رئيس التحرير
عصام كامل

هل تشتعل الحرب العالمية الثالثة من سوريا؟!


تحرش تركي مباشر وعلني بسوريا يتم بعد اعتراف وقح وعلني أيضًا بدعم المعارضة المسلحة بعد إنكار لسنوات.. أنباء مؤكدة عن وصول طائرات سعودية إلى تركيا، فضلا عن التأكيدات الرسمية السعودية على لسان عادل الجبير وغيره من إصرار السعودية على التدخل البري في سوريا.. دعما للموقف السعودي من عدة دول تتقدمهم كالعادة قطر.. رد روسي حاسم من أن التدخل البري يعني حربًا شاملة وأن روسيا سترد على من يعتدي عليها..


روسيا أيضًا تراقب الحدود مع تركيا وربما كان عبور القوات التركية الحدود السورية نوعًا من اختبار جدية الموقف الروسي الذى حدد موقفه من البداية ضد الطيران التركي ولا يمكن عبور القوات البرية السعودية المزعومة من تركيا إلا بغطاء جوي.. إيران على الخط وترفض التدخل السعودي وتهدد بالمشاركة في الحرب.. عدد القوات السعودية المزمع اشتراكه بريًا يصل إلى مائة وخمسين ألف جندي وهو رقم خرافي ربما اختفى من أدبيات الحروب الحديثة التي تحسمها أعداد أقل بتكنولجيا عسكرية أقوى وأحدث.. لكن العدد الذي تتحدث عنه السعودية يحتاج وقتًا لنقله، كما أنه يحتاج إلى تكلفة مرتفعة، خصوصًا إن كان خليطًا من قوات لعدة دول عربية وإسلامية وهي دول ستشهد حتمًا رجوع أبنائها من القتلى والجرحى من الحرب المنتظرة، وهو ما يعني دخول شعوب هذه الدول على خط المواجهة رغمًا عنها، وبالتالي اتساع دائرة الصراع حتى إلى دول بعيدة عن المنطقة !

هذه كانت مختصر المشاهد في سوريا الآن ونلاحظ الصمت الإسرائيلي الذي يعلم أن أي دعم للتدخل السعودي سيحرج السعودية كما نلاحظ الصمت الأردني التي تشعر بالحرج لكننا نلاحظ أيضًا الصوت المصري القوى الرافض قطعيا التدخل السعودي، بل أضاف إليه علنًا دعم روسيا هناك واعتبر تدخلها شرعيًا لأنها تواجه الإرهاب ومن المؤكد رفض العراق التدخل السعودي بل ربما كان العراق طريق أي قوات إيرانية برية لكن السؤال الأهم:

ماذا سيحدث إن اشتعلت الحرب البرية؟ هل ستتفرج روسيا؟ هل ستتفرج على هزيمتها وقواتها هناك في تزايد إضافة إلى قوتها الجوية؟ هل ستتفرج المعارضة في السعودية والبحرين على ما يجري؟ هل سيكون لبنان بعيدا عن الصراع بين أصدقاء وحلفاء سوريا وخصومها في البلد الصغير الجميل ؟ وماذا لو هاجمت روسيا تركيا.. كيف هو موقف حلف الأطلنطي ؟ وفي لحظات الاشتعال الكبير للقتال لا قدر الله هل ستكون إسرائيل بعيدة عن دفع الثمن؟ أم ستنهمر صواريخ حزب الله كالمطر فوق سماء الأرض المحتلة؟ وهل ستصمت إسرائيل؟

وهكذا.. عشرات الأسئلة كلها تقول إن العالم إلى كارثة لو تم الإصرار على هذا الحل!

الآن.. وخيوط المؤامرة تسير كما يريد المتآمر على بلادنا العربية حرفيا.. ما الحل؟ ما الحل وسقوط سوريا يعني تقسيمها حتما؟ وإن قسمت سوريا لا قدر الله انتهى استقرار المنطقة كلها التي تشهد إرهابًا بالرغم من صمود الجيش السوري فما بالكم إن تحولت سوريا إلى مرتع للإرهاب؟

ما نعرفه -والمؤكد الوحيد فيما نعرفه- أن موقف مصر هو الصحيح ويحتاج التفافًا شعبيًا حوله وموقف مصر سيتم وضعه في الاعتبار شرط أن يستمر للنهاية وأن يستمر بقوة، بقوة، فليس أمامها خيار آخر وإلا خسرنا سوريا وروسيا وأشياء أخرى مهمة أيضًا!
الجريدة الرسمية