رئيس التحرير
عصام كامل

معرض القاهرة للكتاب.. إلى أين ؟!


لفت نظرى وأكيد غيرى الاهتمام الشديد بأعداد الجمهور الذين زاروا معرض القاهرة للكتاب، ولفت نظرى ذكر أعداد المشاركين من المثقفين في الفعاليات المقامة من خلال مواقع وزارة القافة المختلفة، على رأسهم الهيئة العامة للكتاب وهو الجهة المنظمة للمعرض، ويلى ذلك هيئة قصور الثقافة والمجلس الأعلى...إلخ، في نفس الوقت فوجئت بتصريحات للصديق عادل المصرى الناشر المعروف أن معرض الكتاب يحاربه أعداء النجاح ويهاجمونه بلا مبرر، ويعد نجاح معرض الكتاب في دورته الحالية 47 غير مسبوق!


والحقيقة قبل قراءة هذا التصريح كنت أفكر في معرض الكتاب الذي بدأ على يد الرائع الضابط المثقف د.ثروت عكاشة، وزير الثقافة في الستينيات، وتم اختيار د.سهير القلماوى، تلميذة عميد الأدب العربى د.طه حسين، لتكون المسئولة عن أول معرض للكتاب في مصر، ومنذ هذا التاريخ لم يتوقف هذا العيد الثقافى أو المهرجان أو سوق عكاظ الثقافى، وهذا جعلنى أطرح سؤالا على عدد من المهتمين بالثقافة عامة والكتاب بشكل خاص السؤال: ما هى معايير نجاح معرض الكتاب؟ هل عدد الزائرين أم عدد دور النشر المشاركة محليا ودوليا؟ هل عدد من العناوين الجديدة أم عدد العناوين المبيعة؟ هل إيراد البيع أم بالرسالة والأهداف من إقامة المعرض أساسًا ؟؟ وهل الأنشطة التي تقام مثل حفلات الغناء أو ورش الأطفال في الرسم والألعاب و...و...إلخ.

الإجابات جاءت خليطًا من كل ما طرح في الأسئلة، هناك من رأى عدد الزائرين، ومنهم من رأى المبيعات لأن عددًا ليس دليلا على كثرة المبيعات والعكس أيضًا صحيح، والحقيقة أن هناك بعض الحقائق نتجاهلها، بالإضافة إلى كل الأسباب والمعايير التي طرحت في الأسئلة إلا أن هناك أهدافًا أخرى لا يشعر بها المواطن، الهدف تعميق العلاقات مع الدول الأخرى، حتى اسم المعرض، معرض القاهرة الدولى للكتاب، سُئل المسئولون عن أفريقيا في الكتاب، فأجابوا أن عشر دول مشاركة..!

طبعًا إجابة الأفضل منها الصمت؛ لأنه يتحدث وكأن الأمر إنجازٌ ونسى أن الدول العشر أغلبها عربية، ونسى أو تناسى أن أفريقيا خمسين دولة وهذا يعنى أن الاشتراك لا يتعدى الخمس، تناسى أو لا يعرف أن إثيوبيا لم تفعل جناحها وتركته بلا حياة، ونسى أو تانسى عشر دول عربية كان اشتراكها رسميًا فقط وبلا فاعلية.

هناك ملاحظة لا أعرف هل القائمون يعرفونها أم لا ؟ إقبال الأطفال على ورش الرسم وشراء كتب الأطفال ألم يذكرهم أن هناك معرض أطفال دولى كان يقام كل عام وحان الوقت لإعادته مرة أخرى ؟ للأسف البعض يخشى إعادته لسبب وحيد أن السيدة سوزان مبارك هي التي كانت وراء إقامته ودعمه..! وهذا دليل على ضعف من في يده القرار!

وأمر آخر لفت نظر الكثيرين، تضارب وارتباك التصريحات من بعض المسئولين، ففى الوقت الذي يعلن فيه نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب رقمًا للزائرين يصرح بغيره رئيس الهيئة والفارق مائة ألف!! تصريح على لسان الهيئة في التليفزيون بأنه لا يمنع كتب الإخوان عملا بحرية الفكر والإبداع... ثم يتراجع بعد عدة أيام ويقول إنه سيمنع أي كتب تدعو للتطرف حتى لو توجد آلية لذلك... ثم يتراجع بعدها بيومين ليعلن أنه لا يملك آلية للمنع!! ولا تعليق..!

ملاحظة مهمة هي لابد أن أشير إلى أن معرض الكتاب ليس من الأنشطة التي يذهب إليها الجمهور بالدعاية، ولكن أصبح الذهاب أقرب إلى العادة الجميلة، ويذهب الناس عندما يشعرون بالأمان في المقام الأول، سواء للتسوق من أحدث الإصدارات أو كفسحة للأولاد!

وبعد.. هل نطمع في دراسة نقدية للمعرض ومقارنته بالأعوام السابقة وبالمعارض العالمية حتى نعرف مدى جدية وفائدة ما نقدمه، الإيجابيات نؤكدها والسلبيات نحاول التخلص منها، ونختم بمقولة عميد الأدب العربى د.طه حسين: لا يُعرف الشىءُ إلا مُقَارَنًا!
الجريدة الرسمية