في الفساد خيار وفاقوس ؟!
نشرت الصحف تصالح الوزير السابق كمال أبو عيطة مع الكسب غير المشروع، ولم يتكلم أحد، لم تنُصب المشانق، ولم تعلق الفلكة لضرب السمعة والحديث عن الفساد الذي وصل للركب.
لم يذكر أحد أبو عيطة، وزير الثورة والمناضل القديم بالحفلات والمؤتمرات التي قطع فيها نفسه وهدومه، مستنكرا جهود تشويهه مع رموز النضال، ونافيا محاولات النيل من سمعته التي مثل البفتة البيضاء.
طلعت بفتة بيضاء بدكة، ومر تصالح أبو عيطة في السُكتم بكتُم، في الوقت الذي بينما فضحت فيه الصحافة ومواقع التواصل وبرامج التوك شو كثيرًا من قيادات الداخيلة في عهد حبيب العادلى، لوثتهم ومسحت بتاريخهم الأرض، وظلمتهم، لمجرد أنهم قيادات في عهد العادلى.
قالت الصحافة، إن قيادات في عهد العادلى ردوا ملايين استولوا عليها بغير وجه حق فيما سمى قضية فساد الداخلية، قامت الدنيا على العادلى وقيادات العادلى، انتشرت القصص، وكثرت الحكايات، على مواقع التواصل قالك: شوفتوا الداخلية؟ شوفتوا تجذر الفساد؟
بعد ساعات تبين أن الأخبار فشنك، وأن المولد أغلبه على فاشوش، قاضى التحقيق قال إنه لم يتكلم للصحافة، وتبين أن معظم ما نشر ليس صحيحًا، ولا حقيقيًا.
العميد علاء محمود، نفى ما نشر عن رده ملايين للتصالح، ابنة اللواء حمدى عبد الكريم قالت إن والدها مات، فلا رد شيئًا قبل وفاته، ولا طلبه قاضى التحقيق من الأساس، لو كان لدى الراحل اللواء عبد الكريم شىء كان رده الورثة، ولو كان في رقبته رحمه الله دين، كان التحفظ على تركته، وما آل لأولاده وارد، لكن لا هذا حدث، ولا مات الرجل المحترم، طيب السمعة والخلق، مديونًا ولا «حرامي».
رحم الله اللواء عبد الكريم، الجميع يذكره بكل الخير، العميد علاء محمود مدير الإعلام في الداخلية أيضًا، أمضى تاريخه بسمعة طيبة في الوزارة، خدم اللواء عبد الكريم عشرات السنوات، وتلميذه العميد علاء محمود أيضًا، لكن في الهيصة أشاعوا عنهما ما لم يحدث.. بعضهم حاول تجريسهم، ومرمطة سمعتهم في التراب، بينما تصالح كمال أبو عيطة، الوزير الثورى المدان، درءا للمحاكمة.. مر مرور الكرام !
المعنى أن عندنا خيار وفاقوس حتى في الفساد، المحسوبية تلاحقنا حتى في العمل الرضى، للآن مازالت عيون البعض لا ترى من ضباب رغباتهم الانتقامية، بينما عيون كثيرين منا أعمتهم انتقايتهم الثورية، والنتيجة يستمر أبو عيطة بصفحة أنظف من قطنة أبلة نظيفة، مع أنه مدان، بينما يدق ألف مسمار في نعوش مسبقة التجهيز لأبرياء، حسب الهوى باسم الثورة تارة، ونحرره من سطوة الفساد تارة أخرى.
الانتقائية فساد، استمرار التكسب بالسمعة الثورية حتى الآن مصيبة، الخيار والفاقوس والمحسوبية في التعاطى ناقوس خطر وأجراس إنذار.
التعامل مع الفساد بالأهواء، وتصنيفه بالحقبة، وإثباته بالنية والشبهة كارثة اجتماعية لو تعلمون، مشاكلنا حتى الآن اجتماعية، لا هي سياسية، ولا هي اقتصاد، أزمتنا في تغليفنا بعض الشخصيات بسلوفان براق كأغلفة البطاطس المقلية، وشيكولاتة الأطفال.
متى نقول إننا بدأنا في حرب الفساد فعلا؟ نقول هذا عندما ترتفع الحُجب الاجتماعية عن الجميع، فلا يبقى إلا القانون، والوقائع والشواهد والأدلة، إدانة أبو عيطة توجب علينا التوقف لإعادة الحسابات، إدانة زائفة لقيادة شرطية شريفة مثل الراحل اللواء حمدى عبد الكريم توجب علينا وقفة أخرى.
لو أردنا محاربة الفساد، علينا محاسبة الجميع، من سبق وأفسد، ومن ثار على الفساد، رغبة في فرصة للفساد !
Twitter:@wtoughan