رئيس التحرير
عصام كامل

الذكرى الأولى لمذبحة المصريين في ليبيا.. خطة الجيش للثأر لـ21 مواطنا

مذبحة المصريين في
مذبحة المصريين في ليبيا

اليوم تمر الذكرى الأولى لعملية ذبح 21 مواطنا مصريا على يد تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، في مشهد «هز» المشاعر الإنسانية في كل أنحاء العالم، وقد بث التنظيم الإرهابي، بمشاعر يتخللها البرود، مقطع فيديو يظهر خلاله ذبحهم بطريقة وحشية.. وبعد ارتدائهم «زيا برتقاليًا» يرتديه التنظيم الإرهابي عادة أثناء تنفيذ المذابح، قاموا بإعدامهم.. وكان المصريون الذين تم ذبحهم معظمهم عمالا من محافظة المنيا، سافروا إلى ليبيا سعيا وراء أرزاقهم.

استدعى ذلك ردًا مصريا قويًا، ضد ذلك التنظيم الإرهابي، حيث شنت القوات الجوية المصرية هجومًا ناجحًا ضد معاقل تنظيم داعش الإرهابى، داخل الأراضى الليبية تحديدا في مدينة «درنة» و«سرت» وبعض المناطق الأخرى في شرق ليبيا، في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين 16 فبراير 2015 بالتنسيق مع الجانب الليبي.

في ذلك الوقت تحدث الجميع عن كيفية نجاح الدولة المصرية في رد اعتبار الشعب المصري، بالإضافة إلى إظهار قوة الجيش المصري، واستطاعته تنفيذ أي مهمة في أي توقيت وعلى أي أرض، لحماية الأمن القومي المصري.


اجتماع مجلس الدفاع الوطني
عقب بث تنظيم داعش الإرهابي لفيلم ذبح الضحايا عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اجتماعا مساء يوم 15 فبراير 2015 مع مجلس الدفاع الوطني، بحضور رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الدفاع، والخارجية، والمالية، والداخلية، ورئيس المخابرات العامة، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة القوات البحرية، والجوية، والدفاع الجوى، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ومدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع.

وقد تم اتخاذ قرار أثناء الاجتماع بتوجيه ضربة عسكرية ضد معسكرات وتمركزات ومخازن الأسلحة الخاصة بتنظيم داعش الموجود في وذلك ثأرا لذبح الـ 21 مواطنا مصريا على يد التنظيم الإرهابي.


تجهيز الضربة الجوية في زمن قياسي
كشف مصدر مطلع، أن أجهزة القيادة داخل القوات الجوية، قامت بكافة التجهيزات الخاصة بالضربة الجوية ضد تنظيم داعش في ليبيا، في زمن قياسي، مما يدل على الجاهزية التامة للقوات المسلحة المصرية للتحرك في أي وقت لتنفيذ أي مهمة في أي مكان، وبعد اجتماع مجلس الدفاع الوطني، صدرت الأوامر بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد البؤر الإرهابية في ليبيا بمواقع مختلفة على البحر المتوسط منها مدن درنة وسرت دون المساس بالمدنيين.

وتم «تلقين» الطيارين بالمهام المكلفين بها، وتم التحرك في فجر يوم الـ 16 من فبراير من عام 2015 بالمقاتلات، وتنفيذ أوامر وتعليمات القيادة العامة للقوات المسلحة، وتابع الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والفريق يونس المصري، قائد القوات الجوية لحظة بلحظة الضربة الجوية ضد تنظيم داعش الإرهابي في عدد من المدن الليبية، وذلك بالتنسيق مع الجانب الليبي.

كيف تمت الضربة الجوية
بناء على المعلومات الاستخباراتية التي قامت بجمعها أجهزة جمع المعلومات المختلفة في مصر، بالإضافة إلى «المسح الجوي المُسبق» لعدد من المعسكرات والأماكن التي يتحصن بها تنظيم داعش الإرهابي في عدد من المدن الليبية، تم التأكيد ورصد 13 هدفا خاصا بالعناصر الإرهابية، وتم تخطيط الضربة الجوية المصرية ضد معاقل التنظيم الإرهابي على ثلاث مراحل، وهي:


المرحلة الأولى.. «الاستطلاع»:
قامت طائرة من طراز «c130» بالاستطلاع الإلكتروني ضد العدائيات المحتملة في ظل حماية جوية مباشرة من قبل طائرات «f16» متعددة المهام والتي قامت بحماية الـ «c130» أثناء خط السير وأثناء تأمين العمل حتى عودتها، كما تم استخدام طائرة «e-2c» المعروفة «بعين الصقر»، وهي طائرة متقدمة للإنذار المبكر، وقيادة العمليات والسيطرة الجوية واكتشاف العدائيات، وتم استخدام طائرة «بي أتش كارفت» والتي قامت بأعمال الاستطلاع اللاسلكي.

