رئيس التحرير
عصام كامل

«عراف أمريكا» يحذر من «تعطيش مصر».. دانييل بايبس: سد النهضة يجبر المصريين على الهجرة.. نقص الغذاء يورط الحكومة.. «أديس أبابا» تواصل سياسة «الخداع» تجاه القاهرة.

سد النهضة
سد النهضة

حذر المؤلف والمؤرخ الأمريكي دانييل بايبس من نقص حاد في المياه، ستواجهه دول المصب لنهر النيل، خاصة «مصر»، عقب إتمام بناء سد النهضة الإثيوبي الذي من شأنه أن يهدد الشعوب المتضررة بخطري الهجرة أو الهلاك داخل موطنهم.


تهديد حقيقي
أكد "بايبس"، في تقريره المنشور بصحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية، أن مصر تواجه تهديدا حقيقيا، موضحا أنها تملك أكبر عدد من السكان المهددين بخطر المشكلة المائية التي تعد الأخطر وجوديا.

وأوضح أن مصر اعتادت الحصول على كميات لا تحصى من مياه النيل طوال دهور سابقة، حتى وقع الاحتلال البريطاني عام 1929، ووقعت اتفاقية مع إثيوبيا تنص على إمداد مصر بـ55.5 مليار متر مكعب من المياه سنويا، بما يكفي استهلاك 15 مليون مواطن يوميا على الأقل.

تزايد سكاني
وذكر أنه خلال 87 عاما، ازداد عدد سكان مصر ستة مرات عما كان عليه وقت توقيع الاتفاقية، وأصبحت مجمل حصتها من المياه، سواء من نهر النيل أو من مصادر أخرى، يقل عن ثلث حاجتها الحقيقية لتكفي استهلاك السكان.

نقص الغذاء
وأوضح أن ارتفاع درجات الحرارة في مصر يزيد من ارتفاع معدلات التبخر، وهو ما يسهم بدوره في خفض نسب المياه التي تحصل عليها، وهو ما يترجم إلى نقص في المواد الغذائية، يجبر الحكومة على الاستيراد بكميات كبيرة لسد حاجة المواطنين.

استيراد الغذاء
قال «بايبس» إن مصر تحتاج لاستيراد 32% من احتياجاتها من السكر، و60% من الأعلاف والذرة، و70% من القمح والفاصوليا، و97% من زيت الطعام، و100% من العدس، موضحا أن تلك الحاجات من الاستيراد ستزداد مع الوقت كلما قلت نسب المياه.

ونقل عن خبراء تأكيداتهم أن إتمام بناء سد النهضة وغيره من السدود التي تنوي إثيوبيا بناءها على نهر النيل يهدد حياة 90 مليون مصري ويضعها في خطر، في الوقت الذي تتظاهر فيه إثيوبيا بإجراء الدراسات التي تضمن حق مصر وهي في الوقت ذاته تستكمل بناء السد بسرعة كبيرة جدا.

حل وسطي
واختتم «بايبس» حديثه بالتأكيد على ضرورة الوصول لحل مبدع وسطي لتلك الأزمة المتصاعدة بين البلدين، تضمن لمصر حقها في الحصل على المياه وتتيح للإثيوبيين الاستفادة من تلك الثروة التي يمتلكونها.

وشدد على أن الجميع في حاجة لوقف تلك الكارثة قبل الحدوث، وفي الوقت ذاته فإن الدولة المصرية في حاجة لاتباع سياسية أكثر ذكاء في إدارة ملف المياه.

الجريدة الرسمية