رئيس التحرير
عصام كامل

انتباه!


لأول مرة يصير لدى مصر رئيس يعلن تبنيه ما كنا نطالب به طويلا، وهو إعادة بناء الدولة الوطنية المصرية؛ لتصبح دولة ديمقراطية مدنية حديثة.. وهكذا توحد الهدف بين الحكم والشعب أخيرًا.. وهذا التوحد ليس شكليًا أو بالأصح لفظيًا فقط، وإنما يتضمن مضمون هذا الهدف.


فقد حدد الرئيس السيسي في خطابه الذي ألقاه في البرلمان أمام نواب الشعب، المقومات الأساسية لهذه الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة، حتى لا تكون مجرد لافتة فقط نرفعها فوق بناء مختلف، أي غير ديمقراطي أو غير مدني أو غير حديث.. وتتمثل هذه المقومات في ثلاثة دعائم أساسية هي: الوطنية، والعدالة، والحرية.

الوطنية وهي تعني الحفاظ على الهوية الوطنية المصرية دون تشويه أو تغيير، وبلا فرض لهويات دخيلة علينا ومرفوضة شعبيا.. وبالتالي تحافظ هذه الدولة على استقلالها، وتأبي التبعية الأجنبية وتحتفظ بقرارها في أيدي أبنائها وحدهم.

والعدالة وهي تعني حماية للفقراء وأصحاب الدخول المحدودة والفرص المتكافئة للجميع، بعيدًا عن استثناء فئة أو طبقة اجتماعية بكل خيرات البلد وثرواته وعائدات اقتصاده وحدها.. وهذا ترجمة مساندة ودعم للفئات والطبقات الأكثر احتياجًا، وتوفير احتياجاتها الأساسية من غذاء وكساد وتعليم وصحة وبقية الخدمات الأخرى.

والحرية تعني حكم القانون وحده الذي يخضع له الجميع، ولا يستنثى منه أحد بغض النظر عن نفوذه أو انتمائه الاجتماعي أو سلطاته، فضلا عن صيانة الحقوق الأساسية للإنسان، ابتداءً من حرية التعبير والاعتقاد، وحتى حرية التنظيم مع وجود مجتمع مدني قوي وفعال ونشط.

ولم يكتف الرئيس السيسي بالإعلان فقط عن مقومات الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة ودعائمها، وإنما اهتم أن يؤكد أيضًا أن مصر لن تسمح لأحد بأن يعرقل مسيرتها لتحقيق هذا الهدف.. سواء كان هذا الأحد في الداخل أو الخارج، خاصة أن مصر -كما قال- تواجه من يتربص بها ولا يريد لها خيرًا ويعرقل مشروعها الوطني، رغم نجاحنا في ٣٠ يونيو في تعطيل مخطط كبير وإبطال مؤامرة واسعة كانت تبغي لنا ما تعانيه بلاد عديدة جوارنا وبالقرب منا.

إذًا.. هناك تصيمم وإصرار عبر عنه الرئيس السيسي في خطابه على تحقيق هذا الهدف.. دولة ديمقراطية مدنية وحديثة.. وهنا لابد أن نمد أيدينا جميعًا للرئيس حتى نشارك معه في إعادة بناء دولتنا الحديثة.. وجميعنا هنا أقصد بها البرلمان، والأحزاب، والإعلام، والمجتمع المدني، لا يجب أن تحرمنا بعض المشكلات والمصالح الصغيرة عن هدفنا الأساسي والأهم وإلا ضاع منا الطريق، وتبددت فرصة تحقيق هذا الهدف الكبير والمهم.
الجريدة الرسمية