كما تم توفير «التأمين الإلكتروني» للضربة الجوية بواسطة عدة تشكيلات جوية، منها الهليكوبتر «مي 17»، والتي قامت بإعاقة جميع التجهيزات الترددية، وقامت بالتحليق على ارتفاع منخفض جدًا، كما قام تشكيل من طائرات «ميراج 2000» بتقديم الدعم الإكتروني لطائرات الضربة الجوية.

المرحلة الثانية.. «تنفيذ الضربة»
تم تنفيذ الضربة الجوية على عدة «أنساق هجومية مختلفة»، «موجتين» تحديدًا، بالإضافة إلى مشاركة تشكيل من طائرات الهليكوبتر من طراز «كوماندو» وطائرات هليكوبتر من طراز «sh-2g»، بعد أن قامت القوات الجوية بالتنسيق مع القوات البحرية لتأمين الضربة الجوية من اتجاه الساحل.

نسق حماية القوة الضاربة
قامت ثماني طائرات من طراز f 16 متعددة المهام، بتأمين القوة الضاربة من التهديدات الجوية والدفاع الجوي المتواجد في منطقة العمل.

الموجة الأولى.. تتكون من نسقين
النسق الأول يتكون من 12 طائرة متعددة المهام تقوم بالهجوم بالوضع الأفقي المستقيم، بالإضافة إلى 8 طائرات أخرى تقوم بالهجوم عن طريق الارتفاع ثم الهجوم من وضع «الغاطس».

النسق الثاني يتكون من 4 طائرات f16 متعددة المهام، قامت بالتحليق على وضع منخفض، وعلى أجنابها 8 طائرات تقوم بالهجوم من أعلى، ثم الوضع «الغاطس».

وقامت طائرتان بعد النسق الثاني بعملية تأمين عمل الهجمة الأولى.

الموجة الثانية.. تتكون من نسقين
تم تخطيط الموجة الثانية بحيث لا تتعدى المهمة «دقيقتين» وذلك لتحقيق عنصر المفاجأة، وتكونت الموجة الثانية من «نسقين»:

النسق الأول مكون من 12 طائرة من طراز f16 متعدد المهام، وتم التعامل مع الأهداف العدائية من الارتفاعت المنخفضة والعالية بأنواع مختلفة من الذخائر المتعددة.

النسق الثاني مكون من 4 طائرات من طراز f16 متعددة المهمام، وكان يختص بالانتهاء من تنفيذ الهجمات ضد المعاقل والمعسكرات ومخازن الأسلحة الخاصة بتنظيم داعيش الإرهابي.

المرحلة الثالثة.. «عملية استطلاع الضربة»
بعد الانتهاء من الضربات الجوية، قامت طائرتان من طراز f16 بعملية الاستطلاع للأهداف التي تم تدميرها، وذلك بعد أن أتم النسق الأخير من الضربات الجوية مهامه.
أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيان وصف بـ «التاريخي»، في صباح يوم الإثنين 16 فبراير 2015 قالت فيه:

«تنفيذًا للقرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الوطنى، وارتباطا بحق مصر في الدفاع عن أمن واستقرار شعبها العظيم، والقصاص والرد على الأعمال الإجرامية للعناصر والتنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد، قامت قواتكم المسلحة فجر يوم الإثنين، الموافق 16/2 بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابى بالأراضى الليبية».

وأضاف البيان: «وقد حققت الضربة أهدافها بدقة، وعادت نسور قواتنا الجوية إلى قواعدها سالمة بحمد الله.».

وشدد البيان: «وإذ نؤكد على أن الثأر للدماء المصرية والقصاص من القتلة والمجرمين حق علينا واجب النفاذ، وليعلم القاصى والدانى أن للمصريين درعا يحمى ويصون أمن البلاد، وسيفا يبتر الإرهاب والتطرف».

وهذا دليل على أن أجهزة جمع المعلومات في مصر تتعاون مع الأجهزة المختصة مع الجانب الليبي، ويقومون بالتنسيق الدائم من أجل حماية الأمن القومي للبلدين، ومصر لديها «معلومات استخبارتية» ليس بالقليلة، بالإضافة إلى «مسح جوي» لعدد من تمركزات ومعسكرات الخاصة بالعناصر والتنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى مراكز التدريب الخاصة بهم ومخازن الأسلحة، وتم ذلك منذ فترة كبيرة قبل عملية ذبح الـ 21 مصريا، وتم ذلك بتعاون مشترك بين الجانبين المصري والليبي.
الجريدة الرسمية