تفاصيل أكذوبة «أفضل قارئ بالعالم».. عبد الرحيم يدعى تحقيقه المركز الأول في تلاوة القرآن بـ«ماليزيا».. استقبال تاريخي بقريته والسفارة تنفي..عضو القراء يكذب: لم يحصل على تأشيرة..والط
"عبد الرحيم راضي"، طالب في السنة الرابعة بكلية الصيدلة من مركز ومدينة دار السلام بمحافظة سوهاج، رفع اسم مصر عاليا في أيام معدودة، هكذا ادعى الطالب بعدما حقق المركز الأول عالميا في مسابقة أقيمت في ماليزيا في تلاوة القرآن والابتهالات الدينية لتنكشف خدعته بأنه لم يحصل على الجائزة بل لم يسافر أصلا إلى ماليزيا التفاصيل في السطور التالية.
بدأت قصة الطالب عبد الرحيم راضي بإعلانه أنه حصد المركز الأول عالميًا في تلاوة القران، الأمر الذي لاقى حفاوة شديدة من كافة الجهات، وأصبح مصدر فخر لقريته، التي أقامت استقبالا حافلا لابنها الدكتور عبد الرحيم راضي، الفائز بالمركز الأول بجائزة القرآن الكريم في ماليزيا.
هاشتاج
ولم تقف محطة نجاحه الوهمية عند هذا الحد، فاحتفل به نشطاء التواصل الاجتماعي، بتدشين هاشتاج يحمل اسم ” عبد الرحيم راضي، جاعلين منه بطلًا، ونال الهاشتاج الكثير من التعليقات الإيجابية التي تحمل الكثير من المشاعر الممتزجة بالفخر والاعتزاز.
وكيل البرلمان
وعلى الجانب السياسي، التقى السيد الشريف وكيل البرلمان، اليوم الأحد، قبل تكريمه الذي كان مقررا له في إحدى الجلسات، الطالب عبد الرحيم راضي تشجيعا وتكريما له، مطالبًا اياه بمزيد من النجاح، مؤكدا أن الدولة تشجع الوجوه الشابة التي لها إسهامات دعوية ودينية مشرفة ومعتدلة.
مشيخة الأزهر
وكان من المفترض أن تكرم مشيخة الأزهر، الطالب عبدالرحيم راضى، الذي حصل على المركز الأول في المسابقة العالمية للقرآن الكريم، تقديرًا لحفظه كتاب الله -عز وجل- وتمثيله المشرف لمصر في هذا المحفل الدولي، في إطار حرص المشيخة على رعاية وتشجيع أبنائها المتفوقين في كل المجالات، وتم إلغاء الحفل بسبب وفاة الدكتور محمد المختار المهدى، رئيس الجمعية الشرعية.
محافظ سوهاج
وكرم محافظ سوهاج، الدكتور أيمن عبدالمنعم، القارئ الشيخ عبدالرحيم راضي، لحصوله على المركز الأول عالميًا في حفظ وترتيل القرآن الكريم.
وأعرب المحافظ عن سعادته بحصول مصر على هذا الشرف الكبير بين مختلف الدولة العربية والإسلامية، وقائلا أنه مما زاده فخرًا أن من حاز لمصر هذا الشرف ابن من أبناء محافظة سوهاج التي أخرجت العديد من جهابذة العلم والدين وقارئي القرآن الكريم.
كشف الأكذوبة
ولم يمض على هذه التكريمات وقتا طويلا حتى تبدل الحال من احتفالات وتفاخر إلى تكذيب وهجوم، وقال الشيخ هانى الحسينى، القارئ المعتمد بالإذاعة والتليفزيون، الحائز على المركز الأول في المسابقة العالمية للقرآن الكريم، عام 2010: إن حصول الطالب عبدالرحيم راضى على المركز الأول، ليس له أساس من الصحة.
وأضاف الحسينى في تصريح لـ« فيتو » أن المسابقة العالمية للقرآن الكريم، تقام كل عام سنويا في منتصف شهر شعبان، وتخاطب السفارة الماليزية وزارة الأوقاف، لترشيح المتفوقين من مصر، مشددا على أنه لا علاقة للأزهر بها.
