها ارتفاع درجة حرارة الجسم وآلام العضلات والطفح الجلدي وأكدت فحوص بالأشعة بالموجات فوق الصوتية بعد نحو 22 أسبوعا من الحمل إصابة الأجنة بصغر حجم الرأس.
وأخذ الباحثون عينات من السائل الأمنيوسي وحللوها بعد 28 أسبوعا من الحمل لكن الفيروس لم يظهر في عينات من الدم والبول للمريضتين لكن تم رصد جينوم الفيروس في السائل الأمنيوسي علاوة على الأجسام المضادة لزيكا. وقال دي فيليبس "التفاصيل الخاصة برصد فيروس زيكا بصورة مباشرة في السائل الأمنيوسي لامرأة خلال حملةا يعني... قدرة الفيروس على عبور حاجز المشيمة واحتمال إصابة الجنين". وقال الباحثون إن هذا الاكتشاف يعضد الأدلة التي تربط بين الفيروس والإصابة بصغر حجم الرأس بالبرازيل.
وفي تطور آخر أوردت وكالة أنباء روسيا أن روسيا نجحت في تطور عقاقير تجريبية ربما تثبت فعاليتها ضد فيروس زيكا. ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن وزيرة الصحة الروسية فيرونيكا سكفورتسوفا قولها لقناة روسيا اليوم "طورنا عقاقير تجريبية لها الإمكانية لأن تكون فعالة للغاية في علاج زيكا، يمكن أن نفكر الآن بشأن تطوير اللقاحات".
وسينضم أخصائيون روس إلى مجموعات دولية ستجري دراسة حول الفيروس. وأضافت الوزيرة "ناقشنا مع مارجريت تشان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية مشاركة علماء روس كبار في المجموعات الدولية لدراسة تأثير آليات فيروس زيكا على شرائح معينة من النسيج العصبي البشري. سنشارك قريبا في تلك المجموعات الدولية".
وفي حديثها بشأن سعر اللقاح الروسي ضد فيروس زيكا، قالت وزيرة الصحة إنه سيكون في حدود التكلفة الأساسية للعقار. وذكرت الوزيرة "لابد أن أقول أن التكلفة الأساسية للقاحنا ليست باهظة للغاية. لكن يتعين أن نتفهم أن هذا اللقاح ضروري للوقاية من وباء خطير وفتاك". وأضافت الوزيرة أن روسيا سبق أن قدمت لقاحات مجانية ضد الايبولا.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل