رئيس التحرير
عصام كامل

«عصام كامل» يكتب: «وثائق ما بعد الرحيل».. «ثروة هيكل» المعلوماتية حائرة بين «أدراج مصر» ودول أجنبية..وصية «الأستاذ» بتسليم «أرشيفه» للقاهرة

عصام كامل رئيس تحرير
عصام كامل رئيس تحرير «فيتو»

نشرت جريدة "فيتو" في عددها الصادر أمس الثلاثاء، مقالا لرئيس التحرير عصام كامل، قبل ساعات من الإعلان الرسمي لوفاة عملاق الصحافة المصرية، محمد حسنين هيكل، أشار فيه إلى الكنز المعرفي الذي يملكه هيكل وحق الأجيال في الإطلاع عليه.

نبوءة فجر السعيد
وكانت الكاتبة الكويتية فجر السعيد، أطلقت صاروخها بإعلان وفاة محمد حسنين هيكل، وعلى غير فجأة ردت أصوات مصرية على الصوت الكويتي بالتكذيب.

المفاجأة
المفاجأة لم تكن في إعلان فجر الخبر ولا في تكذيبه، والمفاجأة أيضًا لم تكن في حجم التشفى المذهل لعناصر الإخوان وشماتتهم في الموت، المفاجأة أن الحديث كله دار حول حقيقة مرض هيكل، واللحظات الحرجة التي عاشها دون التطرق إلى الملف الأصعب بعد رحيل هيكل.

أوراق هيكل
يمتلك هيكل بحكم صلاته القوية بأطراف الحكم في مصر وروسيا في فترة من أهم فترات التاريخ المصرى وثائق -لن أكون مجافيًا للحقيقة إذا قلت- إنها ليست في حوزة الدولة، أضف إلى ذلك أن أرشيف الوثائق في بلادنا تائه وضائع ومفقود ومجهل، ويبدو أن إخفاءه متعمدٌ حتى أمام الباحثين.

مصير الوثائق
ما هو مصير أوراق هيكل ووثائقه، أقصد أوراق مصر ووثائقها؟ هل ستظل في خزائن حديدية في بلاد أجنبية؟ هل تعود إلى مصر وباحثيها؟ هل يترك الرجل وصية وكلنا زائلون بوضعها في حوزة الدولة لتنضم إلى الأرشيف "المخزن"؟ الأسئلة أكثر مشروعية من الحديث عن الرحيل أو الشماتة فيه والعياذ بالله.
لا يزال الباحث في تاريخ مصر يستمد مواده الأولية من مراكز بريطانية، وأمريكية، وأخرى في عدة دول أوروبية.. لم نقرأ وثيقة مصرية من أرشيف مصرى؛ لذلك يظل أمر التاريخ ودقته رهنًا بجنسية تلك الوثائق، وكيفية قراءتها، أو حجب بعضها وإطلاق البعض الآخر.

تاريخ مصر
وثائق وأوراق هيكل هي الأكثر إلحاحًا الآن، وهى الملف الذي يجب أن يناقش من المقربين إليه معه،.. يترك هيكل كتبًا نختلف عليها أكثر مما نتفق، وقد يترك الرجل ثروة يختلف عليها الأبناء أو يتفقون، ليس مهمًا.. أما ما يتركه من وثائق كانت جزءًا من تاريخنا؛ فهي حق للأجيال القادمة التي لا تزال تقرأ التاريخ المصرى من وثائق غربية -للأسف الشديد !!

بحر معلومات
الفترة التاريخية التي حكم فيها هيكل دولة المعلومات في مصر والعالم العربى واحدة من أكثر فترات التاريخ المصري ثراءً وجدالا، أضف إلى ذلك أن قربه من دوائر الحكم في مصر أتاح له ما لم يتح لغيره في الانفراد ببحر من معلومات الأجهزة العالمية، حيث كان الرجل هو الأقوى والأقرب والأكثر اطلاعًا على ما هو أبعد من الأوراق.

تركة هيكل
في النهاية تبقى الأوراق، تبقى الوثائق، تعيش القرارات والمخاطبات والرسائل، يموت هيكل، لتعيش بعده الوثائق وهى حق للناس، للشعب، للمصريين، للباحثين وليست تركة يتركها لمن يشاء.
اللهم اشف مرضانا ومرضى العالم أجمعين بمن فيهم "الإخوان المسلمون"!!!
الجريدة الرسمية