رئيس التحرير
عصام كامل

خطة إنقاذ سوريا من «الاجتياح» التركي السعودي!


نظرية معروفة في الأزمات والصراعات الدولية تحدثنا عنها في مقال سابق ملخصها يقول: "إن أردت حل أزمة فقم بتصعيدها وضعها على حافة الانفجار"!


وسبب ذلك أن حالة الانفجار لن يقبل بها كل أطراف الأزمة وعندئذ سيجلسون للتفاوض.. وعلى هذا الأساس فربما تريد السعودية -وطبقًا لحيثيات مقال الأمس- من التصعيد الكبير للأزمة السورية وإصرارها على إرسال قوات برية وجوية بدأت طلائعها بالوصول فعلا إلى تركيا التي تستعد هي الأخرى لغزو سوريا نقول ربما كان سبب ذلك هو الوصول بالأزمة السورية إلى حافة الانفجار الكبير عندئذ يجلس الجميع للتفاوض.. هذا التفاوض الذي نقصده ليست المفاوضات التي يتحدثون عنها بين النظام السوري والمعارضة وإنما هي مفاوضات من نوع آخر سيكون محورها وجدول أعمالها من نقطة واحدة ووحيدة وهي وقف كل الإجراءات مقابل رحيل الرئيس الأسد !

السؤال الآن: هل سيقبل الأسد ؟ قبل السؤال السابق نسأل أيضًا: وهل ستقبل روسيا وهل ستقبل إيران ؟ للإجابة عن السؤال علينا أن نعرف أن رحيل الأسد يعني مباشرة تفكيك سوريا !! لماذا؟ لأنه يعني أولا بقاء الجماعات الإرهابية في الأراضي التي تحتلها شرق وشمال سوريا وهذه أول دولة ـ لا قدر الله ـ على الأراضي السورية بزعم أنها دولة للسنة في مغازلة طائفية مقيتة للبسطاء في سوريا والعالم العربي!

الأمر الثاني هو أن البناء بالإكراه على أنقاض أنظمة سقطت بالقوة المسلحة من قوى خارجية تعني رفع شعار "الديمقراطية" وهنا الطرح مزيف بلا جدال ولا يعني إلا حق تقرير المصير للطوائف والعرقيات التي ستجبر على اختيار الانفصال و..و... وضاعت سوريا !

هذه السيناريوهات لا تدركها روسيا وإيران فحسب إنما يدركها أي قارئ للمخطط الصهيوني لتفتيت المنطقة مع أي قراءة بسيطة في الصراعات والأزمات الدولية مع اطلاع بسيط في الجغرافيا السياسية ولذلك لا يمكن ـ وفق اعتقادنا ـ أن تقبل به لا إيران ولا روسيا ولا حتى مصر رغم كونها غير "موجودة" بشكل مباشر في الصراع!

ما الحل إذًا ؟ اعتقادنا أن الحل المباشر والصريح الآن ـ ورغم وجود معاهدات صداقة ـ بين هو توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين روسيا وسوريا من جهة وبين سوريا وإيران من جهة وبكلا المعاهدتين سيكون أي عدوان على سوريا عدوانًا على كل من روسيا وإيران ! هذا الردع الشرعي والقانوني لن يمنع فقط التدخل البري التركي السعودي وإنما أيضًا سيقضي على أي أمل لانتصار إرهابي أو أي حسم عسكري في سوريا بل سيكون العامل الأكبر للإسراع بالحل السلمي ومفاوضاته التي تستغلها سوريا لتحقيق انتصارات على الأرض ستجعل من أي ضغوط عليها في أي مفاوضات لا معنى لها !

روسيا وإيران موجودتان في سوريا و"شرعنة" الوجود ووضعه في أعلى درجاته هو الحل العملي لإنقاذ سوريا وفي هذه الحالة تكون سوريا هي من عملت بنظرية التصعيد إلى حافة الانفجار ووضع الصراع في أقصى درجاته عندئذ سيتوقف كل شيء!
الجريدة الرسمية