5 مواقف تكشف الترميم الخاطئ.. أبرزها معبد الكرنك وهرم زوسر وقناع توت عنخ آمون وتمثال الملك أوزوريس.. «الآثار» تكتفي بالنفي.. والموظفون ومواقع التواصل الاجتماعي يفضحون المسئولين
العديد من الكوارث تتوالى على وزارة الآثار، وكل يوم يمر يكشف النقاب عن عدد من المشكلات والأخطاء التي عصفت بأحلام وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطى في النهوض بالممتلكات والأرث الحضارى، حيث أثرت أخطاء الترميم المتكررة فى سمعة الآثار المصرية، التي بدأت بــ"أبو الهول" ومعبد الكرنك مرورًا بهرم سقارة المدرج وانتهاءً بقناع "توت عنخ آمون"، إذ لا تستطع وزارة الآثار التستر على الجرائم التي يرتكبها القائمون على أعمال الترميم بالوزارة لفترة طويلة، فسرعان ما تنكشف الحقيقة على يد العاملين بالوزارة أيضًا لتصفية خلافاتهم مع المسئولين عن هذه الأعمال.
ويتسبب مرممو وزارة الآثار في الكثير من الفضائح التي تتناقلها وسائل الإعلام الأجنبية وتؤثر بصورة سلبية فى السياحة الوافدة إلى مصر.
معبد الكرنك
أكد أحمد شهاب، نائب رئيس جمعية رعاية حقوق الأثريين وحماية آثار مصر، أن معبد الكرنك يستغيث من الترميم الخاطئ، مشيرا إلى أن كوارث الترميم بالآثار تفاقمت وتهدد بانهيار العديد من المناطق الأثرية المهمة والفريدة من نوعها، حسب تعبيره.
وأضاف «شهاب»، أن المعبد يتعرض إلى تشويه لما يحتويه من نقوش ضاعت بسبب استخدام مواد غير متجانسة والعمل بطريقة غير علمية لتظهر الآثار بأبشع مظهر.
وأوضح أن ترميم مقابر الكاب بالأقصر التي تحتوى على مقبرة أحمس الذي حارب الهكسوس وانتصر عليهم.
هرم زوسر
كما زار وفد من منظمة اليونسكو هرم زوسر المدرج؛ للوقوف على حالته بعد الجدل الإعلامي الذي ثار مؤخرًا حول مشروع ترميم الهرم بشكل خاطئ ما تسبب في انهيار بعض الأحجار منه.
وكان دعا وزير الآثار خبراء الإيكوموس واليونسكو لزيارة موقع هرم زوسر بسقارة للوقوف على حقيقة انهيار أجزاء منه نتيجة خطأ أعمال الترميم التي تتم به.
وأوضح الوزير أن زيارة الإيكوموس مهمة فهي المنظمة الدولية المعنية بإبداء الآراء الفنية في مثل هذه الأمور، وأشار إلى أن زيارة اليونسكو الأخيرة للهرم كانت في عام 2011، مضيفًا: "رأيت أن الوقت مناسب لزيارة جديدة خاصة بعد الجدل الإعلامي الذي ثار مؤخرًا حول مشروع ترميم الهرم، وهو ما يتطلب استطلاع آراء المتخصصين الدوليين لاطلاع الرأى العام على حقيقة ما يتم".
كما سادت حالة من الاستياء بين العاملين بالآثار الأيام الماضية، بسبب ما تردد بشأن سقوط ذقن القناع الذهبى للملك "توت عنخ آمون"، ولصقها بمادة "الإيبوكسى" ما تسبب في تشويه القناع وتعرضه لبعض الخدوش، وهو ما تناولته وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية، وأكدت أن صورة المتحف المصرى اهتزت أمام الزوار الأجانب.
مذكرة
وكانت "فيتــو" حصلت على مذكرة تقدم بها مجموعة من المرممين الأثريين، منذ شهر أكتوبر الماضى، لمدير عام المتحف المصرى، محمود الحلوجى، أكدت أنه لوحظ أثناء مرورهم بقاعة الملك توت عنخ آمون، أن هناك مادة لاصقة تظهر بشكل مبالغ فيه حول لحية التمثال، ما تسبب في تشويه مظهره الخارجى، مطالبين إدارة المتحف بالتدخل السريع لإنقاذ القناع ومكانة الآثار المعروضة بالمتحف أمام الزوار من السياح الأجانب.
ووقع على المذكرة 10 أثريين ومرممين، وتقدموا بها إلى مسئولى مدير المتحف في شهر أكتوبر الماضى، مطالبين بإنقاذ الموقف.
وكانت عدد من المواقع الأجنبية تداولت أخبارا وصورا خاصة بقناع تمثال الملك "توت عنخ آمون"، تشير إلى وجود ميول في ذقن القناع ناتجة عن كسره وترميمه بشكل خاطئ، واستخدام مواد خاطئة مثل "مادة الإيبوكسى" في ترميمه ما أدى لتلف القناع.
وأكد عمر الحضرى، الأمين العام للنقابة المستقلة للآثار، أن الصحف الأجنبية وعلى رأسها "سي بي سي نيوز الإخبارية - موقع ياهو النسخة الإنجليزية - فوكس نيوز الإخبارية - صحيفه ليفربول الإنجليزية- dailymail الإنجليزية - ibtimes الإنجليزية) تناولت في عناوينها الرئيسة صورة لقناع الملك "توت عنخ آمون" تحت عنوان "تلف في لحية الملك توت عنخ آمون بعد وضع مادة الإيبوكسي epoxy اللاصقة"، مؤكدًا أنها تتعمد تشويه صورة مصر منذ عام تقريبًا بعد عودة مجموعة توت عنخ آمون من الخارج.
