بالفيديو.. تفاصيل دهس أمريكا لـ«بطرس غالي» بقطار الشرق السريع
قبيل انتهاء الفترة الأولى للأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس غالي سنة 1996 تقدمت عشر دول في مجلس الأمن بقرار يدعم ترشيح بطرس غالي لدورة ثانية.
إلا أن إرادة هذه الدول قد اصطدمت بإرادة الولايات المتحدة التي أعلنت بأنها ستستخدم حق الفيتو إن لم تنجح في إقناع الدول الأخرى العدول عن هذا القرار.
خطة سرية
وقامت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة حينها مادلين أولبرايت مع المستشار الأمني للرئيس بيل كلينتون "ريتشارد كلارك" بوضع خطة سرية لإبعاد بطرس غالي عن منصبه دون اللجوء إلى الفيتو.
وقد اعترف كلارك بذلك في كتابه "ضد كل الأعداء" حيث يقول: لقد قمت مع أولبرايت وآخرين أمثال مايكل شيهان وجيمي روبين بوضع خطة أسميناها "عملية قطار الشرق السريع" للإطاحة ببطرس غالي من منصب الأمين العام وكان علينا اجتذاب دول أخرى لتشاركنا في تحقيق هذا الغرض.
الوسائل المتاحة
وكان مقررا من خلال هذه الخطة أن نحول دون استسلام الرئيس الأمريكي لضغوطات زعماء الدول الأخرى في مجلس الأمن الراغبين في إبقاء بطرس غالي في منصبه لفترة ثانية، وقد استنفذت الولايات المتحدة كل الوسائل المتاحة من تأخير في تسديد النفقات المترتبة عليها في المنظمة وابتزاز مادي للدول الأفريقية المؤيدة لغالي وغيرها إلا أنها لم تنجح واضطرت في نهاية المطاف إلى استخدام الفيتو.
ويرى مساعد وزيرة الخارجية الأمريكي لشئون أوروبا وكندا "ريتشارد هولبروك" بأن هذه الإجراءات الطارئة كانت مبررة فإبعاد بطرس غالي بالنسبة للولايات المتحدة كان بمثابة إظهار عن من هو سيد الموقف في الأمم المتحدة.
قضية البوسنة
وقال هولبروك في كتابه "أن تنهي حربا": "إن موقف بطرس غالي من قضية البوسنة قد جعلنا مقتنعين بأنه لا يستحق فترة ثانية، ورغم صعوبة الحملة التي خضناها لإبعاده والتي واجهنا فيها أهم حلفائنا الذين وقفوا يومها ضدنا إلا أن قرارنا كان سليما، فلم يبق أمامنا إلى هذا الطريق للحفاظ على دور الولايات المتحدة في المنظمة".
هكذا سقط الأمين العام بطرس غالي ضحية إيمانه المخلص في استقلالية الأمين العام للأمم المتحدة وبأنه يستطيع إيجاد جيل ثالث من المنظمات الدولية يلائم العهد الجديد ما بعد الحرب الباردة.
مذكرات غالى
وقال غالى في مذكراته عام 1999: "كان هناك سجال دائمًا بين الأمم المتحدة وأمريكا، فلقد قال لى الأمريكان صراحة لا تسافر، ولا تتحدث، ولا تذكر أي شيء في خطاباتك، أو تقابل أشخاص إلا بموافقتنا، كما تحاشى "كلينتون" مقابلتى كلما كنت أطلب ذلك، وكنت أرى كلينتون حينها رقيق البشرة وغير حاسم، ولكنه كان دائمًا ما يلوح بمطالبة الولايات المتحدة للدين الذي اقترضته منها الأمم المتحدة، والذي يبلغ 1.3 مليار دولار".
والأكثر من ذلك، حينما طلبت الأمم المتحدة من أمريكا، دعمها بقوات حفظ السلام، كان المسئولون الأمريكيون يتحاشون لقاءه، ويتحججون بأى عذر، خاصة في البوسنة، حينما حدثت مجازر ضد المسلمين، وطلب غالى وقتها، 35 ألف جندى كقوات حفظ سلام لإرسالها وتهدئة البلاد، فلم يحصل إلا على 8000 فقط.