رئيس التحرير
عصام كامل

المهندس هاني عازر: أنا تحت أمر مصر.. وظروف وطننا تعرقل الفكر الإبداعي

فيتو

* ذكاء الشاب المصري يفوق نظيره الأوروبي
* العرب يفتقدون القدرة على الاستماع وتقبل الآخر


«لا شيء أفضل من الإرادة والثقة بالنفس ليعينك على طريق هدفك المرجو».. قاعدة يتمسك بها «المهندس المصري الألماني - الدكتور هاني عازر» الذي أشرف على بناء محطة قطارات برلين، مشددًا على أن الظروف الحياتية لا يمكنها أن تحيل دون الإنسان ونجاحه، وأن العمل والإصرار هما الطريقة المثلى التي استند إليها في مسيرته المهنية الطويلة.

«عازر» أكد خلال وجوده في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ47، أن نسب الذكاء في مصر مرتفعة جدًا، ولكن ينقصنا التنقيب عن تلك النسب والعمل على مساندتها بالشكل الكافي لإثقالها وتنميتها.


* كيف ترى المشهد الإبداعي والثقافي المصري في الوقت الراهن؟
أعتقد أن مصر تمر الآن بظروف عصيبة، تعوق إثقال ونمو الفكر الإبداعي، ولكن هذا الأمر يمكن أن تمر به أي دولة على مستوى العالم، إلا أن ما يميز الشباب المصري على وجه الخصوص أنه يمتلك قدرات كبيرة وعظيمة، تحتاج لمن يفتش عنها ويستطيع إبرازها وإظهارها بالطريقة المثلى.

* وكيف يمكن لمصر احتواء شبابها والتنقيب عن الكفاءات؟
مصر تمتلك الكثير من الشباب الذين يتمتعون بنسب ذكاء عالية، لذلك يجب إعطاء تلك الكفاءات الفرص السانحة ليستطيعوا إظهار كفاءتهم، كما يجب الاستماع إلى متطالباتهم وابتكاراتهم بعناية شديدة لما يحملوه من فكر جاد قادر على إزاحة الظلمة وإحلال النور والأمل مكانها، وحين تنظر مصر إلى أفكار شبابها بعين الاعتبار ستجد فيهم العديد من المقترحات والابتكارات الصالحة والقابلة للتنفيذ على أرض الواقع بشكل عملي ودقيق يناسب الواقع والطبيعة المصرية، كما يلعب دورًا مهما في تلك المرحلة، ويستطيع الحوار البناء المساهمة في حل مشكلاتنا، فبعض الشباب ينقصهم نظرية تقبل الآخر واحترام الآراء المختلفة.

* أين تقف مصر من تلك الخطوات.. وهل بدأنا في التحرك نحو هذا الإطار؟
هناك العديد من الخطوات التي تم اتخاذها في هذا الإطار من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي ومختلف مؤسسات الدول، وبدأت بالفعل رحلة البحث والتنقيب عن الشباب الذين يحملون أفكارًا مختلفة وجادة ولكن الأمر لا يمكن أن يتوقف عند هذه المرحلة فقط، وعلى الشباب أنفسهم أن يبذلوا قصارى جهدهم في طريق العمل الجاد والتركيز واستثمار مجهوداتهم وذكائهم في مشروعات وأفكار تستطيع خدمة الوطن.

* في رأيك.. ما الذي ينقص الشاب المصري خلال هذه المرحلة؟
الشاب المصري بشكل عام يعاني هذه الفترة من فقدان الثقة بالنفس، والإحباط الناتج عن عدم إحساسه وإحاطته بقدارته المميزة التي يحملها بداخله، ويمكن هزيمة تلك النواقص بالاجتهاد والعمل الجاد والتركيز على نقاط القوة ومحاولة العمل على نقاط الضعف، فالشاب المصري يمتلك قدرات عظيمة، بسبب نسبة ذكاء المصريين التي تتفوق على أوروبا في كثير من الأحوال.

* وكيف يمكن إخراجه من حالة الإحباط العامة هذه؟
الشىء الوحيد القادر على خروج الشباب من هذه الحالة هو الشاب نفسه، فالاستسلام لمثل هذه الحالات يسهم في قتل الموهبة وإضعاف قدرة الفرد على مواصلة الإبداع، لذلك يجب على الشاب المصري التخلص من هذه الحالة من داخله، وأن يصنع لنفسه مجموعة من التحديات يعمل على اجتيازها من مرحلة إلى أخرى.. وبتلك التحديات يستطيع الشاب أن يجدد من طموحاته وآماله، ويستطيع التغلب على أي صعاب بإمكانها وضع عقبات في طريق نجاحه، كما يجب على الشاب أن يؤمن بأفكاره ويدافع عنها في مختلف الأوقات والظروف حتى يكتب لها الحياة والظهور وتعرف طريقها إلى النور، كما لابد التخلص من حالات تصيد العقبات ووضع العربة أمام الحصان واستحضار المشكلات وتعظيمها فكل هذه محاولات للعودة إلى الوراء ولن تجدي بأي نفع على الشاب.

* أخيرًا.. ما المشروعات التي تعمل على إنهائها حاليًا؟
أعمل الآن على مشروع الأنفاق التي يتم حفرها في بورسعيد والإسماعيلية، كما أعمل على تطوير منظومة السكك الحديد في مصر لتعزيز قدراتها ومرونتها، وأؤكد أنه رغم إقامتي في الخارج فإنني دائم التردد على مصر، وأزورها كل ثلاثة أسابيع لأتابع سير العمل بتلك المشروعات التي تحتاج مني طرح أفكار جديدة، وأنا أستمتع كثيرًا بالعمل لوطني لأني تحت أمر مصر متى أرادتني.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو"..
الجريدة الرسمية