رئيس التحرير
عصام كامل

«هيكل والأهرام».. تاريخ مديد في بلاط صاحبة الجلالة

الكاتب الكبير محمد
الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل

توفي صباح اليوم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل عن عمر 94 عاما.

محمد حسنين هيكل.. حينما نستمع هذا الاسم نعى جيدا أننا أمام قامة كبيرة وأحد أهم الأيقونات في مجال العمل الصحفى لتميزه على مدى تاريخًا طويلًا في بلاط صاحبة الجلالة.. فمنذ بدايته كمراسل كان قادرًا على صنع الفارق،مما أثبت طوال الوقت موهبته التي بزغت إبان تغطيته للحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين عام 1948 مما ساهم في نشأة صداقة قوية بينه وبين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة صداقة اصبحت بين رجال دولة وبين صحفى مما جعله قريبا طوال الوقت من مراكز صنع القرار ومن الشخصيات المؤثرة في الدولة.


صنعت هذه الفترة من هيكل شخصية قادرة على تولى منصب رغم صغر سنه- آنذاك- وأصبح رئيسا لمجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الأهرام عام 1956م/ 1957م وظل رئيسًا لتحريرها لمدة سبعة عشر عاما، وفى تلك الفترة وصلت الأهرام إلى أن تصبح واحدة من الصحف العشرة الأولى على مستوى العالم.

وبدأ في إحداث طفرة نوعية داخل أروقة المؤسسة الأكبر في تاريخ الصحافة المصرية،فقام بتطوير قسمي الأخبار والتحقيقات، ثم قام بتطوير الإخراج الصحفى،مما ساعد على تغيير الشكل القديم لصفحات الجريدة، وانتقلت إلى شكل جديد وعصرى انطلق بها إلى العالمية.

وأنشأ أرشيفا كاملا لحفظ كل ما تم نشره في الجريدة، لتتم الاستعانة به من قبل الصحفيين للحصول على الكم الأكبر من المعلومات وتكوين خلفية عن الأخبار والأحداث بمختلف أنواعها، وأيضا قام بعمل أرشيف للصور وقام بتطوير قسم التصوير.

وعمل على تنظيم لائحة للعمل داخل المؤسسة من خلال وضع سياسات تحريرية وتعيين كوادر كفء مما جعل للأهرام سمة مميزة وهى النظام والهدوء.. وساهم هيكل في إنشاء مبنى للمؤسسة بشارع الجلاء على أعلى مستوى مقسم لعدة طوابق وكل طابق يحتوى على مجموعة أقسام مكيفة جميعها تكييفا مركزيًا.

وأصبحت الأهرام سبّاقة بكل خبر، ولأول مرة أصبح الوزراء الحاليون والسابقون يكتبون مقالات للرأى، وبدأ بتعيين عناصر شابة لخلق الفكر الجديد داخل المؤسسة، مما ساهم في ارتفاع نسب توزيع الجريدة بالسوق إلى 350 ألف نسخة يوميًا ويوم الجمعة كانت تصل نسبة التوزيع إلى 750 ألف نسخة.

ما فعله هيكل جهل مؤسسة الأهرام محط أنظار الجميع حتى على المستوى الخارجى فصدرت عنه عدة كتب بلغات عدة وصل عددها إلى ثمانين كتابًا.
الجريدة الرسمية