رئيس التحرير
عصام كامل

ورحل الجورنالجى الأبرز


لليوم التالى على التوالى تودع مصر واحدا من أبنائها البارزين.. وبعد أن فقدنا بطرس غالى لم تمر سوى ساعات قليلة لنفقد محمد حسنين هيكل الصحفى المصرى الأبرز خلال عدة عقود من الزمان، والأكثر شهرة خارج مصر ليس في محيطها الإقليمى فقط وإنما في العالم كله، والذي ظل حتى الأيام الأخيرة في حياته ينقب عن المعلومات ويبحث عن الأخبار ويتابع تطورات مصر والعالم من حولها، وأيضا يثير الجدل والنقاش، تأييدا واعتراضا وربما رفضا أيضا لما يقال، ومع ذلك لم يهتم بالرد على ما يقال ويكتب عنه وعما يكتبه أو يقوله، رغم أنه كان يقرأ ويسمع ويتابعه أي شيء يقال ويكتب عنه.. بل لعله كان يتابع الكثير مما يكتب ويقال في إطار سعيه للتفتيش عن المعلومات، فهو اعتبر ذلك دوما ضرورة مهنة الصحافة أو الجورنالجى كما كان يحب أن يصنف نفسه.


ولعل هذه هي واحدة من أهم سمات سلوك هيكل.. لقد كان حريصا على أن يخط لنفسه مسار سيره ولا يترك لأحد أيا كان أن يجذبه إلى حلبة ليست حلبته، أو إلى موقعة نقاش لا يبغيها، وإنما كان يكفيه فقط أن يلقى بكلمته ثم ينصرف ليتابع ما يثار من جدل حولها وبسببها.. لذلك رغم الخبرة الهائلة والدور الكبير الضخم له في بلاط صاحبة الجلالة لم يخض هيكل معركة صحفية يتبادل فيها الهجوم والدفاع مع آخرين سواء كانوا صحفيين أو سياسيين أو حتى متطاولين.

لقد اعتبر ذلك البعض ترفعا واعتبره الآخرون ذكاء، إنما رأه هيكل ضرورة حتى لا يعطله أحد عما يريد قوله أو كتابته، ولذلك صار هيكل هو الأشهر والأبرز صحفيا وسياسيا من بين صحفى مصر وصارت شهرته عالمية.
الجريدة الرسمية