وأوضح الحسينى، أنه تلقى اتصالا من المسئول عن المسابقة العالمية للقرآن الكريم بماليزيا، وأبلغه استنكاره بما يحدث في مصر، وأن ما نشر حول حصول الطالب على المركز الأول لا أساس له من الصحة.
الهروب
وأغلق عبدالرحيم راضى، طالب كلية الصيدلة بجامعة الأزهر بأسيوط، هاتفه المحمول، بعد أن تم كشف ادعاءاته بحصوله على المركز الأولى في المسابقة العالمية للقرآن الكريم بماليزيا.
لم يحصل على تأشيرة
وحاولت "فيتو" التواصل مع الطالب، إلا أنه أغلق هاتفه المحمول، وفي الوقت نفسه، قال الدكتور عبدالفتاح الطاروطى، عضو نقابة القراء، وعضو لجنة تحكيم المسابقة العالمية للقرآن الكريم بماليزيا: إن عبدالرحيم راضى، لم يحصل على تأشيرة دخول لدولة ماليزيا من الأساس.
لقاء السيسي
وحول لقاء السيسي للطالب، قال الشيخ هانى الحسينى، القارئ بالإذاعة المصرية، الحاصل على الجائزة العالمية للقرآن الكريم بماليزيا، إن رئاسة الجمهورية حددت موعدا مع عبد الرحيم راضى، طالب الأزهر، الذي ادعى حصوله على لقب قارئ العالم، للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأضاف الحسينى في تصريح خاص لـ"فيتو"، أنه كان من المفترض أن يستقبل رئيس الجمهورية الطالب بعد يومين، مشيرا إلى أنه لا يعرف حتى الآن مصير اللقاء، بعد كشف ادعاءات الطالب بحصوله على المركز الأول في المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم.
وأوضح القارئ بالإذاعة المصرية، أنه تلقى اتصالا من المشرف العام على المسابقة العالمية للقرآن الكريم بماليزيا، وأبلغه استنكاره من تمكن هذا الطالب بخداع دولة كبيرة بحجم مصر.
بدون تأشيرة
فيما قال الدكتور عبدالفتاح الطاروطى، عضو نقابة القراء، عضو لجنة تحكيم المسابقة العالمية للقرآن الكريم بماليزيا، إن عبدالرحيم راضى طالب كلية الصيدلة بأزهر أسيوط، الذي ادعى حصوله على لقب قارئ مصر الأول في مسابقة للقرآن الكريم أقيمت بماليزيا، لم يحصل على تأشيرة دخول لدولة ماليزيا من الأساس.
وأضاف «الطاروطى» في تصريح لـ«فيتو»، أنه أجرى اتصالا هاتفيا بمسئول الشئون الدينية بسفارة ماليزيا بالقاهرة، الذي أبلغه أن دولته لم تكرم هذا الطالب، ولم يحصل على تأشيرة للدخول من الأساس.
منتصف شعبان
وأوضح أن المسابقة تقام في منتصف شهر شعبان من كل عام، ولا علاقة لها بما ادعاه طالب الأزهر، مشيرا إلى أنه استمع لصوته ووجده متوسطا، بالنسبة للقراء الذين يشاركون في المسابقة.
ولفت عضو لجنة تحكيم المسابقة العالمية، إلى أن الطالب عبدالرحيم راضى أساء لجميع القراء، بسبب ادعاءاته، مطالبا الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، باتخاذ الإجراءات القانونية ضده.
السفارة تنفي
فيما نفت السفارة الماليزية بالقاهرة الأخبار عن فوز عبد الرحمن راضي، الطالب بكلية الصيدلة بجامعة الأزهر بمسابقة القرآن الكريم العالمية.
وقال إبراهيم يوسف، مدير العلاقات العامة بالسفارة، إن ماليزيا تنظم مسابقة عالمية لتكريم لحفظة القرأن الكريم بحضور الملك والذي يقوم بتكريم عدد من الطلاب في شهر شعبان من كل عام، مؤكدا على أن الطالب عبد الرحيم لم يشارك في المسابقة، مشيرا إلى أن ماليزيا ترسل لوزارة الاوقاف لترشيح الأسماء للدخول في المسابقة، ولم يذكر اسم الطالب في اية قوائم، وكل ما اعلنه للإعلام غير صحيح بالمرة.