سفر القطع السبب
وأضاف "الحضرى" في تصريحات خاصة، أن النقابة حذرت من عدم جواز سفر القطع الأثرية النادرة للخارج في صورة معارض خارجية؛ لأنها تتعرض للتلف أو الكسر، أو إلى الكوارث الطبيعية مثل البراكين أو الزلازل أو سقوط الطائرات وغيرها من الكوارث التي تحدث في العالم.
تاريخ تشويه القناع
وأوضح الحضرى أن هذه الكنوز لا تعوض بمال مهما علت القيمة التأمينية لها، مطالبًا بضرورة تطبيق مواد الدستور في عدم جواز سفر الآثار النادرة خاصة مجموعة كنوز الملك "توت عنخ آمون".
وتابع: "سافرت هذه القطع واستمرت في أمريكا فقط أكثر من 4 سنوات، وكأن أمريكا هي بلده الأصلي وكان هذا برعاية نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي سمح للأجانب وخاصة الأمريكان بالاستمتاع بهذا الكنز دون غيرهم من العالم، وهنا تدور علامات استفهام كثيرة حول تصميم المسئولين في ذلك الوقت على سفر تلك الكنوز لأمريكا رغم مخالفاتها الدستور المصرى، ولم تعد هذه المعارض إلا عن طريق حكم محكمة مجلس الدولة".
وطالب "الحضرى" وزير الآثار بمنع عرض القطع الأصلية والنادرة في معارض خارجية، لاستبدالها بقطع مقلدة.
هاشتاج ذقن القناع
وأكد غريب سنبل، رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم بوزارة الآثار، أن قناع الملك توت غنخ آمون، سليم بنسبة 100%، مشيرا إلى أن الذقن لم يكسر، لافتًا إلى أنه كان يركب قديمًا عند صناعة القناع بـ"كاويلة"، على طريقة العاشق والمعشوق، منوهًا إلى أنه لم يكن جزءًا من القناع كي يكسر منه، موضحًا أن القناع تم ترميمه من قبل.
وأضاف "سنبل" أن هناك صورة شهيرة للملك فاروق، وهو يشاهد القناع في فاترينة عرض، وكان عبارة عن قطعتين، لافتًا إلى أن هذا يؤكد أن الذقن لم يكسر، وأنه تم تشكيل لجنة من أربع شخصيات، لتقييم الترميم الذي تم بالقناع.
ويذكر أن عددًا من الأثريين دشنوا هاشتاجًا تحت عنوان "توت_حلق_دقنه"، ردًا على الإهمال الذي أصاب الآثار المصرية، بعد واقعة تشويه تمثال توت عنخ آمون.
تمثال بطرف صناعى
في الآونة الأخيرة ظهرت العديد من مشكلات وأزمات الترميم التي يصاحبها تشويه للآثار، فلم يمر سوى أسبوع واحد على طرح قضية ترميم معبد الكرنك بالأسمنت الأسود وتشويه بعض القطع الأثرية به حتى تداول رواد موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بعض الصور لترميم تمثال الملك أوزوريس في الأقصر بشكل مشوه.
وأكدت مصادر بوزارة الآثار، أن المرممين كانوا يريدون استكمالًا يليق بمكانة التمثال، وكان سيتم نحت القدم وبقية التمثال مع مراعاة المعايير المتبعة في الاستكمالات ولكنهم لم يتمكنوا.
وصرح الدكتور محمود عفيفى، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، بأن المواد المستخدمة في ترميم معبد حورس بإدفو بأسوان هي مواد مسموح بها في علم الترميم ولا تحمل أي أضرار على المعبد، لافتًا إلى أن أعمال الترميم والصيانة بالمعبد تتم تحت إشراف كامل لإخصائيي الترميم ومفتشي الآثار بالمنطقة.
وأوضح عفيفى ردًا على ما تداولته بعض مواقع التواصل الاجتماعى في الفترة الأخيرة من استخدام مادة الأسمنت والجير في أعمال الترميم بالمعبد – أن تمثالي حورس الموجودين على يمين ويسار البوابة الرئيسية للمعبد والمشار إلى ترميمهما الخاطئ ببعض مقاطع الفيديو المنتشرة مؤخرًا، لم يتم ترميمهما من الأساس، وتم رفع هذه التماثيل أثناء تنفيذ مشروع تخفيض المياه الجوفية بمعبد إدفو في المرحلة الأولى وإعادتهما إلى مكانهما الأصلي.
وأشار عفيفى إلى أن الترميمات الموجودة بالجزء الذي يعلو قاعدة التمثال واستكمال أجزاء كثيرة من جدران المعبد بمادة الأسمنت الأسود، هي ترميمات قديمة نفذها المرممون الفرنسيون، حيث إنه لم يكن محرمًا وقتها استخدام هذه المادة في الترميم، لافتًا إلى أن كل أعمال الترميم الحديثة الموجودة بالمعبد الآن تتم بما يتناسب مع طبيعة الآثار وبما يحقق الأمان التام لها.