رئيس التحرير
عصام كامل

الكويت تحتوي أزمة تورط سفير لها بدولة عربية كبيرة في قضية تخابر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

نشبت أزمة دبلوماسية كبرى، هددت بنسف العلاقات بين الكويت ودولة عربية كبيرة في المنطقة، بعد رصد أجهزة سيادية في هذه الدولة، قيام سفير الكويت لديها بتجنيد أحد الموظفين في منصب مهم للحصول على معلومات غاية في الخطورة تتعلق بنشاط النظام السياسي داخليا وخارجيا.


رصد أمني

وبحسب صحيفة "الرأي" الكويتية، إن «أجهزة الأمن فيها رصدت قبل فترة ما يمكن اعتباره أكثر من علاقة رسمية، بين سفير الكويت وبين موظف مهم يعمل في جهة سيادية حساسة جدًا، وتم وضع الموظف المذكور تحت الرقابة فتبين أنه يقدم معلومات خاصة عن القرارات التي تتخذها هذه الجهة السيادية أو عن النقاشات الدائرة حولها أو عن وجهة نظرها في ما يتعلق بهذه الأزمة العربية أو تلك أو بما يتعلق بعلاقات الدولة بدول عربية أخرى وخصوصًا الخليجية منها».

وأضافت مصادر الصحيفة أن «تحقيقًا سريعًا أجراه مسئول كبير في المخابرات مع الموظف، فأنكر أولا أن يكون التعاون مع السفير الكويتي قد تجاوز الصفة الرسمية»، مشيرًا إلى أن «ما قدمه له عبارة عن مواقف عامة وتحليلات، وعندما وُوجه بتسجيلات ووثائق إلكترونية اعترف بأنه كان يزوّد السفير هذه المعلومات مقابل مبالغ مالية».

سفارة الكويت

ورفضت المصادر تأكيد أو نفي حصول مخابرات تلك الدولة على كمبيوتر من داخل سفارة الكويت وتفريغ المعلومات المخزنة به، مكتفية بالقول: «إن كل ما من شأنه حفظ أمن الجهة السيادية التي يعمل بها الموظف المرتشي اتخذ وسيتخذ حتى لو تم تجاوز كل الأعراف الدبلوماسية لأن ما حصل لا يمكن السكوت عنه ويشكل سابقة لم تكن متوقعة تحديدًا من سفارة الكويت التي نتمتع معها ومع الكويت تاريخيًا بأفضل العلاقات».

وكشفت المصادر أن «القضية برمتها كانت محل تنسيق دائم بين مخابرات الدولة مع نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الكويتي الشيخ محمد الخالد الذي أمر بسرعة تطويق الموضوع والتعاون الكامل مع أجهزة الدولة العربية الكبرى بغية حصر ذيوله في إطار (خطأ أو اجتهاد شخصي من السفير)، مع التعهد بتزويد سلطات تلك الدولة بملابسات القصة بعد انتهاء التحقيقات».

استدعاء ووثائق

وتابعت أن «السفير الكويتي في تلك الدولة استدعي إلى الكويت وتمت مواجهته بوثائق القضية واعترافات الموظف المرتشي، فأفاد أنه مارس مسئولياته في تسليط الضوء على مواقف الدولة التي يعمل فيها بغية تكوين صورة واضحة من خلال التقارير التي يرسلها ويمكن أن تفيد وزارة الخارجية الكويتية وبالتالي الحكومة في اتخاذ القرارات المناسبة (وهو الأمر الذي يفعله السفراء في كل العالم)». وعندما قيل للسفير إن ثمة مبادئ ومواثيق تحكم عمل السفير بينما أنه يمكن أن يحصل على حقائق الموقف من خلال لقاءات مع وزراء ومسئولين وشخصيات عامة ومفكرين وأدباء وإعلاميين ومحللين.

وأوضحت المصادر أن «مسئولًا كبيرًا في مخابرات تلك الدولة زار الكويت لساعات والتقى الخالد، وأعرب عن ارتياحه لما سمعه منه خصوصًا بعدما تبين أن القضية فردية ولا تعكس على الإطلاق موقف الكويت لا من قريب ولا من بعيد، إضافة إلى تأكيد الخالد له الحرص على أفضل العلاقات وما يستتبع ذلك من إجراءات، وتأكيده أن التحقيق سيستمر ولن يتوقف حتى تتضح كل ملابسات القضية».

إنهاء عمل

وأكدت الرأي، أن السفير الكويتي «طلب أن يكمل عمله لأشهر ثلاثة حتى انتهاء مهلة انتدابه رئيسًا للبعثة ثم يتقاعد بعدها، مع إبداء استعداده الدائم للتعاون والرد على أي سؤال».

بيان الخارجية

وأصدرت وزارة الخارجية الكويتية أمس الثلاثاء، بيانا لتوضيح ملابسات الواقعة حملت فقراته تأكيدا للواقعة رغم نفيه بطريقة دبلوماسية، ودحضت ما تداولته بعض وسائل التواصل الاجتماعي وما تطرقت إليه إحدى الصحف المحلية من قيام أحد رؤساء البعثات الدبلوماسية الكويتية في الخارج بأنشطة واتصالات غير مشروعة ولا تتوافق مع طبيعة المهام الدبلوماسية المتعارف عليها.
وأكد مصدر مسئول بالوزارة في بيان أن جميع سفراء وممثلي البلاد بالخارج يمارسون مهامهم وأدوارهم بمسئولية وطنية عالية وضمن القواعد والأعراف والاعتبارات الدبلوماسية وبوحي من إدراكهم لما تفرضه عليهم اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية الدولية من استحقاقات.

وأوضح أن سفراء وممثلي دولة الكويت بالخارج يسعون دائما في أداء مسئولياتهم إلى تحقيق المصالح العليا لبلادهم من خلال السعي الدءوب لترسيخ العلاقات الثنائية التي تربط دولة الكويت بالدول الشقيقة والصديقة.

وشدد المصدر على أن الجميع يعي تماما السجل الحافل والمرموق لتاريخ الدبلوماسية الكويتية مؤكدا أن ما تم نشره بشأن ما حدث من سوء فهم لعلاقة إحدى السفارات الكويتية بأحد المسئولين الأمنيين في البلد المعتمدة لديها ليس دقيقا على الإطلاق وعرض بشكل لا يخدم المصلحة العليا للدولة ويعد إساءة بالغة للعلاقات الأخوية المتميزة التي تربط دولة الكويت بأشقائها.

وأشار إلى أن سوء الفهم هذا قد تم احتواؤه في إطار العلاقات الأخوية الراسخة مع الدولة الشقيقة.

ودعا المصدر الجميع إلى وضع مصلحة الكويت العليا نصب أعينهم في أي تناول إعلامي للقضايا والمسائل التي تتصل بعلاقات دولة الكويت الخارجية وبروابطها الوطيدة مع الأشقاء والأصدقاء.
الجريدة الرسمية